كلمات عن فراق الأم

الأُم

الأُم هي الحُضن الحنون الدافئ الذي مهما كبر الشخص في العمرِ يظلّ محتاجاً إليه، والأُم نعمةٌ يجب أن تُقدّر؛ لأنّ عند فقدانها سيشعر الإنسان بندمٍ وسيشيخ من حزنِه، فالأم هي جنة الدنيا، وهي الهواء الذي نتنفسه، وهي جزء من الروح، وحب الأم مولود في الفطرة، والحزن على فراقها قهر، ومشقّة، وفي هذا المقال جمعنا لكم بعضاً من الكلمات عن فراق الأم.

كلمات عن فراقِ الأُم

  • الموتُ كلمةٌ تُخبرك عن إنسانٍ فارقك إلى غير رجعة أو لقاء في هذه الدار، وأصبح‎ من أخبار الماضي، ولم يبقَ لك منه إلا الذكريات، وإن كان فارقك منذ سويعات، أحِنُّ إليك أُمّي جداً.
  • بين القبور الهادئة هناك روح أحبها رحلت إلى أجل بعيد، ربي اجمعني بها في جنتك.
  • رحم الله قلوباً رحلت ولم تُنسى، وجبر الله قلوباً اشتاقت فدعت، اللهم طيب ثرى أمي وأكرم مثواها، و إجعل الجنة مستقرها ومأواها.
  • قلب أمي التي رحلت لا يعوض بقلوب الدنيا.
  • أمي ليتني رحلت قبلك وماذقت عذاب رحيلك فأنت الفؤاد والروح معاً، و العين التى ترى الوجود جميلاً، فكيف لي ان أعيش ها هنا معذباً، ولا أرى في البقاء نعيماً، تساوت الأوقات عندي وأصبح النهار ليلاً، واليوم كالدهر الطويلا.
  • إلى أصدق قلب، أمي التي رحلت إلى رحمتك، اللهم ارحمها برحمتك التي وسعت كل شيء.
  • لم يعد للحياة طعم من بعد أمي، فقد رحلت صديقتي وحبيبتي، رحلت جسداً وبقيت حية في قلبي، ما أصعب الشوق لمن رحل، رحمك الله وغفر لك يا نبع الحنان.
  • رحلت أمي ورحل معها الحنان، رحل أبي ورحل معه الأمان، ربي ارحمهم وأسكنهم جنتك.
  • ولأن النعم لا تدوم، رحلت أمي.

خواطر عن فراق الأم

الخاطرة الأولى

أحنّ إليكِ أُمي إذا جنّ الليل وشاركني فيكِ صبحٌ جميل، أحنّ إليكِ أُمي صباحاً ومساءً وفي كل حين، إليكِ أميل أُصَّبِر نفسي، أُمتّع طرفي بنظرةٍ على وجهك، أَطيل وأهفو للقياك في كلّ حين، ومهما أقول وأكتب فيكِ فهو قليل، على راحتي كم سهرتِ ليالٍ، وأوجعتي قلبك عند الرّحيل، وفيض المشاعر منكِ تفيض، جمعت الشّمائل يا أمّي أنتِ، وحزتِ كمالاً علينا فضيل، إذا ما اعترتني خُطوبٌ عظامٌ عليها حنانكِ عندي السبيل، وحزنّي إذا سادَ بي لحظةً عليهِ من الحبِّ منكِ أُهيلُ، إذا ما افتقدتُ أبي برهةً غدوتِ لعمريَ أنتِ المعيلُ، بفضلكِ أمي تزولُ الصّعابُ ودعواكِ أمّي لقلبي سيلُ، حنانكِ أمّي شفاءُ جروحي وبلسمُ عمري وظلّي الظّليلُ، لَعَمرٌكِ أمّي أنتِ الدّليلُ، إلى حضنِ أمّي دواماً أحنُّ، لعمركِ أمّي أنتِ الدّليلُ، وأرنو إليك إذا حلّ خطبٌ وأضنى الكواهِلَ حملٌ، ومن مثل أمّي رضاها عليَّ نسيمٌ عليل، فيا أمّي أنتِ ربيعُ الحياةِ، ولونُ الزّهورِ، ونبعٌ يسيلُ، لفضلكِ أمّي تذلُّ الجباهُ خضوعاً لقدركِ عرفٌ أصيلُ، وذكراكِ عطرٌ وحضنكِ دفءٌ فليرحكِ ربّي العليُّ الجليلُ.

الخاطرة الثانية

أُمّي استفز اللحظات؛ فتهرب اللحظة، أستدعي الكلمات؛ فتختنق العبرة، يعتصرني الألم وتندثر شجاعتي، ويدمرني اليأس، يطول الانتظار وأقطعه بالاستغفار، ما أشدّ وطأةُ الفُراق، وما أتعس من يعيشَهُ يا أجمل شيء في ذاتي وفي حياتي، يا هوائي الطلق الذي كنت أتنفس منه في داخلي، أناديك وأهيم إليكِ، إحساسي يبحث عنك، وأحلامي تتخيّل صورتك، أنتِ معنى حياتي، خطوط من قلمي أرسم حروفك وقدرك في صدري جاوز كتاباتي، صورتك كل يوم أحتضنها، ومشاعر قلبي أسطرها، ظلام البعد يظلّلني، أصبحت كالغريقة تغرق في بحر دمعاتها، رحيلك يا أمّي عناء ترك في النفس حسرة وفي القلب لوعة، ما أقسى الحياة بدونك يا أُمّي، أقدام بلون الليل تسحقني، ودموعي أحرقت جفن عيني، دقات قلبي تقول أمّي، لو كان مكاني جبل لتداعى واندثر، أمّي لن أنساك أبد الدهر، لن أنساك يا عطر الياسمين، لن أنساك ياعبق الرياحين، لن أنسى قلبك الكبير، يا حبّاً فقدته أعاهدك وأنتِ بين يد الله أن أكون بارّةٌ بكِ، وفيةٌ لك، يا من زرعتي في قلوبنا وقلوب كل المحيطين بكِ الحب بدون تكلفٍ أو تملقٍ، يا من أعطيت بالودِ التراحم بين الناس رحلتِ عنا، وكأنّ القدر يريدني أن أتجرّع مرارةُ الفُراق ووحشةُ البعاد، رحماك يا رب، ينتهي الكلام، وتنتهي الحروف، ويبقى اسمك في دمي، وفي عروقي، وفي لساني، كيف أوفيك حقّك بكلماتي؟ كيف لي أن أرثيك وأنا المحتاجة لمن يرثيني فيك، أحبك يا أُمّاه وأفتقدك.

الخاطرة الثالثة

أينَ أَنتِ يا أمّي يا روحاً طاهرةً تهيمُ من حَولي، يا حُضناً دَافئاً كَم شَكَوتُ إليهِ هَمّي، بِفِرَاقِك يا أمّي فَارَقَني الأَمَان، أَحسَستُ بِغُربةٍ في الزمانِ والمكانِ، ذَهَبتِ وذَهَبَ مَعَكِ كُلّ الحنان، أُمّي يا رَوحاً طَاهرةً تَهيمُ مِن حَولِي، يا حُضناً دَافِئاً كَم شَكوتُ إِليهِ هَمّي، أَشعُرُ بِرَوحُكِ العَطِرَه تُظِللني في ذَهَابِي وإِيابي تَتبَعُنِي، فأنتِ يا حَبيبتي دَائِماً مَعِي، لا يَغِيبُ كَلامُك عَن سَمعي، حتّى أنامِلك أَشعُرُ بِها تَمسَحُ دَمعي بِرفقٍ، تَهمِسِين وتَقُولين: لا تَبكي، لا تَبكي، فَأنا كَما قَالَ رَبُ العَالمَينَ مِنَ الأَحيَاءِ عِندَهُ، وفي الجنّةِ أَمشِي، أمّي يا روحاً طاهرةً تَهيمُ من حَولي يا حُضناً دَافِئاً، كَم شَكوتُ إليه هَمّي، أشتاق لحضنكِ ولكِ.

الخاطرة الرابعة

بكت عيوني آلام الفراق، فردّ قلبي الحزين باحتراق: كيف للقلب أن ينساكِ يا أمّي؟ يا من في الفؤاد سكنتِ، فضرب لي موعداً مع الفراق؛ فكان الحزن الآتي، فقال لي الفراق: ما بال هذا القلب بالحزن قد مات؛ فحاولت أن أتكلّم أو أفسر ذلك الحزن العميق، حاولت تفسير ذاك الشعور المؤلم، حاولت أن أعبّر للفراق عن ألمٍ اجتاح الفؤاد ولكن ما استطعت؛ فجاءتني حروف الفراق من القلب أقولها، ومن الروح أرسلها، ومن الألم سطرتها، لامتني نفسي لفراقكِ، ولامتني عيوني لرحيلكِ، ولامني القلب الحزين لغيابكِ، فارقتكِ وقلبي أسيركِ، فارقتكِ وعيوني تبكيكِ، فارقتكِ ولم تنسى شفتاي اسمك، قلبي الحزين سيظلّ يذكركِ، وقلمي المتألّم سيظل أسير ذكراكِ، فاختلط دم القلب بمدادِ القلم ليذكركِ، رميتِ قلبي بسهمٍ من الأحزان؛ فاستقرَ سهمكِ فى صميمِ الوجدان، فبكى القلب على ذكرى من كان.

شعر في فراق الأم

قصيدة أمي

  • تعود القصيدة للشاعر محمود مفلح الذي ولد عام 1943م في بلدة سمخ قرب بلدة طبرية بفلسطين، وبعد أن حلت النكبة في فلسطين في عام 1948هاجر إلى سوريا، وسكن في درعا، ودرس المراحل التعليمية الأولى في مدارسها، ثم درس شهادة أهلية التعليم الابتدائي في السويداء، كما حصل على شهادة اللغة العربية من جامعة دمشق، ونال الإجازة فيها عام 1967م، ويقول في قصيدته:

مالي سمعتُ كأنْ لم أسمعِ الخبرا

هل صار قلبيَ في أضلاعه حَجرا؟

مالي جمدتُ فلم تهتزَّ قافيتي

ولا شعرتُ ولا أبصرتُ من شعرا

كأنَّ كلَّ سواقي الشعر قد أسِنت

من جففَّ الشعرَ من بالشعرِ قد غدرا؟

أنا الذي عزفت أوتارُه نغماً

هزَّ الورى والذُرا والطيرَ والشجرا

مالي سكتُ فلم أنطقْ بقافية

ولا رأيت بعيني الدمعَ منحدرًا ؟

هل جففَّ الرملُ إحساسي وجففّني

فأصبح الشعرُ لا علماً ولا خبرا ؟

وهل عجزتُ عن التعبير واأسفي

كأنني لم اصغْ للغادةِ الدُررا ! ؟

أمي تموت ويُمناها على كبدي

يا أمُّ رُحماك إنَّ القلبَ قد فُطِرا

هزّي سريري إني لم أزلْ ولداً

ودّثرينيَ إن الريحَ قد زأرا ..

وجفّفي عَرَقي فالصيفْ ألهبني

وسلسلي الماءَ كي أقضي به وطرا

مُدي يَديّكِ كما قد كنت ألثمها

فقد نهضتُ وَوَجْهُ الصبح قد سفرا

وحّوطيني .. تلك العيُن خائنة

وكم رأيتُ عيوناً تقدح الشررا

ولوّني أغنياتِ الصيف في شفتي

وقرّبي من وسادي النجم والقمرا

ما زال صوتك يا أماه يتبعني

يا ربُّ رُدَّ حبيباً أدمنَ السفرا

يا ربِّ صُنْهُ من الأشرارِ كلهمُ

ورُدَّ عنه الأذى والكيْد والخطرا

واجبرْ إلهي كسْراً ، حلَّ في ولدي

فأنتَ تجبرُ يا مولاي ما انكسرا

يا ربِّ جفّت دموع الأمهات هنا

فأنزلنَّ علينا الغيث والمطرا

كلُّ العصافير عادت من مهاجرها

متى نعودُ إلى أعشاشِنا زُمرا

وارحم إلهيَ زوْجاً غاص عائلها

في ظلمة السجن لم تبصرْ له أثرا

وطفلةً كلما قالت زميلتها

أتى أبوك ؟ تشظّى القلبُ وانفجرا

وارحم إلهي شيخاً دبَّ فوق عصاً

قد كاد من طول ليل يفقد البصرا

يا من رددتَ إلى يعقوب يوسفَه

لا تتركِ الشيخَ فرْداً لا يُطيق كرى

يا ربّ ما ذنبُ أحرارٍ إذا وقفوا

مثلَ الجبالتِ وموج الظلم قد سكِرا ؟ !

ما زال صوتك يا أماه يجلدُني

إني أسأتُ وجئتُ اليوم معتذرا

لا والذي خلق الدنيا وصورّها

ما خنتُ عهدك يوماً ، ما قطعت عُرى

لكنها مِحَنٌ حلت بساحتنا

أودت بفكر الذي قد روّض الفِكرا

أمي تموت ولم أفزع لرؤيتها

ولا قرأتُ على جثمانها سُورا

ولا حملتُ على كِتْفي جِنازتها

ولا مشيتُ مع الماشين معتبرا

قصيدة حين زارني طيف أمي

  • تعود القصيدة للشاعر جمال مرسي المولود في كفر الشيخ عام 1957م، وهو عضو في اتحاد الكتاب المصريين، كما صدرت له مجموعتان شعريتان هما: غربة، وأصداف البحر ولآلئ الروح، بالإضافة لمجموعة ثالثة مع غيره من الشعراء هي: على شرفة القمر، ويقول في قصيدته:

أيا طيفَ أُمِّي، جُلْ بذهني وخاطري

فَجَدِّدْ شبابَ العُمرِ وابعثْ مشاعري

أتوقُ إلى الصدرِ الحنونِ يضُمُّني

طويلاً، فهل يا طيفُ أنت بزائري؟

مضى من سنين الدمعِ عمرٌ، ولم يزلْ

فؤادي بِهِ يسخو، وإنْ لم يُجاهِرِ

لَهُ كاضطرابِ البحرِ موجٌ مشابِهٌ

وفي الجودِ والإغداقِ سحرُ المواطِرِ

وفي قوْلةِ الحقِّ المبينِ لهُ العُلا

فلم يخشَ يا أُمَّاهُ بطشَةَ جائِرِ

ولي في فؤادي يا حياتي شمائلٌ

أغُضُّ بها عن حُرمةِ اللهِ ناظري

ولي فيهِ إحساسٌ يجيشُ صبابةً

و أزهارُ بستانٍ، ورِقَّةُ شاعرِ

ولي قلبُ مُشتاقٍ يذوبُ ويكتوي

عفيفٌ فلم يخضعْ لفُحشٍ و فاجِرِ

قويٌّ على كلِّ الخطوبِ مُثابرٌ

وليسَ على خطبِ الفراقِ بصابرِ

فيا طيفَ أُمِّي عُدْ فإنِّي و وحدتي

سهرنا، وفي الأعماقِ لوعةُ حائِرِ

نَعُدُّ ثوانينا ونرنو لغفوةٍ

يعودُ بها الحُلْمُ القديمُ لحاضري

فإنِّي بلا حُلْمٍ كنجمٍ بلا فضا

وإنِّي بلا حُبٍّ كصخرِ المحاجِرِ

ويا وجهَ أمِّي دعْ يدي تلمسُ الذُّرا

وتسعى إلي العلياءِ سعياً كطائرِ

ودعني أيا نورَ الصباحِ بوجهِها

أضيئُ الدياجي، بل وأجلو بصائري

وزدْني إلى ما شاءَ ربِّي مغانماً

من الطهرِ والأخلاقِ زاد المسافِرِ

فإنِّي بأخلاقي على الخلقِ سائِدٌ

وما سُدْتُهُمْ بالمالِ أو بالجواهِرِ

تعلَّمْتُ حُسْنَ الظنِّ منكَ وفطنتي

فما كُنتُ خوّاناً ، ولستُ بغادِرِ

و لكنْ ذئابُ الليلِ غرْثى، تربَّصَتْ

بلحمي وأعصابي إذا لم أُحاذِرِ

ومن لم يكُنْ مثلي يذودُ بمخلبٍ

قويٍّ، فما يُغنيهِ طولُ الأظافِرِ

ومنْ لم يكُنْ في الحقِّ صوْتاً مُدَوِّياً

تأذّى بأصواتٍ لأوهى الحناجِرِ

وأحرى بمن كان البيانُ خصيمَهُ

عزوفٌ عن الفتوى و هجرُ المنابِرِ

فيا طيفَ أمي عُدْ كما كُنْتَ ناضراً

ولا تنزَعِجْ ممّا رأيتَ بحاضري

فهذا هو القرنُ الجديدُ وعالمٌ

يتيهُ بأسيافِ الهمومِ البواتِرِ

حروبٌ لها الإنسانُ طُعمٌ و مِشعَلٌ

ونارٌ إذا ما أُضْرِمَتْ لم تُغادِرِ

وظُلمٌ يشيبُ الرأسُ منهُ و ينحني

يذوقُ بِهِ الإنسانُ جامَ الفواقِرِ

وجوعٌ أحالَ الطفلَ جِلْداً وأعظُماً

تداعت، فأين العدلُ، قُلْ يا مُناظِري

وهذا يهوديٌّ يعيثُ بظُلْمِهِ

فساداً، وساحُ القُدسِ ناءَتْ بفاجِرِ

و قومي، بنو الإسلامِ صارت سيوفُهُمْ

رموزاً على الحيطانِ، طيَّ الدفاتِرِ

لهذا أنا يا طيفَ أُمِّي بأدمعي

حزينٌ ، وهَمِّي فاقَ كلَّ خواطِري

فإن زُرْتَني، شرَّفْتَ يا خيرَ زائِرٍ

أتى بالشذا والعطرِ من خيرِ زائِرِ

و إن تهجرِ الأحلامَ عفواً، فإنني

على العهدِ، لن أنسى وإن كُنتَ هاجِري

فكُن لي وربِّ البيتِ عوْناً بغُربتي

وكُن بعدَ ربِّ البيتِ حِصني و ناصري