أهوى والمشيبُ قد حال دونه – الشاعر البوصيري
أهوى والمشيبُ قد حال دونه
والتَّصَابي بَعدَ المَشِيبِ رُعُونَهْ
أبَتِ النَّفْسُ أنْ تُطِيعَ وقالَتْ
إنَّ حبيَّ لا يدخل القنينهْ
كيف أعصي الهوى وطينة قلبي
بالهَوَى قَبْلَ آدمَ مَعْجُونَهْ
سَلَبَتْهُ الرُّقَادَ بَيْضة ُ خِدْرٍ
ذاتُ حُسْنٍ كالدُّرَّة ِ المَكْنُونَهْ
سُمْتُها قُبْلَة ً تُسَرُّ بها النَّفْـ
ـسُ فقالت كذا أكونُ حزينهْ
قُلْتُ لا بُدَّ أنْ تسِيري إلى الدَّ
ارِ فقالتْ : عسى أنا مجنونهْ
قلتُ سيري فإنني لك خيرٌ
مِنْ أب رَاحمٍ وَأُمٍّ حَنُونَهْ
أنا نعم القرينُ إنْ كنتِ تبغيـ
ـينَ حلالاً وأنتِ نعمَ القرينهْ
قالتِ : اضربْ عن وصلِ مثلي صفحاً
واضرب الخلَّ أو يصيرَ طحينهْ
لاأرى أن تمسني يدُ شيخٍ
كيف أرضى به لطشتي مشينهْ
قُلْتُ: إني كَثيرُ مَالٍ فقالَتْ
هبكَ أنتَ المبارزُ القارونهْ
سَيِّدِي لا تَخَفْ عَلَيَّ خُرُوجاً
في عَرُوضِي فَفِطْنَتِي مَوْزُونَهْ
كلُّ بحرٍ إن شئتَ فيه اختبرني
لا تُكَذِّبُ فإنَّني يَقْطِينَهْ