هل يجوز التطهر من الحيض بعد الفجر في رمضان
باب الحيض
الحيض دم طبيعة وجبلة يرخيه الرحم إذا بلغت المرأة، ثم يعتادها في أوقات معلومة لحكمة تربية الولد، يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة، وقد يزيد على ذلك وينقص، قال الله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: الآية: 222] وعن عائشةَ رضي الله عنها «أنَّ أُمَّ حبيبةَ بِنْتَ جَحْشٍ شَكَتْ إلى رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – الدَّمَ، فقَال: «امْكُثي قَدْرَ مَا كانتْ تحبِسُكِ حيضتُكِ، ثمَّ اغْتَسلِي»، فكانت تَغْتَسِلُ لكل صلاةٍ». رواهُ مُسلم، وفي روايةٍ للْبُخاريِّ: «وتَوَضَّئي لكلِّ صلاة» وهي لأبي داود وغيره من وجه آخر.
هل يجوز التطهر من الحيض بعد الفجر في رمضان
لهذا الحديث فوائد: فقد شكت ام حبيبة الى النبي صلى الله عليه وسلم استمرار خروج الدم منها فأرشدها الى الاحكام الأتية:
- ان المستحاضة تعتبر نفسها حائضا قدر الايام التي كان يأتيها فيها الحيض قبل ان يصيبها ما اصابها من الاستحاضة.
- اذا مضت قدر الايام عادتها الاصلية فإنها تعتبر طاهره من الحيض- ولو ان دم الاستحاضة معها- فتغتسل من الحيض، فقد اصبحت طاهره من الحيض.
- ان المستحاضة تعتبر ممن حدثه دائم لا ينقطع؛ وعليه: فيجب عليها الوضوء لكل صلاه ان خرج منها ما ينقض الوضوء، والا فهي باقيه على طهارتها.
- ام حبيبه من حرصها -رضي الله عنها- على كمال الطهارة للعبادة فإنها تغتسل لكل صلاه.
- قال شيخ الاسلام -رحمه الله تعالى-: دم الاستحاضة مع دم الحيض مشكل، ولابد من فاصل يميز بينهما والعلامات ثلاث :
الأولى: العادة؛ وهي اقوى العلامات؛ لان الاصل بقاء الحيض دون غيره.
الثانية: التمييز؛ فان دم الحيض اسود ثخين، ودم الاستحاضة احمر صافي.
الثالثة: اعتبار عاده اغلب النساء؛ لان الاصل الحق الفرد بالأغلب.
فهذه العلامات الثلاث تدل عليها السنة والاعتبار وهي مذهب الامام احمد؛ فان احكام الحيض تدور على ثلاثة أحاديث
1. العادة الخاصة: يدل عليها حديث ام حبيبه بنت جحش.
2. التمييز: يدل عليه حديث فاطمة بنت ابي حبيش.
3.عادة النساء الغالبة: يدل عليها حديث حمنة بنت جحش.
هل يجوز التطهر من الحيض بعد الفجر في رمضان حديث عائشة
عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ فاطمة بنت أبي حُبيش كانت تُستحاض، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ دمَ الحيض دمٌ أسود يُعْرَف، فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصَّلاة، فإذا كان الآخَرُ فتوضَّئي وصلِّي. رواه أبو داود، والنَّسائي، وصحَّحه ابنُ حبَّان، والحاكم، واستنكره أبو حاتم. وفي حديث أسماء بنت عُميس عند أبي داود: ولتجلسْ في مِرْكَن، فإذا رأت صُفْرَةً فوق الماء فلتَغْتَسِل للظهر والعصر واحدًا، وتغتسل للمغرب والعشاء غسلًا واحدًا، وتغتسل للفجر غسلًا واحدًا، وتتوضأ فيما بين ذلك.
ولهذا الحديث فوائد:
- في الحديث بيان دم الحيض واثبات حكمه ،ودم الحيض: دم طبيعي عادي، نتيجة عمليه (فسيولوجية)، نابعه من الدورة الرحمية بسبب الهرمونات التي تؤثر على الرحم، و التي يفرزها المبيض والمبيض متأثر بهرمونات الغده النخامية التي تتحكم فيه ،والغده النخامية تتأثر بأوامر صادره اليها من منطقه في الدماغ تحت (المهاد)
- وجود الاستحاضة في بعض النساء وبيان احكامها
- ان المرأة اذا اصيبت بالاستحاضة واطبق عليها الدم ،فإنها تتميز ايام حيضها لون دم الحيض الأسود، بينما دم الاستحاضة احمر مشرق
- انها تمسك عن الصلاة، فلا تصلي في تلك الايام التي يكون فيها دم اسود، فاذا تغير الدم من السواد الى الحمرة، فذلك علامات طهرها من الحيض، فتتوضأ وتصلي؛ لأنها اصبحت طاهره
- ان دم الاستحاضة ليس له حكم دم الحيض من ترك الصلاة ونحوها، وانما هو دم مرض تكون معه المرأة طاهره، تفعل كل ما يفعله النساء الطاهرات من الحيض
- ان المستحاضة معها نوع مرض فعليها ان تغتسل لكل صلاتين غسلا واحدا فالظهر والعصر بغسل، والمغرب والعشاء بغسل، والفجر بغسل
- انها تتوضأ لكل صلاة؛ لأنها في حكم من حدثه دائم لا ينقطع.
- وجوب غسل الدم للصلاة، لان الدم نجس بالإجماع.
- الطهارة منن النجاسة؛ لأنها شرط لصحة الصلاة.
- ان المستحاضة تصلي، ولو مع جريان الدم؛ لأنها طاهرة.
- أن الصلاة تجب بمجرد انقطاع دم الحيض.