قل للجنوب إذا غدوت فأبلغي – الشاعر البحتري
قُلْ للجَنُوبِ: إذا غَدَوْتِ فأَبْلِغي
كَبِدي نَسيماً مِنْ جَنَابِ نَسِيمِ
أخُدِعْتُ عَنكَ، وأنْتَ بَدْرٌ خادعٌ
لِلّيْلِ عَنْ ظُلَمٍ لَهُ، وَغُيُومِ
كَرُمَ الزّمانُ وَلُمتُ فيكَ وَلَنْ تَرَى
عَجَباً سِوَى كَرَمِ الزّمانِ، وَلَوْمي
وَظَلَمْتُ نَفْسِي جاهداً في ظُلْمِِها،
فاسْمَعْ مقَالَةَ ظالِمٍ مَظْلُومِ
قَدْ زَادَ يَوْمُ البُؤسِ بَعدَكَ، إنّهُ
أفْضَى إليّ بعُقْبِ يَوْمِ نَعِيمِ
فَأَقَمْتَ في قَلبي، وَشَخْصُكَ سائرٌ،
لا تَبْعَدَنْ مِنْ ظاعِنٍ وَمُقِيمِ
لا كَانَ وَجْدِي أينَ كانَ، وأنتَ لي
مَلِكٌ وَعَهْدي منكَ غَيرُ ذَمِيمِ
ألآنَ أطْمَعُ في هَواكَ ودُونَهُ
عَينُ الرّقيبِ، وَبَابُ إبْرَاهِيمِ؟