من مؤلف كتاب نسب قريش
مصعب الزبيري مؤلف كتاب نسب قريش
يعتبر كتاب نسب قريش مصدراً موثوقاً به للأنساب والأخبار؛ مُؤلَفٌ بأسلوب لم يسبق استخدامه من قبل في تلك الفترة؛ إذ امتاز بأنه من أكثر الكتب شمولاً وتوضيحاً لنسب قريش، حيث أقدم مؤلفه مصعب الزبيري على تفصيل أنساب قريش فيه، ومن الجدير بالذكرأنّ كتاب نسب قُريش قد سهل على علماء الأنساب استخدام الروايات واعتمادها في التثبت من نسبٍ ما.
التعريف بمصعب بن عبدالله الزبيري
هو الشاعر الكبير والعالم بالأنساب والحديث مصعب بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير؛ يكنى بأبي عبدالله، يشتهر بغزارة علمه ومعرفته بالتاريخ، وثقته في الحديث؛ وكان كاتباً جيداً للشعر، وهو ابن أمة الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير بن العوام، ويعتبر واحداً من أكثر رجال قريش رجولة، ومروءة، وعلماً، وشرفاً.
حياة الزبيري
وُلد الزبيري في المدينة المنورة في عام 156هـ/ المصادف 773م، ونشأ وترعرع فيها؛ وانتقل إلى بغداد وسكن فيها فترة من الزمن، ويشار إلى أن والده كان يتولى أمر اليمن في تلك الفترة.
أنصت الزبيري السمع لعدد من كبار رواة الحديث وعلامة الأنساب، ومن بينهم مالك بن أنس، وأبيه، وإبراهيم بن سعد، وعبدالعزيز الدراوردي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، ونقل عنه كلّ من ابن ماجة، وموسى بن هارون، وأبو العباس السراج.
مؤلفات الزبيري
يُشار إلى أن الزبيري قد خطت يداه كتابين حول النسب، أحدهما كتاب النسب الكبير ولا يُعلم عن وجوده شيئاً؛ إلا أنّه من المعتقد أن يكون كتاباً شاملاً لكافة الأنساب ذات الأصول العربية، أما الكتاب الثاني؛ فهو كتاب نسب قريش.
وفاة الزبيري
توفي مصعب الزبيري في مدينة بغداد في شهر شوال من عام 236هـ/ 851م عن عمر يناهز 80 عاماً.
أسلوب مصعب الزبيري في كتاب نسب قريش
جاءت في هذا الكتاب نصوص تدلّ على بعض مصادر مؤلفه مصعب الزبيري؛ كما اكتفي في البعض الآخر من نصوصه بالإشارة إلى المصادر بالقول بـ “ذُكر عن، وقال بعضهم، وخزاعة تقول”، وغيرها.
امتاز المؤلف في كتابه هذا باستشهاده ببعض أبيات الشعر لتكون دليلاً لبعض الآراء في الأنساب، كما كان للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة نصيباً في الاستشهاد بها بالدلالة على الأنساب.
تسلسل المؤلف في ترتيب الأنساب في كتابه، فاستهّل كتابه بذكر نسب معد بن عدنان، ثم إبراهيم الخليل عليه السلام، وتدرّج بالذكر في التنسيب وصولاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلّم، ثم أولاد عبدالمطلب والعباس، واهتم أيضاً بذكر أنساب نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يمتّن له بصلة.
بذلك فإن الكتاب يشمل بين صفحاته أخباراً ذات أهمية تاريخية منذ بدء البعثة النبوية وحتى تاريخ كتابة الكتاب في أيام العصر العباسي الأول؛ وتشير موجودات الكتاب إلى حرص المؤلف على رصد أسباب وتواريخ الوفاة لكل علم مذكور في كتابه.