وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه – الشاعر البوصيري
وَكَلاَمُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُه
لكلامِ موسى قد أتى تذييِلا
وَجَمِيعُ كُتُبِهِمُ على عِلاَّتَها
نَطَقَتْ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ تَعْليلا
لم يجهلوه غيرَ أنَّ سيوفهُ
أبْقَتْ حُقُوداً عِندَهمْ وذُحُولا
فاسْمَعْ كلامَهُمُ ولا تَجْعَلْ عَلَى
ما حرَّفوا من كتبهمْ تعوِيلا
لولا اسْتِحَالتُهُمْ لَمَا ألْفَيْتَنِي
لكَ بالدليلِ على الغريم محِيلا
أوقدْ جهلتَ من الحديثِ رواية ً
أمْ قد نسيتَ مِنَ الكتابَ نُزُولا
فاترك جدالَ أخي الضلالِ ولا تكن
بمراء منْ لا يهتدي مشغُولا
مالي أُجَادِلُ فيهِ كلَّ أَخي عَمّى ً
كيما أقيمَ على النهارِ دليِلا
واصرفْ إلى مدحِ النبيِّ محمدٍ
قوْلاً غدا عن غيرهِ معدُولا
فإذا حصلتَ على الهدى بكتابهِ
لا تَبْغِ بَعْدُ لِغَيرِهِ تَحْصِيلا
ذِكْرٌ بِهِ تَرْقَى إلَى رُتُبِ العُلا
فَتخَالُ حامِلَ آيهِ مَحْمُولا
يذَرُ المُعارضَ ذا الفصاحة ِ ألكناً
في قولهِ وأخا الحجا مخبولا
لا تَنْصِبَنَّ لهُ حِبالَ مُعانِدٍ
فَتُرَى بِكَفَّة ِ آفة ٍ مَحْبُولا
إن كنتَ تنكرُ مُعجزاتِ محمدٍ
يوماً فكنْ عمَّا جهلتَ سئُولا