خواطر عن الظلم والقهر

الظلم والقهر

الظلم هو التعدي على الآخرين، وانتهاك حقوقهم، وعدم إنصافهم، كما أنّه نقيض العدل، أمّا القهر هو التسلط على الآخرين وإكراههم على ما لا يرضونه، فالظلم والقهر من أشدّ الأفعال سوءاً وأكثرها إيلاماً للبشر، فلا يوجد فعل أسوأ من سلب إنسان حقّاً من حقوقه، ولا بدّ من الوقوف في وجه كل من ينتهج الظلم والقهر على الآخرين.

خواطر عن الظلم والقهر

  • إن الظلم مفسدة وخلق ذميم، ومن الأفعال التي تؤدي إلى إيذاء الناس وخراب المجتمعات، ولا يمكن أن تتوقع من شخص تعرض لظلم وقهر أن يكون منتجاً وفاعلاً طالما أنّ الظلم ما زال واقع عليه، لذلك لا بدّ من التّصدي لأفعال الظلم، وقول الحق في وجه الظالمين، والدفاع عن حقوق المظلومين مهما كان الحق المسلوب منهم صغيراً.
  • إنّ الأيام دول، فهي لا تدوم على حال، ولا تدوم لإنسان، ويجب أن يعلم الظالم بأنّ كل شرّ يفعله، وكلّ خير يمنعه سوف يُردّ عليه يوماً ما، فلو أدرك المُسيء طبيعة الحياة لما قدّم إلا خيراً ينفعه عندما تنقلب عليه الأيام ويتعرض لنوائب الدهر ومصائبه، فلا يبقى للإنسان إلا الخير الذي كان قد فعله في الرخاء والأثر الطيب الذي تركه وراءه.

شعر عن الظلم والقهر

قصيدة أما والله إن الظلم شؤم

يقول علي بن أبي طالب في قصيدته “أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ” الأبيات الآتية:[١]

أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ

وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ

إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي

وعند الله تجتمعُ الخصومُ

ستعلمُ في الحساب إذا التقينا

غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ

ستنقطع اللذاذة عن أناس

من الدنيا وتنقطع الهمومُ

لأمرٍ ما تصرّفت الليالي

لأمرٍ ما تحركت النجوم

قصيدة إذا اعتكرت دياجي الظلم حيناً

يقول زكي مبارك في قصيدته “إذا اعتكرت دياجي الظلم حيناً” الأبيات الآتية:[٢]

إذا اعتكرت دياجي الظلم حيناً

نظرتُ ظلامها ثم ابتسمتُ

وإن طالت مصاولة الليالي

هزمتُ صيالها فيما هزمتُ

زمانٌ لم أجد فيه صديقاً

أشاطره سروري إن فرحتُ

فكيف يكون لي فيه صديقٌ

أنادمه يحزني إن حزنتُ

عرفت الناس من شرق وغربٍ

فوا أسفى على من قد عرفتُ

لقد ماتوا وماتوا ثم ماتوا

ونقضُ العهد والميثاق موتُ

عليهم قد بكيت فلست أبكى

على زمن بصحبتهم أضعت

خطوب الدهر لم تخفض جناحاً

بعزمته القوية قد سموتُ

قضيت العمر ما أحد رآني

على باب لمخلوقٍ وقفت

ولا علمي أهنتُ ولا بباني

ولا بمدارج الأطماع سرت

ستمضي محنةٌ وتجىء أخرى

وليس لمحنة الأحرار وقتُ

ويبقى خاطري شهماً شجاعاً

أصولُ به وأفتك ما أردت

فعودي يا صروف الدهر عودي

مولولة الزئير كما عهدتُ

فما لك غير قلبي من قرارٍ

وقلبُ الحر للأخطار بيت

إلى قلبي تعالي لا تهابي

فإني بالشدائد قد أنست

ستلقين الغرائبَ في فؤادٍ

أقمتُ بناءه فيما أقمت

وسوف ترين آلاماً كراماً

بهنّ على زماني قد كرمتُ

إذا عظُمت أناسٌ بالعطايا

فبالحرمان منها قد عظمتُ

عظيمٌ لم أقل يوماً لشخص

لفيض يديك يا هذا غدوتُ

بناني اللَه وثاباً طموحاً

أرومُ من المعالي ما اشتهيت

أخافُ الكفر أخشاه إذا ما

بغير جلاله يوماً وثقتُ

المراجع

  1. علي بن أبي طالب، “أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2019.
  2. زكي مبارك، “إذا اعتكرت دياجى الظلم حيناً”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2019.