كلمة عن محاسبة النفس
محاسبة النفس
أمرنا الله تعالى بمحاسبة نفوسنا فهي أمانة من الله عز وجل، فإنّ صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس عن كلّ عمل سيئ قمنا به، فإنّ المحاسبة تكشف للإنسان عن عمله وعيوبه، ممّا يدعوه إلى إصلاح عمله والاستغفار والتوبة لله تعالى فينجو المسلم من عذاب الله عز وجل، وترك النفس وعدم محاسبتها يؤدي إلى تسهيل وقوع المسلم بالمعاصي وهلاك القلب.
كلمات عن محاسبة النفس
- فكر في كلّ يوم أنّه ليس لك سوى يومك الذي أنت فيه فلن تخطئ أبداً.
- لا أتذكر أنّ الشياطين أطغوني في أمر واحد مرتين.
- ماذا عملنا ممّا يحب الله، وماذا عملنا ممّا لا يحب الله.
- لا يستطيع إنسان أن يختار يوماً يحيا فيه كما ينبغي إن لم يحسبه آخر يوم من حياته في الدنيا.
- اصطلح أنت مع نفسك تصطلح معك السماء والأرض.
- فكر في كلّ يوم أنّه آخر ما بقى لك في العالم، فإنّ ذلك ينقذك من الخطية.
- كل يوم لا تجلس فيه ساعة بينك وبين نفسك متفكراً بأي الأشياء أخطأت، وبأي أمر سقطت لتقوم ذاتك فيه، فلا تحسبه من عداد أيام حياتك. *الويل لمن لا يبكي ولا يندم ولا ينقى عيوب نفسه ما دام هناك وقت للتوبة.
- اجلس وحدك ودون أفكارك فما كان نافعاً وموافقاً ابقه واحفظه، وأما ما كان ضاراً فاطرده عنك.
- على نفسك احكم يا أخي قبل أن يحكموا عليك لأنّ الحكم لله وحده.
أقوال عن محاسبة النفس
- كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإنّ من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدّة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة .
- قال الحسن: لا تلقي المؤمن إلّا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه.
- قال قتادة في قوله تعالى: وكان أمره فرطاً، أضاع نفسه وغبن، مع ذلك تراه حافظاً لماله، مضيعاً لدينه.
- قال الحسن: إنّ العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.
- قال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
- ذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألّا يغفل عن أربع ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب.
- كان الأحنف بن قيس يجيء إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا.
- قال الحسن: المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنّما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنّما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، إنّ المؤمن يفجأه الشيء ويعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنّك لمن حاجتي، ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات هيهات، حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا؟ مالي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا أبداً، إنّ المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم، إنّ المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتّى يلقى الله، يعلم أنّه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله.
- قال عمر الفاروق رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر، وإنّما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا.
- وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: وأمّا سوء الظن بالنفس فإنّما أحتاج إليه، لأن حسن الظن بالنفس يمنع من كمال التفتيش، ويلبس عليه فيرى المساوئ محاسن والعيوب كمالاً.
شعر عن محاسبة النفس
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
- أنّ السعادة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
- إلّا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
- وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها
- ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة
- حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت
- أمست خراباً وأفنى الموت أهليها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها
- فالموت لا شك يفنينا ويفنيها
لكل نفس وإن كانت على وجلٍ
- من المنِية آمال تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضها
- والنفس تنشرها والموت يطويها
إنّما المكارم أخلاق مطهرة
- الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود
- خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها
- والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أني لا أصادقها
- ولست أرشد إلّا حين أعصيها
واعمل لدار غداً رضوان خازنها
- والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها
- والزعفران حشيش نابت فيها
أنهارها لبن محض ومن عسل
- والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفة
- تسبح الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
- بركعة في ظلام الليل يحييها.