شرح سورة العاديات
شرح سورة العاديات، سورة العاديات هي سورة مكية في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي سورة نزلت في عبد الله بن عباس عندما بعث رسول الله خيلاً ولبس شهراً لا يأتيه من خبر فنزلت سورة العاديات، وسميت بهذا الاسم نسبة لأول آية نزلت منها وهي أقسم الله تعالى بالعاديات من العدو والجر السريع.
شرح سورة العاديات
إليكم الشرح المفصل لسورة العاديات وهو كالتالي//
- أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق.
- وأقسم [تعالى] بها في الحال التي لا يشاركها [فيه] غيرها من أنواع الحيوانات، فقال: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} أي: العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد العدو.
- {فَالْمُورِيَاتِ} بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار {قَدْحًا} أي: تقدح النار من صلابة حوافرهن [وقوتهن] إذا عدون، {فَالْمُغِيرَاتِ} على الأعداء {صُبْحًا} وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا، {فَأَثَرْنَ بِهِ} أي: بعدوهن وغارتهن {نَقْعًا} أي: غبارًا، {فَوَسَطْنَ بِهِ} أي: براكبهن {جَمْعًا} أي: توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم.
- والمقسم عليه، قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} أي: لمنوع للخير الذي عليه لربه.
- فطبيعة [الإنسان] وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق، {وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} أي: إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد.
- {وَإِنَّهُ} أي: الإنسان {حُبِّ الْخَيْرِ} أي: المال {لشَدِيدُ} أي: كثير الحب للمال.
- وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد: