لج هذا الحبيب في هجرانه – الشاعر البحتري
لَجّ هذا الحَبيبُ في هِجْرَانِهْ،
وَغَدا، والصّدُودُ أكبرُ شَانِهْ
وَالذي صَيّرَ المَلاَحَةَ في خَـ
ـدّيهْ،وَقْقاً والسّحْرَ في أجْفَانِهْ
لا أطَعْتُ الوُشَاةَ فيهِ، وَلَوْ
أسرَفَ في ظُلْمِهِ، وَفي عُدْوَانِهْ
يا خَلِيلَيّ! باكِرَا الرّاحَ صُبْحاً،
واسقِيَانِي من صِرْفِ ما تمزُجانِهْ
وَدَعَا اللّوْمَ في التّصَابي فإنّي
لا أرَى في السّلُوّ ما تَرَيَانِهْ
قَدْ تَمَادَى الوَليُّ في هَطَلانِهْ
وَأتَانَا الوَسْمِيُّ في إبّانِهْ
وَأرَى الدَّكّتَينِ بَيْنَهُمَا أفْـ
ـوافُ رَوْضٍ كالوَشْيِ في ألْوَانِهْ
في ضُرُوبٍ من حُسنِ نَرْجِسه الغـ
ـضّ وَمنْ آسِهِ وَمِنْ زَعْفَرَانِهْ
ذاكَ قَصْرٌ مُبَارَكٌ تَقْصُرُ الأعْـ
ـيُنُ دونَ الرّفيعِ مِنْ بُنْيَانِهْ
فيهِ نَالَ الإمامُ تَكْرِمَةَ اللّـ
ـهِ، وَفَضْلَ العَطاءِ من إحسانِهْ
نَسْألُ الله أنْ يُتَمّمَ فِينَا
حُسْنَ أيّامِهِ وَطِيبَ زَمَانِهْ
ياابنَ عَمّ النّبيّ، واللاّبِسَ الفخـ
ـرَينِ مِن نُورِهِ وَمن بُرْهَانِهْ
أُضْعِفَتْ بَهجَةُ الخِلافةِ، وَارْتـ
ـدّ شَبَابُ الدّنْيَا إلى عُنْفُوَانِهْ
وَرَآكَ العِبَادُ مِنْ نِعَمِ اللَّـ
ـهِ عَلَيهِمْ، وَطَوْلِهِ وامتِنَانِهْ
عَلِمَ الله كَيْفَ أنتَ، فأعطا
كَ المَحَلَّ الجَليلَ مِنْ سُلطانِهْ
جَعَلَ الدِّينَ في ضَمَانِكَ والدّنـ
ـيَا، فَعِشْ سالماً لَنَا في ضَمَانِهْ