سقاني القهوة السلسل – الشاعر البحتري
سَقاني القَهْوَةَ السّلْسَلْ
شَبيهُ الرّشَإِ الأكْحَلْ
مَزَجْتُ الرّاحَ مِنْ فيهِ
بمِثْلِ الرّاحِ، أوْ أفْضَلْ
عَذيرِي مِنْ تَثَنّيهِ،
إذا أدْبَرَ، أوْ أقْبَلْ
وَمِنْ وَرْدٍ بِخَدّيْهِ،
إذا جَمّشْتَهُ يَخجَلْ
أبَى أنْ يُنْجِزَ الوَعْدَ،
وَأنْ يُعْطي الذي يُسألْ
فَلَمّا سَرَتِ الرّاحُ
بهِ، أسْمَحَ، وَاستَرْسَلْ
فَلَمْ أنْظُرْ بهِ السّكْرَ،
وَخَيرُ الأمْرِ ما استَعْجَلْ
وقَطْعُ التِّكَّةِ الرَّأْيُ
إِذا التَّكَّةُ لَمْ تُحْلَلْ
فأدْرَكتُ الذي طَالَبْـ
ـتُ، أوْ قُلتُ، وَلمْ أفعَلْ
جَزَى الله أبَا نُوحٍ
جَزَاءَ المُحسِنِ، المُفْضِلْ
وتَمّتْ عِنْدَهُ النّعْمَا
ءُ، فَهوَ المُنْعمُ المُفِضِِلْ
تَوَلاّني بِمَعْرُوفٍ،
كسَيْلِ الدِّيَمةِِ المُسْبَلْ
أخٌ مَا غَيّرَ العَهْدَ الـ
ـذي كانَ، وَلا بَدّلْ
عَلى شِيمَتِهِِ الأُولَى
وَفي مَذْهَبِهِ الأوّلْ