راحَ الزمانُ ولاَ علمٌ عنِ العلمِ – الشاعر البرعي
راحَ الزمانُ ولاَ علمٌ عنِ العلمِ
و لا سلامٌ على سلمى بذي سلمِ
باتتْ تقسمُ قلبي نية ٌ وقفتْ
قلبيعلى الجيرة ِ الغادينَ عنْ إضمِ
فبتُّأندبُ وصلاًغيرَ متصلٍ
بالمنجدينَ لصرمٍ غيرِ منصرمِ
رضيتُ حكمَ الهوى العذري لي ولهمْ
فما ارتضوا سفحَ دمعي دونَ سفكَ دمي
أدرجُ القلبَ منْ شهرٍ إلى سنة ٍ
عنهمْ وأرضيهِ دونَ الوصلِ بالحلمِ
يانازلاُ بربانجدٍأعدْ خبراً
عنْ معهدٍِ بعقيقِ الرملِ منهدمِ
و دمنة ٍقسمتْ بالبينِ أربعها
بينَ الزمانَ وبينَ الريحِ والديمِ
لمْ يبقَ منها سوى الأطلالِ خامدة ً
أوِ الجآ ذرِ والآرامِ في الأطمِ
و ما رعيتُ هواها إذْ مررتُ بها
إلاَّ بدمعٍعلى الخدينِ منسجمِ
أطارحُ الدارَ تسليمي ولوْ عقلتْ
لأخبرتني عنْ عادٍ وعنْ إرمِ
يالائمي دعْ فؤادي للهمومِ فلوْ
لاقيتَ بعضَ الذي لاقيتُ لمْ تلمِ
و خلِّ قلبي لنارِ الوجدِ محرقة ً
و الجفنَ للدمعِ والأعضاءِ للسقمِ
كمْ حوَّلَ الدهرُ حالاتي وها أنا ذا
ألقاهُحينَ لقاني غيرَ مهتضمِ
و كمْ تغيرتِ الايامُ والتبستْ
فما تغيرتْ أخلاقي ولا شيمي
لا أشربُ المرَّ موثوقاً بهِ طعما
ولا أقولُ على ما فاتَ وا ندمي
و لا يخوفني دهرُ يحولُ ولا
هول يهولُ ولا تهديدُ مصطلمِ
وفيِ قعارٍِ جنابٍ ما نزلتُ بهِ
إلا أمنتُ أمانَ الصيدِ في الحرمِ
ألوذُ بالمشهدِ المحروسِ منتصراً
كأننيِ منهُ فيِ ركنٍ وملتزمِ
حيثُ الجلالة ُ مضروبٌ سرادقها
و النورُ مبتسمٌ يجلوُ دجى الظلمِ
اللهُ أكبرُ ذا الطودُ المنيفُ ذراً
ذا العالمُ العلمُ ابن العالمِ العلمِ
هذا النهاريُّ الذي فيِ ضمنِ تربتهِ
حجٌ ومعتمرٌ للأينقِ الرسمِ
ذا البدرُ ذا القطرُ ذا البحرُ المحيطُ غنى
زاكى ِ المناصبِ ساميِ القدرِ والهمم ِ
هذا محمدُ الساميِ فتى عمرٍ
لبُ اللبابِ ابنُ أمِّ الجودِ والكرمِ
ذا الكاملُ الفاضلُ الفياضُ نائلهُ
غوثُ الشعائرِ غيثُ الخيرِ والنعمِ
ذا الأبلجُ المنتقى منْ أمة ٍ وسطٍ
مخاطبينَ بكنتمْ خيرَ فيِ القدمِ
أغرُّ كالشمسِ لا يخفى على أحدٍ
إلا على أحدٍ عما يراهُ عميِ
لو صورَ الخلقُ منُ قولٍ ومنْ كلمِ
لكانَ معنى لمعنى القولِ والكلمِ
و إنْ يكنْ بشراً منْ قومٍ اشتبهوا
خلقاً فما صفرٌ كالأشهرِ الحرمِ
لمْ تلههِ بهجة ُ الدنيا وزخرفها
و لا التفاخرُ بالأتباعِو الخدمِ
لهُ الكراماتُ والأحوالُ ظاهرة ٌ
في الشرقِ والغربِ بينَ العربِ والعجمِ
فالكائناتُ لديهِ غيرُ غائبة ٍ
و الأرضُ بينَ يديهِ خطوة ُ القدمِ
و الحجبُ والعرشُ والكرسيُّ بارزة ٌ
فيِ عينهِ في بروزِ اللوحِ والقلمِ
يدعو الفتى باسمهِ حقاً وينسبهُ
صدقاً على بعدهِ والبعدُ كالاممِ
مكاشفٌ بخفياتِ الأمورِ فما
غيبٌ يخافُ ولا سرٌّ بمكتتمِ
تبدي فراستهُ أنوارَ حكمتهِ
و ما أمينٌ على غيبٍ بمتهمِ
مولايَ مولايَ كمْ أدعوكَ مفتقراً
و كمْ أشافهكَ الشكوى فما لفمِ
فاسمعْ ولبِّ ندائيِ بالإجابة ِ يا
منزهَ السمعِ عنْ وقرٍ وعنْ صممِ
إنَّ الفقيرَ الحجازي صاحبي عثرتْ
بهِ كبائرهُ فضلاً عنِ اللممِ
و قدْ وصلتُ إلى هذا الجنابِ وليِ
فيكَ الظنونُ ومنْ وافى َ حماكَ حمى
مستنجداً بكَ منْ هولِ المعادِ فخذْ
بذمة ٍ منكَ لي يا وافيَ الذممِ
إنْ لمْ تقمْ بيِ نهوضاً كلما اعترضتْ
ليَ الحوادثُ لمْ أنهضْ ولمْ أقمِ
و كيفَ حيلة ُ منْ يمسى ويصبحُ في
بحرٍ محيطٍ منَ الأوزارِ ملتطمِ
فانظرْ إلى َّ بعينِ اللطفِ منكَ لكيْ
يلقانيَ الخطبُ نحوي ملقى ِ السلمِ
و اكفِ السنا حيِ علياًّ طولَ غربتهِ
و صنهُ منْ جورِ دهرٍ خائنٍ خصمِ
و كنْ لقائلها عبدَ الرحيمِ إذا
ضاقَ الخناقُ لهُ منْ أمنعِ العصمِ
فلمْ يزلْ بكَ فيِ أمن وفيِ دعة ٍ
و فيِ جناب عزيزِ القدرِ محترمِ
فأنتَ يا موسمَ الزوارِ ملجؤنا
عما نحاذرُ في الدارينِ منَ نقمِ
قلْ أنتما منْ أصيحابيِ وحاشيتيِ
و منْ خصائصِ أتباعيِ ومنْ حشميَ
و عمَّ بالخيرِ أهلينا وجيرتنا
و منْ يلينا منَ الأصحابِ والرحمِ
منى السلامُ على أنوارِ قبركَ ما
تجاوبتْ ساجعاتُ الأيكِبالنعمِ
و جادَ مشهدكَ الميمونَ منسجمٌ
يخصُّ مستودعَ الأحكامِ والحكمِ