خاتمة بحث عن الخدمة الاجتماعية

خاتمة بحث عن الخدمة الاجتماعية

نشأة الخدمة الإجتماعية 

ابتداء من الإشارة إلى إن أولى البذور لمهنة الخدمة قد ظهرت عن طريق الرعاية الاجتماعية * ثم تطورت وأصبحت مهنة علمية وفنية في وجودها الأكاديمي وتطبيقاتها الميدانية في المجتمعات الغربية لما شهدته تلك المجتمعات من تغير وتطور ديناميكي انعكس على مجمل الأوضاع فيها. تم استخدام الخدمة الاجتماعية في مجالات متعددة مباشرة وغير مباشرة لتساعد المهن الأخرى في أداء وظيفتها بكفاءة عالية. لقد استخدمت الخدمة الاجتماعية في مختلف المؤسسات التي تشمل المهارات والمهنية وأسهمت تجارب الإنسان العديدة عبر السنين في تطور هذه المهنة ونضج طرائقها وتنوع أساليبها من خلال قيام الجماعات والمجالات الإنسانية والرعاية الصحية وعبر مراحل تاريخية متعددة حيث أن هذا التطور إشكالاً وصوراً تنوعت باختلاف التطور الذي تظهر فيه والمجتمعات التي مارسته. كما توفر الخدمة الاجتماعية على العلوم الاجتماعية الأخرى وما حققته من تقدم في تثبيت دعائمها العلمية والمهنيـة. وفي بداية نشأة الخدمة الاجتماعية كان هدفها تحسين المستوى المعاشي للمواطنين أقتصادياً وسياسياً دون تحقيق مكاسب أو أهداف شخصية للقضاء بها أو أشباع رغباتهم وميولهم بل تركز على العمل لخدمة الصالح العام. “حيث ركزت الخدمة الاجتماعية في البلدان النامية على الأهداف التنموية بالدرجة الأولى بينما أعطت الدرجة الثانية للأهداف الوقائية ، وأهداف العلاجية في الدرجة الثالثة معتمدة في ذلك على الأسس العلمية في التخطيط والتنفيذ “(1). وما دامت الخدمة الخدمة الاجتماعية كمهنة أنسانية قد حددت أهدافها السياسية على أساس التدخل الوقائي العلاجي الأنمائي لتحسين الآداء الأجتماعي للأنسان والأحداث بــــه إلى أفضل مستوى لتكيف وتحسين ظروف الحياة ، “فأنه يصبح هذه المهنة دورُ بالغ الأهمية في الأسهام في أعداد أبناء المجتمع والتخطيط لبرامج رعاية الشباب ، بما يتناسب مع ظروف المجتمع وأهدافه وأمكاناته “(2). أن التطور الذي حصل للخدمة الاجتماعية كان نتيجة تطور العلوم الاجتماعية حيث أصبحت وفليا لها فلسفتها ومبادئها وطرقها الخاصة بها ، “وتقدم الخدمة الاجتماعية مهنة علمية قابلة للتغيروالتطوير والتوطين حسب المراحل الانتقالية التي تمر بها المجتمعات. عمن تقدم لهم الخدمة ثم مهارات متخصصة للعاملين مع هؤلاء ” 

ما هي الخدمة الإجتماعية 

الخدمة الاجتماعية هي تقديم الخدمات لمساعدة الأفراد أما بمفردهم أو ضمن الجماعة لكي يستطيعوا أن يتكيفوا مع الصعوبات الاجتماعية والنفسية في الوقت الحاضرأو بالمستقبل والتي تقف أمام مساهمتهم بمجهود ودور فعال في المجتمع. وتكون “هذه الخدمة محددة من قبل المؤسسة التي تقوم بها من ناحية والأخصائي الاجتماعي من ناحية أخرى من حيث مقدرته التي يقوم بها من أجل تنمية قدرات الأفراد وخلق الظروف الملائمة” (9). يمكنك استخدام الخدمة الاجتماعية على مساعدة الأفراد والجماعات وحل المشكلات التي تحيط بهم ومساعدتهم على التكيف ضمن المحيط الاجتماعي من اجل أداء وظائفهم في المجتمع على اكمل وجه وتؤمن لهم الحاجات التي لها لها اثر في حياتهم.
الخدمة الاجتماعية كمهنة
تعتمد مهنة الخدمة الاجتماعية على معلومات أو معارف علمية عند تقديم الخدمة للمحتاجين فضلا عن المهارات المتخصصة للعاملين مع هؤلاء الأشخاص التي تعتمد تلك المهارات على أساليب ومبادىء الخدمة الاجتماعية. لذلك يتعين على كليات ومعاهد لا تعد المتخصصين في الخدمة الاجتماعية أعدادا علمياً وكذلكً للعمل في مجالات الخدمة الاجتماعية ، وهذه المهنة تحتاج إلى مقدرة كبيرة بمعرفـة سلوك ودوافع المحتاجين للخدمة وكذلك تحتاج إلى اكتساب المهارات الفنية الدقيقة للعمل الأجتماعي.
وعلى الرغم من أن هذه المهنة قد نشأت حين بدأ الناس يشعرون بغيرهم فأن ​​”ملامح التطور برزت بشكل واضح كمهنة في القرن العشرين حيث اتسعت أدوارها لتضم شرائح من المحتاجين من خلال ما تقدمه لهم من مساعدات في مجالات الأحسان ومساعدة الفقراء والمؤسسات الجمعيات الخيرية” (10) . وعرفت الخدمة الاجتماعية كمهنة من خلال ما تؤديه من وظائف وما تقدمه من مساعدات كما والجماعات لكي تكونوا من تحقيق رغباتهم وانسجامهم مع غيرهم عبر إقامة علاقات وثيقة ومرضية في إطار التفاعل اليومي .ويرى البعض آن “مهنة الخدمة الاجتماعية تشترك في تقديم النشاط الترويحي والثافي الذي له آثره في رفع مستوى المعيشة ومستوى الحياة العامة لجميع أفراد المجتمع وخاصة ما كان منها متصلا للقيام بالمساكن وتحسين الصحة وتربية النشء والخدمات والتسهيلات الاجتماعية المختلفة لكل أفراد المجتمع “(11). تطورت مهنة الخدمة الاجتماعية بطرقها الفنية وفروعها المختلفة (فن خدمة الفرد ، فن خدمة الجماعة ، فن تنظيم المجتمع ، البحث الأجتماعي ، الأدارة ..إلخ) ، عبر مراحل متعددة ، كان فن خدمة الفرد أقدم تلك الفروع ، أذونات بدأت مكانته في التدريب المهني وأصبح له دور مهم في عمليات النهوض والتطور آنذاك ، وتقدم هذه المهنة خدمات متعددة ومتنوعة أتسعت لتشمل في مراحلها الأخيرة فن خدمة الجماعة ، في العيادات السينية والطبية ومؤسسات رعاية الأسرة أو فن خدمة الفرد في مؤسسات خدمة الجماعة ، وكذلك عن الخدمات الأولية التي تقدمها الخدمة الاجتماعية للعائلة ، للطفولة ، الخدم الاجتماعية الطبية المدرسية ، والخدمة الاجتماعية للشواذ والمنحرفين … إلخ) ويتم تقديم تلك الخدمات من خلال التعاون الذي يتم بين الخدمة الاجتماعية وغيرها من المهن قصد النهوض بالإنسان ومجتمعه فمثلا في الجانب المدرسي تعمل الخدمة الاجتماعية على معاونة الطالب وتمكينه من مواجهة ما يتعثر فيه بسبب احتياجات مادية واجتماعية وكذلك تعمل على إكسابه الخبرات والمهارات التي تساعد على أن يصبح مواطنا اجتماعيا صالحا يتكيف مع محيطه المدرسي. وكذلك تعمل في المصنع على تهيئة الجو المناسب لكي يصبح العامل عضوا نافعا في مجتمعه النقابي والمصنعي. “و تعتمد الخدمة الاجتماعية في أداء وظيفتها على المهن الأخرى في بعض علومها وأساليبها ووسائلها فهي تستفيد من أبحاث علم النفس في التعرف على طبيعة التكوين والسلوك الإنساني ودوافعه ، وتستفيد من علم الاجتماع في أدراك المظاهر والمشكلات الاجتماعية فتعالجها. كما تعتمد على الصحة في دراسة الأمراض والخدمات الصحية التي تقيمها بالاحتياجات الاجتماعية

مجالات الخدمة الإجتماعية 

تقدم الخدمات الاجتماعية لأفراد المجتمع من هيئات حكومية وأخرى أهلية.فالخدمات الاجتماعية التي تقدم “الهيئات الحكومية تكون بصورة مباشرة مقدمة من المهام والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم ورعاية الشباب والعدل وفي السجون والجيش والمحاكم ولجميع أبناء المجتمع بدون تفريق بينهم كلُ حسب احتياجاته ، أماكن الأهلية الأهلية فتقوم بتقديم الخدمات الاجتماعية ضمن منطقة معينة أو محافظة معينة أو على مستوى الدولة والمنظمات التي قد تكون ذات صفة دينية وبعضها يخدم افراد طائفة أو شريحة معينة أو افراد مهنة معينة “(20). اما من ناحية التمويل فأن الهيئات الحكومية تعتمد على ميزانية الدولة ، إما أن تكون أهلية فلها طرق عدة في التمويل الأجتماعي فمنها ما يعتمد علــى الاعانات الحكومية فيما يعتمد على الهبات والتبرعات الأهلية والمتطوعين من افراد الشعب وهناك “تمويل آخر يعتمد على تراخيص جمع المال من جهات مختلفة في الحفلات السينمائية والمسرحية والرياضية واليانصيب والطوابع وصناديق جمع المال “(21). وتعتمد الخدمات الاجتماعية المقدمة سواء كانت في مؤسسات حكومية أو أهلية من مساعدة العائلات و الأطفال والشباب والشيوخ في جميع المؤسسات الاجتماعية سواء كانت في مجال خدمة الفرد أو فن خدمة الجماعة أو فن تنسيق المجتمع وتنظيمه وكذلك للإدارة لأهميتها في كل مؤسسة مهما صغرت سواء كانت في الحي او الإقليم او على مستوى الدولة ، دون الاهتمام بكونها أهلية أو حكومية. فالخدمة الاجتماعية عموماً تقدم خدماتها في مجالات عديدة منها: –
1- على مستوى الأفراد
حيث تعمل على تكيف الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه سواء كان بمفرده أو في ميدان العمل أو العائلة أو الأصدقاء أو البيئة التي يعيش فيها. ويعبر سيد آبو بكر وزملاؤه عن هذا المجال بالقول آن “الأخصائي الاجتماعي عندما يتعامل مع فرد يستخدم معه طريقة خدمة وخدمة الجماعة وتنظيمه بالنسبة له عندما يتعامل مع جماعة ومع مجتمع فهو يستعين بالطرق الأخرى في نفس الوقت” (22).