ضربت سعاد خيامها بِفؤادي – الشاعر البرعي
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي – الشاعر البرعي
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي
من قَبل سفك دَمي بسفح الوادي
وَغدت تجرعني الهموم فمن لي
قصمت عراه شماتة الحساد
وَكأَنَّني وَكأَنَّها متودد
متلطف لظويلم متمادي
لعب الفراق بها وَبي فَلَها وَلي
خبر كوى كبدي بغير زناد
وتوعرت طرق التَواصل بَينَنا
فغدوت نضو صبابة وَبعاد
ما كان حجة من أَقام بِمَكَّة
أَن لا يحدثني حَديث سعاد
بعثت إِلي من الحجاز خَيالها
شتان بين بلادها وَبلادي
يا هذه عودتني أَلم الضنا
وأَراكَ لست أَراك في العواد
وَبأى آونة أَزورك بَعدَما
حملت هجرك أَضعف الاجساد
فجق حقك ان ملكت فأسحجي
شيم الكِرام وان أَسرت فَفادى
فَقف المطيّ وَلَو كلمحة ناظر
بربا المحصب أَو مني يا حادي
وأعد حَديثك عَن أباطح مكة
وَعن الفَريق أَرائح أَم غادي
وَمسرة للناظرين بدت لَنا
ما بين سوق سويقة وَجياد
قنصت عقول أَولى النهي بحبائل
الصبوات لا بِحَبائل الصياد
وَمحاسن طلعت طَلائعهن عَن
حلل الكمال لحاضر وَلبادي
عكفت بساحتها الرفاق وانما
عكفوا عَلى كبد من الاكباد
هطل الغمام عَلى الحطيم وَزَمزَم
وَعَلى بقاع بالنقا وَوهاد
وَسَرى النَسيم بطيب نسمة طيبة
فنشقت نفحة عنبر وَجساد
بلد سمت أَوطانه وَتشرفت
بمحمد قمر الكمال الهادي
فمر محادين الضَلالة بالهدى
وأذل أَهل البَغي والالحاد
قمر أَضاء النور لَيلة وَضعه
من مكة لدمشق أَو بغداد
قمر حمى الدين الحَنيف بسيفه
شرفا وأحرز سبق كل جهاد
قمر أَباد المشركين بسادة
فاقَت عزائمهم عَلى الآساد
قمر سقى الجَيش العَظيم بكفه
نهرا أَزالَ غَليل كل فؤاد
هُوَ أَشرَف العربين مجدا باذخا
وأحق من يَعلو عَلى الامجاد
هُوَ شمس عبد مناف العلياعات
مضر بجديه عَلى الانجاد
هُوَ جاوز السبع السَموات العلى
وَالعرش فيما صح من اسناد
هُوَ في الجَلالة قال سيده له
سل ما تحب فأَنتَ خير عبادي
هُوَ خير من كمل الاناس به من ال
أَبناء والآباء والاجداد
هُوَ سيد الكَونين وَالثقلين لا
شمه له في الغور والانحاد
هُوَ أَكرَم الكُرماء ان عصفت به
ريح السماح وأجود الاجواد
هُوَ ذخرتي هو موئلى وَمأملي
هُوَ عمدتي هو عدتي وَعتادي
هُوَ أَحمَد الهادي المجاهد والَّذي
يروى بكوثره الغَليل الصادي
هُوَ تحت ساق العرش يسجد شافِعا
في الخلق ان حشروا الى الميعاد
هُوَ مَن يَلوذ غدا بظل لوائه
كل الوَرى وَالرسل والاشهاد
هُو عمدة الامم الَّتي لَو لَم يَكُن
فيها لقد كانَت بغير عماد
هُو هازم الاقران في فتكاته
وَمدمر العشرات بالآحاد
ما ان رجوت به الهدى لِضَلالَتي
الا لقيت بها صلاح فَسادى
مَولاي خد بيدي وأقض حَوائجي
واعطف عَليّ ولبّ حين أُنادي
واقبل خويدمك المعلم انه
فلس من التَقوى قَليل الزاد
حملت ذي النفس الضَعيفة ثقلها
وَشغلت بين أصادق وأعادي
في الخيمة انقصمت عراي لزلتي
وَالنار للعاصين بالمرصاد
وَعَريض جاهك يا محمد عصمتي
وَكِفايَتي وَهدايَتي وَرَشادي
فاشدد عرا عَبد الرَحيم برحمة
يَلقى بِها في الحشر خير مهاد
واجعل يديك حمى له وَلاهله
وَالصحب والآباء والاولاد
فَلأنت أَمنع من لجأت اليه في
دار اقامَتي وَمَعادي
واعطف عَليّ بنفحة نبوية
لا نال غاية مطلبي وَمُرادي
وَمكارم موصولة بمكارم
وَلطائف وَعَواطِف وَأَيادي
واسمع جواهر أَحرف عربية
زفت اليك فَصيحة الانشاد
وانهض بقائلها وَصاحبه فقد
خصاك اذ صدا عَن الوراد
فَتَراهما وفدا عليك ليحظيا
يا سَيدي بِكَرامة الوفاد
وَتول كاتبها الضَعيف وكن له
يد نصرة من شر كل عناد
وعليك صَلى اللَه يا علم الهدى
ما ارفضَّ في الاقطار صوب عهاد
وَعلى صحابتك الكرام الزهر ما
نادىّ بحي عَلى الصَلاة منادى