من مؤلف كتاب فقه السنة
كتاب فقه السنة
يتناول كتاب فقه السنة مسائل من الفقه الإسلامي، مرفقاً بها الأدلة من صريح الكتاب وصحيح السنة، وقد تمّ إصداره وتأليفه على مراحل متعددةٍ استمرت عشرين سنةً، فقد صدر الجزء الأول منه في منتصف الأربعينات من القرن العشرين الميلادي، الموافق سنة 1365هـ، وكان في فقه الطهارة، ثمّ أكمل المؤلف الكتابة في الفقه، وكان يخرج في كل فترة جزءاً صغيراً حتّى استطاع إكمال أربعة عشر جزءاً، ثمّ تمّ إصداره فيما بعد في ثلاثة أجزاء كبيرة، وقد امتاز الكتاب بعدم انتمائه لمذهبٍ معينٌ ممّا جعل الإقبال عليه كبيراً وخاصةً من عامة المثقفين الذين لم ينشأوا على الالتزام بمذهبٍ معينٍ أو التعصب له.
يعد كتاب فقه السنة من أشهر كتب الفقه وقد ابتعد فيه المؤلف عن ذِكر الخلاف إلّا ما كان لا بدّ من ذكره، فقد اعتمد على ذكرالأقوال في المسألة، ثمّ اختيار الراجح أو الأرجح في الغالب، وعند عدم وجود الأرجح أو تكافؤ الأقوال والأدلة فإنّه ترك الأمر دون أن يرجح رأيًا معيناً.
مؤلف كتاب فقه السنة
مؤلف كتاب فقه السنة هو الشيخ سيد السابق، الذي ولد في محافظة المنوفية عام 1915م الموافق 1335هـ، وكانت بداياته بالكتابة في مجلة الإخوان الأسبوعية، فكان يكتب مقالةً مختصرةً في فقه الطهارة، حيث كان يعتمد على كتب فقه الحديث.
قدِّم الشيخ سيد للمحاكمة في قضية مقتل النقراشي باشا، حيث تمّ اتهامه في ذلك الوقت بأنّه من أعطى الفتوى للشاب القاتل عبد المجيد حسن بجواز قتل النقراشي باشا، لمعاقبته على حلّ الإخوان، وأطلق عليه لقب مفتي الدم في الصحف، ولكن تمت تبرئته وإخلاء سبيله، وبعدها اعتقل مع من اعتقل من الإخوان في سنة 1949م، وتمّ سجنه في معتقل الطور، وفي هذا المعتقل كان الشيخ سيد يعقد حلقاتٍ بعد صلاة الفجر تختص في الفقه وقراءة الأدعية المأثورة.
تمّ تعيين الشيخ السابق مديرًا لإدارة الثقافة في وزارة الأوقاف، وكان ذلك في عهد وزير الأوقاف الشيخ أحمد حسن الباقوري، وكانت له مكانةً مرموقةً في الوزارة، ولكن عندما استلم الوزارة الدكتور محمد البهي ساءت العلاقة بينه وبين السابق والغزالي ممّا حدا به إلى نقلهما إلى الأزهر لتقليل نشاطهما وإخفائهما عن العيون، وبقيا في الأزهر حتّى تغيّر وزير الأوقاف، ثمّ انتقل في السنين الأخيرة من عمره إلى (جامعة أم القرى) في مكة المكرمة، سعيداً بمجاورة البيت الحرام. وتوفي السابق رحمه الله عن عمرٍ يناهز 85 عاماً، وكانت وفاته في 23 من ذي القعدة عام 1420هـ الموافق 27 من شهر شباط 2000م.