ذكرتنيك روحة للشمول – الشاعر البحتري
ذكّرَتْنيكَ رَوْحَةٌ للشَّمُولِ،
أوْقَدَتْ غُلَّتي وَهاجَتْ غَليلي
ليتَ شعرِي، يابْنَ المُدبِّرِ، هل يُدْ
نيكَ فَرْطُ الرّجاءِ، وَالتّأميلِ
بَعُدَ العَهْدُ غَيرَ رَجعِ كِتَابٍ،
يَصِفُ الشّوْقَ أوْ بلاَغِ رَسولِ
أيُّ شيءٍ ألْهَاكَ عَنْ سُرّ مَنْ رَا
ءَ، وَظِلٍّ للعَيشِ فيها ظَليلِ
إقتِصَارٌ على أحاديثِ فَضْلٍ،
فَهوَ مُستَكْرَهٌ، كَثيرُ الفُضُولِ
لم تَكُنْ نُهْزَةَ الوَضِيعِ وَلا رُو
حُكَ كانَتْ لِفْقاً لرُوحِ الثّقيلِ
فعَلامَ اصْطَفَيْتَ مُنكَشِفَ الزّيْـ
ـفِ، مُعادَ المِخرَاقِ، نَزْرَ القَبولِ
إنْ تَزُرْهُ تَجِدْهُ أخلَقَ من شَيّـ
ـبِ الغَوَاني، وَمنْ تَعَفّي الطُّلولِ
رَائحٌ مُغْتَدٍ، وَمَا مَتَعَ الصّبْـ
ـحُ ادّلاجاً للشّحذِ وَالتطْفيلِ
وَإذا ما غَدا يرِيدُ ابنَ نَصْرٍ
رَاحَ مِنْ عِنْدِهِ بخَيرٍ قَليلٍ
وَكَذا المُلْحِفُ المُلِحُّ إذا أنْـ
ـشَبَ في نَائِلِ اللّجوجِ البَخيلِ
مُدّعٍ نِسبَةٍ، مَتى صَحّ يَوْماً،
كانَ فيها مَوْلى أبي البُهْلُولِ
قد أتاني عَنهُ، وَما خِلْتُ حَقّاً،
وَضْعُهُ مِنْ كُثَيّرٍ، وَجَميلِ
وَيْحَهُ لِمْ يَقُولُ مَا يُفْسِدُ مَعْنىً
مِنْ مُبِينِ الفُرْقَانِ أَوْ مَجْهُولِ
هلْ هُمُ، لا رأَيْتُهُمْ، غَيرُ أبّنَا
ءِ شُيَيْخٍ رَثِّ الأداةِ، ضَئيلِ
جُلُّ ما عِندَهُ التّعَمّقُ في الفَا
عِلِ مِنْ وَالِدَيْهِ وَالمَفْعُولِ