تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ – الشاعر البرعي
تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ – الشاعر البرعي
تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ
و أحرقَ طولُ الهجرِ قلبي وأكبدي
و لما انتهى صبري وعزَّ تجلدي
سرى طيفُ ليلى واطمأنَّ بمرقدي
لتجديدِ عهدٍ لمْ يكنْ بمجددِ
فما بكَ ياطيفَ الخيالِ لكَ الهنا
و أسراكَ وهناًمنْ هناكَ إلى هنا
تذكرنيعهداًتقادم بيننا
فبتُّ بليلٍ طيبٍ مثمرِ الجنى
و أصبحتُ في يومٍ نغيصٍ منكد
لقدْ فرقَ الهجرانُ شملاً تجمعا
و هيجَّ أشجانَ النفوسِ وأوجعا
و فتتَ أكبادَ القلوبِ وقطعا
رعى اللهُ أيامَ الوصالِ ولا رعى
زماناً على الأحبابِ بالهجرِ معتدي
أما والهوى العذريِّ إنْ بعدوا فما
تغيرتُ عنْ حفظِ الودادِ وإنما
بليتُ بمنْ أنجدتُ وأتهما
يقولونَ لي سلواً وصبراً عنِ الحمى
و ما كان صبري عنْ أولاكَ بمسعدي
لعمركَ ضاقتْ بي الجهاتُ وأظلمتْ
و لمْ أدرِ عنْ ذاتِ اللمى أينَ يممتْ
و إني إذا ورقُ الحمامِ ترنمتٍ
ذكرتُ خياماً بالأباطحِ قسمتْ
فؤادي على أهلِ الطرافِ الممددِ
ترى تجمعُ الأيامُ بعدَ شتاتها
مطافلَ غزلانِ الحمىو حماتها
و تضربُ خدرُ الحسنِ في عرَصاتها
و في الخدرِ بنتُ العشرِ في لحظاتها
ملامحُ ترمى الصبَّ في كلِّ مصعدِ
بنفسي فتاة ٌ أغلقَ البينُ رهنها
يذكرني غصنَ الشبيبة ِ غصنها
و لمْ أدرِ ما أثنى عليها لأنها
كلؤلؤة ِ الغواصِ يجمعُ حسنها
زرودُ النقا تحتَ القنا المتأودِ
خليليَّ دعْ نفسي تموتُ بحزنها
ورددْأحاديثَ الفريقِ وثنها
و إنْ خطرتْ في الشعرِ ليلى فغنها
لقد فضلتْ كلَّ الحسانِ بحسنها
كما فضلَ الساداتُ يحيى بنُ أحمدَ
كريمُ السجايا ماجدٌ طيبُ الثنا
إذ سئلَ الإحسانَ جادَ فأحسنا
وإنْ لمْ تجدْ مزنُ الغمامة ِ أرضنا
فيحيى غمامُ الخيرِ يمطرُ بالغنى
و بالنعمة ِ الخضرا على كلِّ مجتدى
حسا الراحَ منْ خمرِ المكارمِ وانتشى
وشيدَّ بيتاً للعوارفِ مذْ نشا
يصرفهُ فعلُ المروءة ِ حيثُ شا
و منْ مثلُ يحيى وهوَ أفضلُ منْ مشى
على الأرضِ قطعاً منْ مغيرٍ ومنجدِ
فتى عمَّتِ الدنيا عواطفُ عطفهِ
و أمطرَ منْ فيها غمائمُ لطفهِ
و عطرَ أفقَ الأرضِ منْ عرفِ عرفهِ
و إنَّ عمادَ الدينِ في بطنِ كفهِ
فوائدُ بحرٍ بالمكارمِ مزبدِ
فللهِ منْ دينُ السماحة ِ دينهُ
يجودُ إذا ما القطرُ ضنَّ ضنينهُ
و يلقاكَ ملَّ العينِ طلقاً جبينهُ
تدرُّبأرزاقِ المفاة ِ يمينهُ
بفيضِ الأيادي البيضِ والكرمِ الندى
فيا ظامىء َ الآمالِ ليلكَ والسرى
وزرْ بحرَ جودٍ مخصبِ السوحِ مخضرا
أتظمأ وذا يحيى بنُ أحمدَ في الذرى
شريفٌ منيفٌ طالَ مجداً ومفخرا
بأحمدِ والسبطينِ خيرِ محتدِ
يسركَ إنْ أوما إلى الخطِّ كاتباً
و إنْ قرأ القرآنَ أبدى عجائبا
يغادرُ أكبادَ القلوبِ ذوائباً
و يصدعُ بالتبريزِ إنْ قامََ خاطباً
و ينسيكَ تطريبَ الحمامِ المغردِ
فتى جدهُ البدرُ الأمينُ المطهرُ
و أعلى معاليهِ البتولُ وحيدرُ
و ما هوَ إلا بالمحامدِ يذكرُ
أديبُ أريبٌ فيصلٌ متبحرٌ
فصبحُ صبيحٍ زندهُ غيرُ مصلدِ
قطعتُ حبالَ لفقرِ حينَ وصلتهُ
وأدركتُ منهُ كلًَّ شيءٍ أملتهُ
فللهِ منْ يعلو على الشعرِ نعتهُ
يلذُ مديحي فيهِ مهما مدحتهُ
و يسكرُ منْ غيرِ السلافة ِ منشدي
جمعتُ معاني المدحِ تاجاً لأجلهِ
ونظمتهُ عقداً يليقُ بمثلهِ
و أنزلتهُ في دارهِ ومحلهُ
و ما منْ يقولُ الشعرَ في غيرِ أهلهِ
كمادحِ قومٍ شرفوابمحمدِ
أمولايَ صنى عنْ زمانٍ تبدَّلاَ
و ضعضعني حملُ الذنوبِ وأثقلا
و لم ألقَ غوثاً أستغيثُ بهِ بلا
و صلتكَ يا فردَ المكارمِو العلى
لعلَّ يداً بيضاً تمدُّ بها يدي
جعلتُ القوافي نحوَ جودكَمنهجا
لعلى َ ألقى منْأذى الدهرِ مخرجا
و لي فيكَ يابدرُ الدجى أحسنُ الرجا
فأنتَ ثمالُ الخيرِ والخيرُ يرتجى
لديكَ ووجهُ الخيرِ وجهكَ سيدي
مدحتكَ يا ذا الفضلِ والمفخرِ السنى
بمنْ غيركمْ ألجأ إذا الضرُّ مسني
وهلْ يطلبُ الإحسانُ منْ غيرِ محسنٍ
فرشْ حسنَ ظني بالعوارفِ واكسني
واقضِ لباناتي وودعْ وزودِ
بحقكَ يا مولى على لهُ الولى
أجرني عذاباً رحمة ً وتفضلا
حنانيكَ يا منْ جودهُ ملأَ الولا
بقيتَ لأهلِ الأرضِ قصداً ومو ئلاَ
و بابكَ يا فردَ العلى غيرُ موصدِ
ومدتْ بكَ النعمى غمائمُ جودها
مظلة ً في غورها ونجودها
و مدتْ لأهلِ الفضلِ شمسُ سعودها
و لا زلتَ في الدنيا مناخَ وفودها
و غيمَ غناها المستفيضِ بمسجدِ