إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ – الشاعر البوصيري
إنَّ خُلْقَ الشهودِ والعمالِ
مثلُ خُلقِ العُشَّاقِ والعُذَّالِ
كلُّ عدلٍ مضايقٍ في وصولٍ
كَعَذُولٍ مُضايِقٍ في وِصالِ
لَسْتُ أَدْرِي معنَى التَّباغُضِ ما بَيْـ
ـنَ الفَرِيقَيْنِ غيرَ حُبِّ المالِ
فإذا زالتِ المطامِعُ منهمُ
أذَّنَ الخُلْفُ بينهمْ بالزوالِ
سالمتني المستخدمونَ وكانوا
قد أعدُّوا سلاحهمْ لقتالي
ورثى بعضهمْ لبعضٍ وقد با
نَ لَكَ الآنَ شِدَّة ُ الأهوالِ
ورَأى ابنُ الأَشَلِّ قد كانَ يبقى
كاتباً مثلَ جدهِ بالشمالِ
فالتَجا لِلْعَفافِ مَنْ كانَ يَوْماً
لا له يَخْطُرُ العَفافُ ببالِ
ولهم أعينٌ تغضُّ عن العيـ
ـنِ وَأيْدٍ تُمِدُّ عِنْدَ الغِلالِ
بأبي حزمكَ الذي طَرَّقَ الأنـ
ـذالَ منهمْ طَرائِقَ الأبْدالِ
لا تُوطِّنْ قلوبَهُمْ بِهِجاءٍ
إنها من سُطاكَ في بَلْبالِ
ما استَوَى السَّيْفُ وَاللِّسانُ مَضاءً
أَتُساوَى حَقِيقَة ٌ بمُحالِ
إنَّ قولي هزلاً وفعلكَ جداً
مِثْلُ نَبْلِ الحَصَى ورَشْقِ النِّبالِ
وللهفي ولعتُ بالضربِ في الرَّمْـ
ـلِ لأ حَظَى بأَسْعَدِ الأشْكالِ
فحمدتُ الطريقَ إذا أشهدتْ لي
حينَ عايَنْتُها بِحُسْنِ مآلِ
وَغَدا الاجتماعُ لِي عَنْـ
ـكَ بُلوغَ الرَّجاءِ وَالآمالِ
أنْبَتَ العِزُّ منكَ في بَيْتِ نَفْسِي
وَالغِنَى مِنْ يَدَيْكَ في بيتِ مالِي
وإذا كنتَ نُصرة ً ليَ فيما
أرتجيهِ فذاك عينُ سؤالي