المحيط الهادئ

يعدّ المحيط الهادئ أو البحر الكاهل أكبر المحيطات على وجه الأرض، حيث يمتد من القطب الشماليّ وصولاً إلى المحيط المتجمّد الجنوبيّ، وتحدّه كلٌ من: آسيا، وأستراليا غرباً، والأمريكيتان شرقاً. وتغطّي مساحته 169.2 مليون كيلومتر مربّع، أي بنسبة 46% تقريباً من مجموع مساحة البحار، و30% من المساحة الكلّية للكرة الأرضية، أي ثلثها. ويقسم خط الاستواء المحيط الهادئ إلى قسمين، المحيط الهادئ الشماليّ والمحيط الهادئ الجنوبيّ.

تاريخ المحيط الهادئ

قام الأوروبيين بمشاهدة المحيط الهادئ لأول مرّة في أوائل القرن السادس عشر، وأوّل من شاهده هو المستكشف الإسبانيّ فاسكو نوانيز دي بالبوا بينما كان يعبر برزخ بنما عام 1513م، وقد أطلق عليه اسم مار ديل سور والذي يعني بحر الجنوب، أمّا اسمه الحاليّ فمُنح من قبل المستكشف البرتغاليّ فرديناندو ماجلان خلال البعثنة الإسبانية له ليطوف حول العالم في العام 1521م، حيث واجه البحّار الهدوء خلال الرحلة، مما جعله يسمّيه مار باسوفيكو ويعني البحر الهادئ.

خصائص المحيط الهادئ

يبلغ حجمه 622 مليون كيلومتر مكعّب تقريباً.
تختلف درجات الحرارة في مياهه حيث تكون متجمّدة في المناطق القريبة من القطبين الشماليّ والجنوبيّ وبحرارة 30 درجة مئوية أو 86 درجة فهرنهايت عند الاقتراب من خط الاستواء.
تختلف الملوحة تبعاً لخطوط العرض، حيث إنّ المياه الموجودة في منتصف خطوط العرض أكثر ملوحةً من المياه القريبة من خط الاستواء؛ وذلك بسبب وفرة الأمطار الاستوائية على مدار العام، كما أنّ المناطق المعتدلة تجاه القطبين تكون منخفضة الملوحة نتيجة تبخّر القليل من مياه بحر المناطق الباردة.

حركة المياه في المحيط الهادئ

تكون حركته في نصف الكرة الأرضية الشماليّ مع عقارب الساعة، وعكس عقارب الساعة في نصف الكرة الأرضية الجنوبيّ، أمّا التيّارات الاستوائية الشمالية فتُرسل الرياح التجارية غرباً امتداداً لخط عرض 15 درجة شمالاً، وتنتقل نحو الشمال بالقرب من الفلبين لنجد تيارات كوروشي اليابانية الدافئة.
تتحوّل نحو الشرق حوالي 45 درجة شمالاً، وتتحرّك تيارات كوروشي اليابانية وبعض المياه نحو الشمال لتصبح تيارات ألوشيان، أمّا البقية فتنعطف نحو الجنوب لتنضم إلى التيارات الاستوائية الشمالية. أمّا فروع تيارات ألوشيان فتقترب من أمريكا الشمالية وتشكّل قاعدة بحيث تدور في حلقة دورانية عكس عقارب الساعة في بحر بيرينغ الذراع الجنوبيّ الذي يُصبح بارداً وبطيئاً، وتصبح تيارات كليفورنيا تتدفق تجاه الجنوب.
تتدفّق التيارات الاستوائية جنوب غرب على مدى خط الاستواء، وتتقلّب باتجاه جنوب شرق غينيا الجديدة، وتنتقل في الشرق 50 درجة نحو الجنوب، ويتبع الحلقة الدورانية الرئيسية الغربية جنوب المحيط الهادئ، والتي تضم تيارات دائرة القطب الجنوبيّ، كما تقترب من ساحل الشيلي. وتنقسم التيارات الاستوائية الجنوبية إلى قسم يندفق حول كايب هورن والآخر يتجه نحو الشمال مكوّناً تيارات بيرو أو هامبولدت.