حمية الشرق الأوسط و تأثيرها على أمراض القلب و الشرايين
حمية الشرق الأوسط
سميت حمية البحر الأبيض المتوسط (بالإنجليزية: Mediterranean Diet) بهذا الاسم نسبة للنظام الغذائي وعادات المعيشة الصحية التقليدية للأشخاص الذين يعيشون في البلدان المجاورة للبحر الأبيض المتوسط، مثل فرنسا، واليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من التعريفات المختلفة لحمية البحر الأبيض المتوسط، وذلك تبعاً للبلد والمنطقة، إلا أنّ ما تشترك به هذه التعريفات المختلفة هو احتواء هذه الحمية على مجموعة أساسية من العناصر الغذائية التي تميزها عن غيرها.[١]
حمية الشرق الأوسط وتأثيرها على أمراض القلب والشرايين
أظهرت الدراسات أنّ الحالة الصحية لسكان البحر الأبيض المتوسط، وخاصة اليونانيين والإيطاليين، تُعدّ أفضل من الحالة الصحية للسكان في شمال أوروبا وأمريكا الشمالية، كما أنّ معدلات الوفيات في مناطق البحر الأبيض المتوسط أقل من معدلاتها في البلدان الأخرى، بالرغم من أنّ جودة الرعاية الصحية الخاصة والحكومية المقدمة للعديد من هؤلاء السكان أقل مقارنة بالدول المتقدمة مثل أوروبا وأمريكا، كما أنّ معدل انتشار التدخين في هذه البلدان يُعدّ مرتفعاً، وقد تم تفسير هذه الملاحظات بأنّها راجعة إلى اتباع سكان هذه المناطق لنمط غذائي صحي، وهو ما أصبح يعرف بحمية البحر الأبيض المتوسط، وتُعدّ نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين أقل في هذه البلدان مقارنة بغيرها من البلدان، ويمكن تفسير ذلك من خلال النتائج الإيجابية لاتباع حمية البحر الأبيض المتوسط على القلب والشرايين والمتمثلة بما يأتي:[٢]
- تقلل حمية البحر الأبيض المتوسط خطر الإصابة بأمراض القلب المتكررة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة قلبية سابقة.
- تقلل حمية البحر الأبيض المتوسط خطر الإصابة بأمراض القلب لأول مرة لدى الأشخاص الذين لم يصابوا بها من قبل.
- تقلل حمية البحر الأبيض المتوسط خطر الإصابة بانسداد شرايين القلب التاجية لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى الدهنيات في الدم، عند إضافتها إلى الأدوية المستخدمة لتقليل الكولسترول والمعروفة بالستاتين (بالإنجليزية: Statins)، كما تقلل خطر الإصابة بمتلازمة الشريان التاجي الحادة (بالإنجليزية: Acute coronary syndrome) لدى مرضى السكري، والمرضى الذين لا يمارسون الأنشطة البدنية، والمرضى الذين يعانون من السمنة.
العناصر الغذائية لحمية الشرق الأوسط
تتميز حمية الشرق الأوسط بأنّها غنية بالمواد الغذائية الآتية:[٣]
- الخضار والفواكه: تشكّل الخضار والفواكه الجزء الأكبر من محتوى وجبات حمية البحر الأبيض المتوسط، إذ يصل عدد الحصص من الخضار والفواكه يومياً من 7-10 حصص، بالإضافة إلى تناول المنتجات المصنوعة من الحبوب الكاملة مثل الأرز الكامل، ومنتجات المعكرونة.
- المكسرات: تتميز هذه الحمية باختيار زبدة الفول السوداني الطبيعية، بدلاً من الزبدة التي تحتوي على الدهون المهدرجة، واستخدام الطحينة المصنوعة من بذور السمسم لتناولها مع الخبز بدلاً من الزبدة، كما يمكن تناول االمكسرات مثل اللوز، والكاجو، والفستق الحلبي، والجوز على شكل وجبات خفيفة وسريعة.
- الزيوت النباتية: مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا، حيث تُعدّ بدائل صحّية للزبدة والمارجرين، وذلك عند استخدامها في الطبخ، ومن الممكن تغميس الخبز بزيت الزيتون، أو دهنه عليه.
- السمك: تتميز حمية البحر الأبيض المتوسط بتناول السمك مرة أو مرتين في الأسبوع، ومن أنواع السمك الصحية: سمك التونا الطازج، أو المُعلَّب والمحفوظ بالماء، وسمك السلمون، والماكريل، والرنجة، ويُنصَح بتجنّب السمك المقلي، وتناول السمك المشوي بدلاً عنه، حيث إنّه ذو طعم جيّد ويتطلب القليل من التنظيف، ويمكن تناول السمك بطريقة السوتيه، وذلك باستخدام القليل من زيت الكانولا لتحضيره.
- اللحوم البيضاء: تتميز هذه الحمية بتقليل كمية اللحوم الحمراء، وتناول الأسماك والدواجن بدلاً عنها، وتجنّب النقانق، ولحم الخنزير المقدد وغيرها من اللحوم المحتوية على نسب عالية من الدهون.
- منتجات الألبان: تعتمد هذه الحمية على منتجات الألبان قليلة الدسم، ولذلك فإنّه يجب تجنّب منتجات الألبان كاملة الدسم مثل الحليب الكامل الدسم، أو الذي يحتوي على 2% من الدهون، والأجبان، والآيس كريم.
- التوابل والأعشاب: تتميز هذه الحمية باستخدام التوابل والأعشاب لإعطاء الطعام طعماً لذيذاً بدلاً من الملح.
الفوائد الصحية الأخرى لحمية الشرق الأوسط
إضافة إلى التأثيرات الإيجابية لحمية الشرق الأوسط على القلب والشرايين، هناك العديد من التأثيرات الإيجابية على أجهزة الجسم المختلفة، ومن الفوائد الصحية التي يمكن أن يحصل عليها الأفراد ما يأتي:[٤]
- الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (بالإنجليزية: Type 2 diabetes)، حيث تحتوي هذه الحمية على كمية كبيرة من الألياف التي تبطئ عملية هضم الطعام، مما يمنع حدوث تغيرات مفاجئة في مستوى السكر في الدم، كما يمكن أن تساعد على الحفاظ على الوزن.
- المحافظة على رشاقة الجسم: تقلل العناصر الغذائية المكونة لحمية الشرق الأوسط من خطر الإصابة بضعف العضلات، وعلامات الضعف الأخرى لدى كبار السن بنسبة 70% تقريباً.
- الحد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer disease): تشير الدراسات المختلفة إلى أنّ حمية الشرق الأوسط قد تحسن من مستوى الكولسترول والسكر، إضافة إلى تأثيراتها الإيجابية على صحة الأوعية الدموية بشكلٍ عام، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف.
- تقليل خطر الإصابة بمرض الباركنسون: إنّ حمية الشرق الأوسط يمكن أن تقلل من فرصة الإصابة بمرض باركنسون إلى النصف، وذلك لاحتوائها على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، مما يقلل فرصة تعرّض الخلايا لعملية تسمى بالإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative stress) المسببة للتلف، وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بمرض باركنسون.
المراجع
- ↑ “What is a Mediterranean diet”, www.nhs.uk, Retrieved 7-7-2018. Edited.
- ↑ “Mediterranean diet and prevention of coronary heart disease in the elderly”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 7-7-2018. Edited.
- ↑ “Mediterranean diet: A heart-healthy eating plan”, www.mayoclinic.org, Retrieved 7-7-2018. Edited.
- ↑ “The Mediterranean Diet”, www.helpguide.org, Retrieved 29-7-2018. Edited.