مرض سوء التغذية
مرض سوء التغذية
يمكن تعريف مرض سوء التغذية (بالإنجليزية: Malnutrition) على أنّه نقص العناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم، والتي تتمثل بالبروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات، والمعادن، وفي الحقيقة قد يكون نقص أيّ من هذه العناصر وحتى أحد الفيتامينات كفيلاً بمعاناة المصاب ممّا يُعرف بمرض سوء التغذية، وقد تحدث هذه الحالة نتيجة لمعاناة المصاب من إحدى مشكلتين رئيسيتين، أمّا أولهما فتُعزى لقلة الطعام الذي يتناوله الفرد، وأمّا المشكلة الثانية فتتمثل بتناول الفرد الكثير من الطعام ولكن طبيعة هذا الطعام ضارّة للغاية ولا تُزوّد الجسم بحاجته من العناصر الغذائية، وفي الحقيقة يُعدّ مرض سوء التغذية من المشاكل الصحية الشائعة، فبالاعتماد على الإحصائيات المجراة بحسب منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) وُجد أنّ هناك ما يُقارب 462 مليوناً حول العالم يُعانون من مرض سوء التغذية، وقد قُدّر أعداد الأطفال الذين يُعانون من عدم اكتمال النموّ بسبب سوء التغذية بما يقارب 159 مليون طفل حول العالم. لا يقتصر تأثير مرض سوء التغذية في الطفل على التأثير في نموّه وحجمه، وإنما كذلك يحدّ من قدراته العلمية والاستيعابية، ويُقلّل من فرص عمله في المستقبل، ويجدر التنبيه إلى أنّ الأشخاص الذين يُعانون من مرض سوء التغذية على الرغم من تناولهم الكثير من الطعام يُعانون من السمنة ومن مشاكل صحية أخرى.[١][٢]
أعراض مرض سوء التغذية
في الحقيقة غالباً ما يبدأ مرض سوء التغذية بشكلٍ تدريجيّ فلا تكاد أعراض الإصابة به تكون ظاهرة، وخاصة في بداية الأمر، ولكن بمرور الوقت يُعاني المصابون من بعض الأعراض والعلامات، يمكن إجمالها فيما يأتي:[٣]
- فقدان الوزن، ويُستدلّ عليه بزيادة حجم الملابس عن الوضع الذي كان عليه الشخص من قبل، وكذلك الأمر بالنسبة للمجوهرات وحزام البنطال وغير ذلك.
- الشعور بالتعب العام وفقدان الطاقة.
- تراجع القدرة على القيام بالوظائف والمهام بالشكل الذي كان عليه الشخص سابقاً.
- انخفاض أو تدنّي القدرة على القيام بالمجهود البدنيّ، ويمكن أن يلاحظ المصاب ذلك بعدم قدرته على المشي كما في السابق، أو على الأقل بالسرعة ذاتها.
- المعاناة من تغيرات على مستوى المزاج، كأن يُعاني الشخص من الاكتئاب أو الشعور بفقدان الطاقة.
- فقدان الشهية، وعدم الاستمتاع عند تناول الأطعمة والمشروبات بغض النظر عن نوعها.
- صعوبة القدرة على التركيز، ويُلاحظ ذلك باستغراق الشخص وقتاً أطول من الحد الطبيعيّ لاستيعاب الأمور أو الإجابة عن الأسئلة المُوجّهة له.
- زيادة خطر معاناتهم من العدوى (بالإنجليزية: Infection) بسبب ضعف أجهزتهم المناعية، وكذلك قد تحتاج الجروح التي يتعرّضون لها إلى وقت أطول من المعتاد حتى تُشفى وتلتئم.
- القدرة على الشعور بالبرد بسهولة متناهية.
- زيادة خطر التعرّض للكسور بسبب معانتهم من ضعف عضلات أجسامهم.
- تراجع الرغبة الجنسية والمعاناة من بعض المشاكل المتعلقة بالخصوبة.
- زيادة فرصة الإصابة بالأمراض عامة، واستغراقه وقتاً أطول من الحد المعتاد حتى يتماثل للشفاء.
- ارتفاع فرصة المعاناة من مضاعفات ما بعد الخضوع للعمليات الجراحية.
الأسباب وعوامل الخطورة
في الحقيقة يُمكن أن يصيب مرض سوء التغذية أيّ شخص، ولكن هناك بعض الأسباب والعوامل التي تزيد من فرصة معاناة الفرد من مرض سوء التغذية، ويمكن إجمال أهمّها فيما يأتي:[٤][١]
- الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل صحية طويلة الأمد وتؤثر في قدرة الأمعاء على امتصاص الطعام، أو تؤثر في شهيّة الفرد، أو وزنه، ومن الأمثلة على هذه الأمراض ما يُعرف بمرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s disease) والتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، ومرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease) الذي يُعتبر أحد الاضطرابات الجينية التي تتمثل بمعاناة المصاب من عدم القدرة على تحمل الغلوتين الموجود في بعض أصناف الطعام، مما يؤدي إلى مشاكل على مستوى بطانة الأمعاء وقدرتها على امتصاص الطعام، إضافة إلى ذلك قد يتسبب الإسهال أو التقيؤ المزمن بمعاناة الشخص من مرض سوء التغذية.
- الأشخاص الذين يُواجهون مشاكل مادية بسبب الدخل المتدني، أو أولئك الذين يُعانون من مشاكل على مستوى الحركة.
- الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في البلع.
- كبار السنّ.
- الأشخاص الين يحتاجون للحصول على طاقة أكبر كأولئك المصابين بمرض التليف الكيسيّ (بالإنجليزية: Cystic Fibrosis)، والرعاش (بالإنجليزية: Tremors)، وأولئك الذين يتعافون من حروق أو جروح خطيرة للغاية.
- الأفراد الذين يُعانون من مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب، الخرف، والفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia)، وفقدان الشهية العصابي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa).
- الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل اجتماعية، كأولئك الذين يسكنون وحدهم، وأولئك الذين يُواجهون صعوبة في شراء الطعام وطبخه وتحضيره.
- الأفراد الذين يتناولون الكحول، ويمكن تفسير إصابة المتعاطين للكحول بإصابتهم بمرض سوء التغذية ببيان أمرين رئيسيين، أمّا أولهما فيُعزى لاحتواء الكحول على نسبة مرتفعة من السعرات الحرارية دون احتوائه على عناصر غذائية تُغطّي حاجة الإنسان، وهذا ما يُشعر الشخص بالشبع ويحدّ من تناوله الأطعمة الصحية، أمّا السبب الثاني فيعود لإحداث الكحول تلفاً على مستوى المعدة والبنكرياس، إذ يتسبب بإصابة الشخص بما يُعرف بالتهاب المعدة (بالإنجليزية: Gastritis)، وهذا ما يُصعّب عملية هضم الطعام، وامتصاص بعض أنواع الفيتامينات، بالإضافة إلى احتمالية تعرّض الشخص لمشاكل على مستوى إنتاج الهرمونات التي تساعد الجسم على القيام بعمليات الأيض بشكلٍ مناسب وصحيح.
- الرّضّع الذين لم يتلقّوا الرضاعة الطبيعية، وخاصة في الدول النامية، فهؤلاء يكونون أكثر عُرضة للمعاناة من مرض سوء التغذية.
المراجع
- ^ أ ب “Malnutrition: What you need to know”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 9, 2018. Edited.
- ↑ “Malnutrition”, medlineplus.gov, Retrieved May 9, 2018. Edited.
- ↑ “Malnutrition”, www.webmd.boots.com, Retrieved May 9, 2018. Edited.
- ↑ “Malnutrition”, www.nhs.uk, Retrieved May 9, 2018. Edited.