فؤادي منك ملآن – الشاعر البحتري

فُؤَادِي منكَ مَلآنُ،
وَسرّي فيكَ إعلانُ
وأنْتَ الحُسنُ لَوْ كَا
نَ وَرَاءَ الحُسنِ إحْسَانُ
غَزَالٌ فيهِ إِعْراضٌ،
وإِبْعَادٌ وَهِجْرَانُ
وَدونَ النُّجحِ من مَوْعُو
دِهِ مَطْلٌ وَلَيّانُ
سَقَاني كأسَهُ شَزْراً،
وَوَلّى، وَهْوَ غَضْبَانُ
وَفي القَهْوَةِ أشْكَالٌ،
منَ السّاقي، وألْوَانُ
حَبَابٌ مثلُ ما يَضْحَـ
ـكُ عَنْهُ وَهْوَ جَذْلانُ
وَسُكْرٌ مثْلُ ما أسْكَـ
ـرَ طَرْفٌ منْهُ وَسْنَانُ
وَطَعْمُ الرّيقِ، إذْ جَادَ
بِهِ، والصّبُّ هَيْمَانُ
لَنَا منْ كَفّهِ رَاحٌ،
وَمنْ رَيّاهُ رَيْحَانُ
كَفَى الفَتْحَ بنَ خَاقَانَ
الذي شَيّدَ خَاقَانُ
عُلاً يُشْبهُهَا قُدْسٌ،
إذا أرْسَى، وَثَهْلانُ
فَللْحَاسِدِ إغْضَاءٌ،
إذا عُدّتْ، وإذْعَانُ
أبَى لي الفَتْحُ أنْ أحْفِلَ
بالأعْداءِ مَنْ شَانُوا
فَمَا أرْهَبُ، إنْ عَزّوا،
عَلَى كانُوا، وإنْ أَبْهَجُ
وأعْدَاني عَلى الأيّا
م ماضِي العَزْمِ يَقْظَانُ
لَهُ في وَفْرِهِ هَدْمٌ،
وَفِي عَلْيَاهُ بُنْيَانُ
صَحَا، واهتَزَّ للمَعْرُو
فِ، حتّى قيلَ نَشْوَانُ
لكَ النَّعْمَاءُ والطَّوْلُ،
وإفْضَالٌ وإحسانُ
وأخلاقُكَ أنْصَارٌ
عَلى الدّهرِ، وأعْوَانُ
وأمْوَالُكَ، للحَمْدِ الـ
ـذي يُؤثَرُ، أثْمَانُ