موضوع تعبير عن نهر النيل في مصر

كثيرة هي الأنهار حول العالم التي أسهمت في نهضة المنطقة المحيطة بها، وجَعلها مستقرّاً لعدد هائل من الحضارات على امتداد التاريخ الإنساني؛ فالماء هو العنصر الأهم من عناصر استقرار الإنسان، الذي إن توفّر في منطقة ما صارت مزدهرةً بالعمران، وتطوّرت، وارتقت على كافة الصعد.

يُعتبر نهر النيل واحداً من أهم الأنهار حول العالم، وهو عنصر جذب مهم؛ حيث استطاع جذب الإنسان إليه، ممّا أدّى إلى نشوء عدد من الحضارات العريقة، وعلى رأسها الحضارة الفرعونية القديمة التي لا زالت معالمها ماثلة أمامنا إلى يومنا هذا، دالةً على عظمة من كانوا يسكنون هنا يوماً ما.

يمتاز نهر النيل بكونه النهر الأطول من بين كافة أنهار الكرة الأرضية، ويقع هذا النهر في المنطقة الشمالية الشرقية من القارة الأفريقية. يزيد طول النيل على ستة آلاف وستمئة كيلومتر تقريباً، أمّا مساحة الحوض التي يغطيها فتصل إلى قرابة ثلاثة ملايين ونصف كيلومترٍ مربعٍ تقريباً، ويجتاز هذا النهر دولاً عشرة تُسمّى باسم دول حوض نهر النيل، وهذه الدول هي: مصر، والسودان، وإثيوبيا، وجنوب السودان، وكينيا، وأوغندا، ورواندا، وتنزانيا، والكونغو الديمقراطية، وبوروندي، وهناك أريتريا التي اتخذت صفة المراقب.

يتكوّن نهر النيل العظيم نتيجةً لاتحاد نهرين رافدين: النيلين الأبيض، والأزرق؛ حيث ينبع النيل الأبيض من بحيرة فيكتوريا الواقعة بين كل من أوغندا، وتانزانيا، وكينيا. أما النيل الأزرق، وهو الذي يُغذّي نهر النيل بالنسبة العظمى من المياه؛ حيث ينبع هذا النهر من بحيرة تانا الواقعة إلى الشرق من القارة الأفريقية، وتحديداً في المرتفعات الإثيوبية. هذا ويتّحد هذان النهران في مدينة الخرطوم السودانية، ليُشكّلا نهر النيل الذي يكمل مسيره إلى أن يصل إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط، شمال جمهوريّة مصر العربية في الركن الشمالي الشرقي من أفريقيا.

اشتهرت الحضارات التي قامت حول نهر النيل بكونها حضارات قامت على النشاط الزراعي، خاصّةً في منطقتي السودان، ومصر، ولا يزال هذا النشاط قائماً إلى يومنا هذا في هذه المناطق المميزة، غير أنّ الزراعة هناك تُعاني من تراجع اليوم نظراً للأحوال الاقتصادية، والسياسية السائدة في هذه المنطقة في يومنا هذا.

استثمار مياه نهر النيل يعتبر من أولى الأولويات، فلا يمكن تخيّل حضارة قائمة ومزدهرة في دول الحوض دون وجود النيل، فهذا النهر الخالد الذي بدأ يجري منذ زمن بعيد جداً، ولا يزال يُعطي إلى يومنا هذا يستحق ممن يعيشون حوله، ويأكلون من خيراته القليل من العناية والاهتمام، وحسن التدبير والاستثمار، فالنيل نعمة لا تقدر بثمن، ولا يتجاهلها إلا من لم يعرف حجم الكنز الذي بين يديه.