كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي – الشاعر البرعي
كمْ إذا أراها نحوَ طيبة َ يرتمي
عنقاً بنياتِ الجديلِ وشدقمِ
طرقتْ سحيراً وهيَ تبتدرُ الفلا
و لها حنينُ الراعدِ المتزرجمِ
منْ كانَ فيِ أرضِ الحجازِ منادياً
فلقدْ دعاها يا مطية ُ قدمي
نادى بها صوتاً فأرقَ جفنها
فبكتْ ولبتْ بالضميرِ المبهمِ
شكرتْ منَ النيابتينِ فلمْ تزلْ
تطوى المهامة َ معلماً فيِ معلمِ
و استقبلتْ أرضَ الحطيمِ وزمزمٍ
فصبتْ إلى أرضِ الحطيمِ وزمزمِ
حادى المطى َّ قفِ المطى َّ لعلها
تحظى بحظٍّ منْ غرامِ المغرمِ
و أملْ إلى حرم الأمينِ صدورها
فإذا بدا الحرمُ الأمينُ فيممِ
و اشغلُ ببيتِ اللهِ طرفكَ خشية ً
و طفِ القدومَ بهِ طوافَ المحرمِ
و هناكَ فاستغفرْ لذنبكَ ربما
تحظى بغفرانِ الذنوبِ وتكرمِ
فإذا انتهيتَ إلى الحجازِ فحيِّ منْ
فيهِ وصلِّ على النبيِّ وسلمِ
الأبطحيِّ المنتقى منْ غالب
تاجِ النبوة ِ عصمة َ المستعصمِ
سمتَ السمواتِ العلى أنوارهْ
فتبسمتْ منْ نورهِ المبتسمِ
و أضاءَ في الآفاقِ صبحُ جبينهِ
نوراً وليسَ الصبحُ بالمتكتمِ
و سرائرُ التقوى سرتْ بمحمدٍ
حتى استنارَ دجى الهزيعِ المظلمِ
فخرتْ بأحمدَ آلُ كعبٍ يالهُ
اسماً سمتْ فيهِ الصفاتُ عنِ السمى ِ
إذ كانَ آلَ كنانة َ بنِ خزيمة
تاهتْ بفرعٍ منْ خزيمة َ ينتمي
عقدتْ لؤيُّ لوا الفخارِ بفخرهِ
و أنافَ عبدُ منافٍ فوق الأنجمِ
و سما بنهرِ كلِّ فخرٍ شامخٍ
و رقتْ خزيمة ُ فيهِ ذروة أخزمِ
و بهاشمٍ هشمتْ ثرائدُ جودهمْ
كرماً ولولا هاشمٌ لمْ تهشمِ
و لغالبٍ غلبَ الرقابُ خواضعٌ
هوَ باسمٍ قالَ النصرُ أولَ منْ سمى
هوَ أهل دينِ اللهِ لما اختارهُ
داعٍ إلى الدينِ الحنيفِ القيمِ
هوَ فيِ يمينِ اللهِ سيفٌ مصلتٌ
يفري بهِ الرحمنُ هامَ المجرمِ
ليثَ الفراسة ِ يومَ يشتجرُ القنا
متفيئاً ظلُّ القنا المتحطمِ
ماضي العزيمة ِ حينَ يقتحمُ الوغى
غلبَ الكتائبَ يالهُ منْ معلمِ
خلقتُ منَ الشيمِ الشريفة ِ نفسهُ
هوَ للخليفة ِ عروة ٌ لمْ تفصمِ
السيدُ العدلُ التقى ُّ المنتقى
و الأكرمُ ابنُ الأكرمِ ابنِ الأكرمِ
أعظمْ بهِ يومَ القيامة ِ إنهُ
أهلُ الشفاعة ِ عندَ أعظمِ أعظمِ
أعنى ِ المظللَ بالغمامة ِ والذيِ
فاضتْ أناملهُ بغيثٍ مسجمِ
و بفضلهِ درتْ حليمة ُ حينَ مس
سَ الضرعَ منها بالبنانِ وبالفمِ
و النوقُ حينَ تكلمتْ بفخارهِ
و لغيرِ ذاكَ البدرِ لمْ تتكلمِ
و كلامُ عضوٍ الخيبرية ِ عندما
مدتْ بعضوٍ للرسولِ مسممِ
و الخمسة ُ الأفراصُ والشاة ُ التي
كانتْ لحزبِ اللهِ أحسنُ مطعمِ
و سمعتُ أن الشاة َ أرسلَ كفهُ
بحياتها قبلَ انتهاشِ الأعظمِ
و دعا بإذنِ اللهِ ابنيْ جابرٍ
بعدَ الفنا فهناكَ وجدُ المعدمِ
و التفتِ الأشجارُ عنهُ لحاجة ٍ
فأتتَ كعقدٍ عندَ ذاكَ منظمِ
و رجالُ مكة أخجلوا إذا أحضروا
لهبوطِ بدرٍ في السماءِ متممِ
أفتنكرُ التزميلَ منْ جبريلهِ
لما تمثلَ بالهزبر الضيغمِ
و دعاهُ فاقرأُ باسمِ ربكَ معلناً
و افخرْ بتنزيلِ الكتابِ المحكمِ
ناداهُ باسمِ اللهِ يا علمَ الهدى
أعلمتَ منْ ناداكَ أمْ لمْ تعلمِ
يامنْ إذا ناديتهُ لملمة ٍ
لبى ندايَ برحمة ٍ وتكرمِ
مولايَ لا واللهِ ماليِ ملجأٌ
إلا حماكَ فجدْ وأولِ وأنعمِ
و اعطفْ على عبدِ الرحيمِ برحمة ٍ
يا ملجأَ المستعطفِ المسترحمِ
إنْ كنتَ جارَ الجنبِ في نيابتي
برعٍ فمنْ حصني سواكَ وملزمي
قصدي ومقصودي رضاكَ ولمْ أزلْ
ماليِ ومأموليِ إليكَ ومغنمى ِ
أنا فيِ جواركَ منْ مكايدة ِ الورى
أنا فيِ زمامكَ منْ زفيرِ جهنمِ
أنا في حماكَ منَ المكارهِ إنهُ
منْ جاءَ مضطراً حماكَ فقدْ حمى
و عليكَ صلى اللهُ يا علمَ الهدى
ما انهلَّ فياضُ الحيا المتسجمِ