تنبهوا يا رقودُ – الشاعر البرعي

تنبهوا يا رقودُ
إلى متى ذا الجمودُ
فهذه الدارُ جمعُ
تفنى ومابها يبيدُ
الخيرُ فيها قليلٌ
و الشرُّ فيها عتيدُ
و العمرُينقصُ فيها
وسيئاتيُتزيدُ
و كلما مرَّ يومٌ
منها فليسَ يعودُ
فاستكثروا الزادَ فيها
إنَّ الطريقَ بعيدُ
و لا تطيعوا نفوساً
شيطانهنَّمريدُ
يا منْ يريدُ خلودا
هيهاتَ منكَ الخلودُ
سلِ ابنَ آدمَ جدَّا
تعزى إليهِ الجدودُ
و أينَ شيثٌ ونوحٌ
و أينَ عادٌ وهودُ
و مدينٌو شعيبٌ
و صالحٌ وثمودٌ
و أينَ فرعونُمصرٍ
و تبعٌ والجنودُ
يا تائهاًفي المعاصي
عدْ واعتذرْ يا طريدُ
و جاهدِ النفسَ فيها
تمتْ وأنتَ شهيدٌ
منْ قبلِ تلقى بقبرٍ
يذرى عليكَ الصعيدُ
و العظمُ في التربُ يبلى
و يأكلُ اللحمَ دودُ
يا منْ تعدى حدودا
أما نهتكَ الحدودُ
لنا عليكمْ عهودُ
فأينَ تلكَ العهودُ
ذلوا ولوذوابعزي
يلقى المريدَ المريدُ
و استمطروا غيمَ بري
إنَّ الجوادَ يجودُ
و استعطفونيبعذرٍ
إنْ كانَ عذري يفيدُ
واخشوا عواقبَ مكرٍ
أبدي بهِ وأعيدُ
إنْ كانَ فضلي عظيما
فإنَّبطشي شديدٌ
أينَ الألى نازعوني
ملكي وهمْ لي عبيدُ
أنساهمُ الذكرَ عزٌّ
و عدة ٌو عديدُ
فالفالُ فيهمْ سعيدُ
و الطالعاتُسعودٌ
و المالُ يجبى إليهمْ
و العيشُ حلوٌ رغيدُ
ماتوا وضاقتْ عليهمْ
بعدَ القصورِ اللحودِ
و الملكُ ملكي ويبقى
وجهي ويفنى الوجودُ
ولي وللخلقُ يومٌ
يشيبُ منهُ الوليدُ
و يشملُ الناسَ وعدٌ
يرجى ويخشى وعيدُ
و الصحفُ تلقى إليهمْ
منهنَّ بيضٌ وسودُ
غداً ينادى المنادي
و همْ إليهِ وفودُ
كلُّ عليهِحفيظٌ
و سائقٌ وشهيدُ
و حولهُ عنْ يمينِ
و عنْ شمالٍقعيدُ
يا منكرَ البعثِ هذا
ما كنتَ منهُ تحيدُ
الحقُّ يقضى والاعضا
منهمْ عليهمْ شهودُ
و في جهنمَّ نارٌ
لها العصاة ُ وقودُ
إذا نضجتْ جلودٌ
بدَّلتَ فيها جلودُ
و الظلُّ فيها سمومٌ
و الحليُّ فيها حديدُ
و ذا طعامٌ ضريعُ
و ذا شرابٌ صديدٌ
يا واسعَاللطفِ يا منْ
هوَ الوليُّ الحميدُ
يا منْ لهُ في البرايا
عطفٌو برٌ وجودُ
قلْ حينَ يمحى شقائي
عبدَ الرحيمِ سعيدُ
اعطفْ عليهِ
بفضلٍ ورحمة ٍ يا ودودُ
وأبلغِ الكلَّ منا ياسيدي
ما يريدُ وصلِّ فضلاً على منْ
بذكرهِنستفيدُ محمدٍ
ما تلالا برقٌ وحنتْ رعودُ