المد والجزر في البحر

المد والجزر في البحر

يعرف المد والجزر على أنّهما ظاهرةٌ طبيعيةٌ من مرحلتين تحدث في كلٍ من مياه البحار والمحيطات، حيث تحدث مرحلة المد من خلال الارتفاع التدرجي في منسوب مياه المحيط أو البحر، أمّا بالنسبة لمرحلة الجزر فتحدث من خلال حدوث انخفاض تدرجي في هذا المنسوب، وتحدث هذه الظاهرة نتيجة التأثيرات المجتمعة التي تحدث بفعل قوى جذب الشمس، والقمر، ودوران الأرض حول مركزها.

تحدث في بعض الشواطئ ذروتين متساويتين من المد، وحضيضين من الجزر في كلّ يوم، حيث تعرف هذه الظاهرة بالمد النصف يومي، وهناك بعض المواقع التي يحدث فيها ذروة واحدة من المد وحضيض واحد من الجزر، والذي يعرف بالمد اليومي، وقد يحدث مدٌ واحدٌ وجزرٌ واحد والذي يعرف بالمد المختلط.

كيفية حدوث المد والجزر في البحر

تنشأ حركة المد والجزر بفعل جاذبية الشمس والقمر لكلٍ من مياه البحار، والمحيطات، كما أنّ قرب القمر من الأرض جعل تأثيره كبيراً على كوكبنا على الرغم من صغر حجمه؛ لذلك تُعتبر جاذبية القمر أهمّ عاملٍ في حدوث المد والجزر، بالإضافة إلى قوة الطرد المركزي الناتجة بشكلٍ أساسي عن دوران الأرض حول نفسها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الظاهرة تحدث مرتين كل يوم؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنّ أجزاء سطح الأرض تمرّ أثناء دورتها أمام القمر فيحدث المد في المناطق المواجهة للقمر، والجزر في الأماكن التي تبعد عنه.

نبذة تاريخية عن المد والجزر في البحر

عمل الإنسان منذ العصور السالفة على استغلال قوى المد والجزر وذلك بهدف إدارة طواحينه لطحن الغلال والمحاصيل، وحتى الوقت الحالي لا تزال آثار هذه الطواحين على شواطئ مقاطعة (بريتاني) في شمال فرنسا والتي تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي. والفكرة التي كانت تستخدم فيها الطواحين فكرةٌ بسيطةٌ للغاية، حيث تتلخص في الاحتفاظ بماء المد في خزانٍ معين أثناء حدوث المد العالي، وعندما يمتلئ الخزان بالماء تقفل بواباتٌ خاصةٌ، ثمّ بعد ذلك وعند حدوث الجزر يكون سطح الماء في الخزان أعلى من مستوى سطح البحر، عندها يبدأ الماء بالانسياب والذي يدير الطاحونة المائية، وقد صممت فرنسا في العقود الحالية السدود بحيث تستطيع إنتاج الكهرباء من المياه المخزونة في منطقة بريتاني.

استغل العرب أيضاً ظاهرة المد والجزر قبل أوروبا بثلاثة قرون أو أكثر، حسب ما ورد في الكتب التاريخية القديمة، حيث وجدت العديد من النصوص التاريخية التي تدلّ على استغلال أهل المدن لهذه الظاهرة.

عوامل المد والجزر

  • قوة جذب القمر والشمس للأرض.
  • قوة الطرد المركزي، وهي القوة الناتجة عن دوران الأرض حول محورها.

أهمية ظاهرة المد والجزر في البحر

  • تطهير البحار والمحيطات من الشوائب.
  • تطهير مصبات موانئ الأنهار من الرواسب العالقة.
  • تحديد مواعيد دخول السفن إلى الموانئ والتي تقع على المياه الضحلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المد الشديد قد يسبب خطراً على الملاحة وخاصةً في المضائق.