من من الله مشكور وإحسان – الشاعر البحتري
مَنٌّ مِنَ الله مَشْكُورٌ، وَإحسانُ،
وَنِعْمَةٌ، كُفرُها ظُلمٌ وَعُدوَانُ
بالقَصْرِ لا بمَليكِ القَصرِ نَازِلَةٌ،
أضْحَى لها وَهوَ طَلقُ الوَجهِ جَذلانُ
يَبني، وَيَعْمُرُ ما يَبنيهِ مِنْ أَمَمٍ،
فالأرْضُ دارٌ لَهُ، وَالنّاسُ عِبدانُ
ما كانَ قَدْرُ حَرِيقٍ أنْ نَبيتَ لَهُ،
وَكُلُّنَا قَلِقُ الأحْشَاءِ حَرّانُ
بَلْ ما ألُومُ شَفيقاً أنْ يُداخِلَهُ
وَجْدٌ لذَلِكَ، وَالإنْسانُ إنْسانُ
وَرُبّمَا جَلَبَ المَكْرُوهُ عَافِيَةً
تُرْجَى، وَأُرْدِفَ بعدَ السّوءِ إِحسانُ
لا تَنْتَقِضْ لِوَليّ العَهْدِ أُبّهَةٌ،
وَلا يكُنْ منْهُ، للأيّامِ، إذْعانُ
عِندَ الخَليفَةِ مِمّا فَاتَهُ خَلَفٌ،
بالمَالِ مالٌ، وَبالبُنْيَانِ بُنْيَانُ
تَفَاءَلَ النّاسُ، وَاشتَدّتْ ظنونُهمُ،
وَالفألُ فيهِ، لبَعضِ الأمرِ، تِبيانُ
وَأيْقَنُوا أنّ تَنْوِيرَ الحَرِيقِ هُوَ الـ
ـدّنْيَا يُمَلَّكُها، وَالنّارُ سُلطانُ