وجدٌ تحركَ في قلبي فما سكنا – الشاعر البرعي

وجدٌ تحركَ في قلبي فما سكنا
فقداً لمنْ بنواحي مكة ٍ سكنا
أحبة ٌ همْ مني قلبي وهمْأملي
و همْ علاقة ُ نفسي إذْ نأوا وطنا
علقتْ في الركبِ آمالي غداة َ غدوا
كأنْ في الركبِ روحاً فارقَ البدنا
أجرى دموعي فرادى بعدهمْ وتنى
و ما ثنى العذلُ عطفَ الصبرِ حينَ ثنى
أودُّ طيفَ خيالٍ لوْ يزورُ وهلْ
يستضعفُ الطيفَ طيفٌ حاربَ الوسنا
كمْ قلتَ واحزناً للقلبِ بعدهمُ
وليسَ ينفعني إنْ قلتُ واحزنا
أحبابَ قلبي عسى منْ نحوكمْ خبرٌ
لهائمٍ يندبُ الأطلالَ والدمنا
و هلْ يعيدُ عليَّ الدهرُ قربكمْ
بعدَ النوى فهواكمْ زادني شجنا
فبي غنى عنْ جميعِ الكونِ غيركمُ
و ليسَ لي عنكمُ يا مالكي غنى
قلوبٌ امتزجتْ بالودِ ما بلغتْ
و إنْ بعدتمْ فمعنى سرُّ كمْ معنا
و أنتمْ أنا وأنا أنتم ولا عجبٌ
إنْ كنتُ أنتمْ وأنتمْ في الوجودِ أنا
روحي هنا بعضَ أرواحٍ هناكَ وأر
واحٌ هناكَ هيَ الروحُ المقيمُ هنا
أحبكمْ وأحبُّ الدارَ آنسة ً
منكمْ وأسألُ عنكمْ منْ نأى ودنا
فليتَ شعري هلْ في الدارِ متسعٌ
حتى تعودُ الليالي الذاهباتُ لنا
أمْ ترحمونَ أحيبابي جوى كبدٍ
كادت تذوبُ إليكمْ لوعة ً وضنى
فو الذي حجَّتِ الركبانُ كعبتهُ
و ما حواهُ المصلى والبقا ومنى
ما حلتُ في الحبِّ عنْ حالِ الودادِ لكمْ
و لاَ خلعتُ لماضي حبكمْ رسنا
يا خائضاً غمراتِ الشوقِ متخذاً
حسنَ التوكلِ زاداً والرضا سفنا
دعِ المقاديرَ تجري وارضَ ما فعلتْ
و اكتمْ هواكَ ولا تستعتبِ الزمنا
إنَّ الفضائلَ في الأخطارِمودعة ً
فابغٍالفضائلَ واجعلْ روحكَ الثمنا
و إنْ أرادَ الهوى منكَ الهوانَ فقلْ
حكمُ المنية ِ في حبِّ الحبيبِ منى
و الراحُ يستلبُ الأرواحَ عندهمُ
حيثُ الحضورُ مغيبٌ والبقاءُ فنى
فاحفظْ هواهمْ ومتْ في حبهمْ كمدا
إنْ كنتَ حراً على الأسرارِ مؤتمنا
فالكونُ مسترقٌ منهمْ محاسنهُ
و الدينُ يلبسُ منهمْ بهجة ً وسنا
أرائحَ الشامِ بلغْ سيدي عمرا
تحية ً منْ محبٍّ يسكنُ اليمنا
و الثم يمينَ إمامٍماجدٍعلمٍ
أحيا الهوى والندى والفرضُ والسننا
مباركُ الوجهِ تستكفي الخطوبُ بهِ
و نستقي بدعاهُ العارضِ الهتنا
مولايَ أنتَ مرادي حيثُ كنتُ وكمْ
و شى الوشاة ُ وقالوا عابداً وثنا
لا أشكرُ الدهرَ يهدي ظلَّ أنعمهِ
إلى ما لمْ يريني وجهكَ الحسنا
فاذكرْ أبا القاسمِِ الخاطي عبيدكَ في
تلكَ المساكنِ كمْ منْ خائفٍ أمنا
و صلْ بمرحمة ٍ عبدَ الرحيمِ ورشْ
منهُ الجناحَ فكمْ أوليتهُ مننا
مني عليكَ سلامُ اللهِ ما سجعتْ
ورقُ الحمى وثنى روحُ الصبا غصنا