حكم عن القراءة

باستثناء القراءة، ما كان لي من مهرب آخر استطيع اللجوء اليه.
أنا في أشد الحاجة للعُزلة، أحتاجُ بأن أشعُر بانتمائي لنفسي، مؤخراً بدأت أقتنع تماماً بأن القراءة هي حياتي الأُخرى السرية، وملجأي الشخصي الذي أهرب إليه دائماً.
لكثرة ما قرأتُ من التفاهات التي يكتبها هؤلاء الصبية في هذه الآونة، أعتقد أنّني أصبت ببوادر عسر القراءة.
لا يمكن أن تكون القراءة هواية، كيف لشيء يُكسبك معنى الإنسانية ، ويُطوّرك معرفيًّا ، ويُهذّبُك وجدانيًّا ، ويُعرّفُك بالعالم المحيط أن يكون ثانوياً.
إن قدرتي على القراءة، على تخصيص وقتٍ للقراءة، هي المؤشر الذي أعتمده لتقييم “جودة الحياة”، لأننا إذا فقدنا هذا الحق، الحق في الجلوس بصمت والقراءة، ستبدو الحياة مثل ركضٍ مؤبد في عجلة الحياة.
يجب أن تقرأ ليس كتابًا أو اثنين فقط، وليس يوماً في الأسبوع أو شهرًا في السنة فحسب. ولكن يجب أن تكون القراءة هي منهج حياتك، لا يمرّ عليك يوم دون أن تقرأ.
أعود إلى قاعة القراءة، أغوص في الأريكة وفي عالم ألف ليلة وليلة وببطء، كما تتلاشى الصورة في فيلم سينمائي يبدأ العالم الحقيقي في التبخر من ذهني، أصبح وحيدًا داخل القصة وهذا إحساسي المفضل.
من الجيد أنك تقرأ، اكتسب عادة القراءة ، فسيحين الوقت الذي تعرف فيه قيمة هذه العادة.
من لا يقرأ يعيش حياة واحدة حتى لو اجتاز السبعين عاماً ، أما من يقرأ يعيش خمسة آلاف عام… القراءة أبدية أزلية.
القراءة تبيّن لك كيف تكون إنساناً أفضل.
القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تحيينا حياة الآخرين ، وتعطينا صوتهم ، وتـُسكننا روحهم.
وكانت تغرق في القراءة كمن تصاب بغيبوبة فلا تستفيق منها إلا مع آخر صفحة من الكتاب.
القِراءة هي أن تتبِع حواسك، أن تستخدم عقلك، و أن تتوصّل إلى استنتاجاتك الخاصة.
إنّ القراءة تمنحني فرصة العيش بكثافةٍ أكبر.
بمجرد أن تتعلم القراءة ، ستكون حراً للابد.
القراءة كالمقامرة ، كلما أخذت منها ، كلما احسست بالحاجة الى المزيد.
لا شك أن الكتاب ما يزال أفضل مصدر للتثقيف، وإغناء الثروة المعلوماتية لدى الإنسان، ومازالت القراءة الجادة والمنظمة والعميقة أفضل مورد لبناء ثقافة شخصية واعية ومتخصصة وراقية.

خواطر عن القراءة

‏لا يجب أن يستهويك ‏طي الصفحات والنظر في ما تبقى من فصول ‏وكأنك طريد، ‏بل خذ نفس واستمتع بكل فقرة، ‏‏دع الفكرة تتخمّر في ذهنك ‏كما تتذوق القهوة المرة أو الشاي الداكن، وأنت تنتشي ‏خميرة الفكرة وتُخزّن زُبدة خلاصتها ‏وتثبتها في أرشيفك.
‏إذا اقتنعت بأن خزانة الأفكار التي تستوعبها ‏أهم من طي الصحفات ‏‏‏فمن المفيد أن تحدد قائمتك، ‏وأن تعمل على تنوّعها، ‏ثم تطلق رحلتك بين أشجارها، ‏‏سيكون من الصعب عليك ان تفهم أفكار الكتاب ‏وأنت تنظر له كواجب تريد اسقاطه من يديك.
القراءة هي إضافة لرصيد وعيك، حين تنسجم معها، فهي رحلة سياحية واستجمام من الهموم، ولها متعة ولذة .

أقوال تشجيعية على القراءة

الحطب القديم للاصطلاح، والأصدقاء العتاق للاعتماد على إخلاصهم، والكتب القديمة لكل هذا، الكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة، الكتاب الجيد صديق حميم.
لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة، ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير.
الكتاب هو الصديق الوحيد الذي يمكنك أن تفرغ إليه شحنة غضبك كاملة وتجده رغم ذلك يحتضنك ويقف بجانبك.
مجد التاجر في كيسه ومجد العالم في كراريسه.
وراء كل كتاب فكرة ووراء كل فكرة خطوة للأمام.
الكتب هي ثروة العالم المخزونة وأفضل إرث للأجيال والأمم.
حب المطالعة هو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعة.
الكتاب صديق لا يخون، من يكتب يقرأ مرتين.
الكتب هي الآثار الأكثر بقاء على الزمن.
خير لك أن تزخر مكتبتك بالكتب من أن تمتلئ محفظتك بالنقود.
عندما نجمع الكتب نجمع السعادة.
بيت بلا كتب جسد بلا روح.
المطالعة للنفس كالرياضة للجسم.
الكتب مرشدة في الصغر، وتسلية في الكبر، ورفيق في العزلة.
وجدت الكتاب خير صاحب وقرين، وأفضل رفيق، لا يخون، ولا يماكر ولا يناكر، ولا يعصي ولا ينافر.
إن المكتبة ليست من كماليات الحياة، ولا يحق لإنسان أن يربي أولاده بدون أن يحيطهم بالكتب.
إني لا أعلم شجرة أطول عمراً ولا أطيب ثمراً من كتاب.
أوفى صديق إن خلوت هو كتابي، ألهو به إن خانني أصحابي لا مفشياً سراً إذا أودعته، وأفوز منه بحكمة صواب، وأفضل ما اشتغلت به كتاب جليل نفعه حلو المذاق.
أنت حين تنهي قراءة كتاب لا تعود الشخص الذي كنته قبل القراءة.
على الكتاب الحقيقي أن يحرك الجراح، بل عليه أن يتسبب فيها.
على الكتاب أن يشكل خطراً.
إذا كنت لا تستمتع بقراءة كتاب مراراً ومراراً فلا فائدة من قراءتك أبداً.
اقرأني ببساطة كما تقرأ الشمس أوراق العشب وكما يقرأ العصفور كتاب الوردة.
المعرفة من أهم أسباب السعادة، أجعل الكتاب صديقك الدائم.
رخيص ذلك الكتاب الذي يتساوى سعره مع ما يحتوي.
أحب الكتاب، لا لأنني زاهد في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني.
إذا شعرت وأنت تقلب الصفحة الأخيرة في الكتاب الذي تقرأه أنك فقدت صديقاً عزيزاً فأعلم أنك قد قرأت كتاباً رائعاً.

قصيدة القراءة في النهر

يقول محمد القيسي:

ممتلئا بالرهبة والرغبة كنت , وكان البحر قميصا أزرق ,

لا رونق للأشياء , وفي الصحراء ركضت ركضت ,

وكان الأفق بعيد

كان سريري الأرض ,

وورق النعناع يغطّيني ..

كنت أرى الأشجار جيادا ..

تتحرك , تدعوني

قلت مباركة يا سيّدة الريح السريّة ,

ماذا في البريّة ؟

إنّ الشاطىء والشارع مشتعلان ,

وإنّ القلب وحيد

قلت رسائل سارا لا تأتي في أيّ بريد

سارا صفصاف أقرأه في النهر ,

وسارا في الأسر ,

وسارا زيت سيضيء ..

لا أروي حدثا عاديا

عن شجر يذبل ,

أو وطن يرحل ,

إنّ ظلالا تمتدّ

وأمواجا ترتدّ

ووجها ليس يحدّ

يصير إلى باب ,

والباب مضاء بشهاب ,

يفضي لعشاب ,

يتفرّع منها شجر أخضر , وينابيع ,

وأطفال من فرخ ..وأجيء

سيّدتي ,

كيف انبلج هلالك من ..

فلك العتمة والصلب دليل

قدمي يتّحد بظلّك , إنّ دمي منديل

قدمي يتّحد بظلّك ,

إنّ جراحك تزفر أسيافا ونخيل

قدمي يتّحد بظلّك , سيّدتي أشهد :

هذا الموت الغامض قنديل

هذا الدفق الصحراويّ كتاب مواويل

لا أروي حدثا عاديا

كاشفت البحر فبان على الرمل رسوما ,

لملامح ناطقة ,

أو خارطة , لا فرق ..

عرفت الشوق ,

وهذا العرس اليوميّ ,

وأشهد :

أنّ نهارك آت ,

أنّ غدي إكليل

لا أروي حدثا عاديا

عن نرجسة الأوجاع

عن فاكهة لا اسم لها

أو وجه ضاع

ولذا أنتظر الفجر على باب يدي ..

لا تبتعدي ..

أو فابتعدي ,

حتى يتألق قربك في كلّ الأضلاع ,

ومن دون وداع ..

انتزعي قمصانك ,

آثار طعانك عن جسدي

كوني كرة لاهبة ,

وابتعدي

ابتعدي

ابتعدي في الماء الطينيّ مراكب مشرعة وجدائل

وابتعدي فيّ منازل ..

وسلاسل

شفقا , أفقا , وجدول

وابتعدي رايات ومزامير ,

قماشا ونواعير ..

ابتعدي نهرا لا يقرأ ,

وجنادب لا تهدأ ,

أغنية

قافلة

عشبا في نافذة نائية ,

وابتعدي ضلعا ضلعا ..

في شجر يشتعل فتكتمل الآية

ونكون الريح ,

نكون الراية .