موقف الملائكة يوم القيامة ممن عبددهم أنهم
موقف الملائكة يوم القيامة ممن عبددهم أنهم
موقف الملائكة يوم القيامة ممن عبددهم أنهم يتبرأون منهم .
موقف الملائكة يوم القيامة ممن عبددهم أنهم يتبرأون منهم لأنهم لم يكونوا راضين عن هذه العبادة، فالله سبحانه وتعالى يسأل الملائكة عن هؤلاء الكفار فيقول لهم: {ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون}، يسألهم مستنكرًا ما كان يفعله هؤلاء الكفار وهل هم كانوا راضين عن هذا، كما أن السؤال في مجمله يعتبر حجة على الكفار.
الله سبحانه وتعالى يوبخ الكفار، ويذكر لهم ما كانوا يصنعونه، بالإضافة إلى أنه يضيف الحجة الظاهرة عليهم، فترد الملائكة على هذا وتقول: {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}، فالملائكة ليس بيدها شيء لأن الكفار هم من عبدوهم، ولكن الملائكة تستنكر أيضًا ولا ترضى بهذا أبدًا، فالملائكة هم عباد الله الذين يعبدونه دائمًا ولا يعصونه ويفعلون ما يأمرهم به.
حقيقة العبادة لم تكن للملائكة من الأساس، بل كانوا يعبدون الجن ويسمونهم ويتخذونهم آلهة ولكنهم كانوا يزعمون أن الجن هم الملائكة، ويقولون عنهم أنهم بنات الله، ومن أشهر قبائل العرب التي كانت تعبد الجن ويزعمون هذا الزعم الخاطئ هم قبيلة خزاعة.
كانوا يدعون أنهم يعبدون الجن والجن يظهر لهم، ويدعون أن الجن هم الملائكة وأنهم بنات الله، فالكافر لا يستحي أبدًّا بل يمكنه أن يدعي ادعاءات خاطئة كثيرة حتى لو كانت افتراءات كاذبة على الله، لذلك جزاء الكافر يوم القيامة شديد فهو مخلد في النار.[1]
هل يرى الملائكة الله عز وجل
الملائكة لا يرون الله تعالى في الدنيا.
من الأسئلة التي تتكرر كثيرًا عن الملائكة هل الملائكة يرون الله عز وجل؟، والوارد في هذا أن الملائكة لا يستطيعون رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى محتجب عن جميع خلقه بما فيهم الملائكة.
الله سبحانه وتعالى يحتجب عن خلقه بحجاب من نور لو كشف هذا الحجاب لأحرق النور الذي يخرج من وجهه أي شخص من خلقه وأي شيء على مد بصره، وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى عظيم لا يوجد في عظمته شيء، فتخيل أن النور الذي يخرج من وجهه من الممكن أن يحرق كل شيء في هذه الدنيا، فيمكننا تخيل قدرته في خلق كل شيء حتى الملائكة.
في الجنة، سيرزق الله المؤمنين الذين دخلوا الجنة بسبب عبادتهم وأعمالهم الصالحة في الدنيا رؤية وجهه الكريم، وكذلك الملائكة فالملائكة في الآخرة سيرون وجه الله وهذا هو الراجح عند العلماء، لأن الملائكة من مخلوقات الله أيضًا.
قال الخادمي: “أن الأرجح أنهم يرون الله تعالى”، وهذا من أعظم نعم الله على عباده يوم القيامة، رغم أنه في الجنة سيتحقق لكل مؤمن ما يتمناه، إلا أن أعظم شيء يمكن أن يتحقق لكل مؤمن وللملائكة رؤية الله سبحانه وتعالى، الخالق المدبر لكل شيء.[2]
هل تموت الملائكة قبل يوم القيامة
نعم، الملائكة تموت في الدنيا.
الملائكة يموتون في الدنيا قبل يوم القيامة، فكل شيء حي سيموت، حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة القصص:{كل شيء هالك إلا وجهه}، أي أن كل شيء سيهلك قبل الحساب وقبل أن يقوم الناس من قبورهم حتى يحاسبهم الله على أعمالهم في الدنيا.
قال المناوي في هذا الأمر:”وأما الملائكة فيموتون بالنص والإجماع، ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت، ويموت ملك الموت دون ملك الموت”، ولكن الطريقة والوقت الذي سيموتون فيه غير معروف لأنه من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، وطالما لم ينزل فيه نصوص صريحة في القرآن والسنة فلا يجب أن نتأول ونفسر الأمر.
قال بعض العلماء بأن الملائكة لا يستبعد أن يعانوا من سكرات الموت مثل البشر تمامًا وهذا استنادًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات”، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم عانى من سكرات الموت قبل موته، ولكن سكرات الموت للملائكة ليست مؤكدة ولا يجب أن نشغل أنفسنا بها بل يجب أن نتذكر الموت دائمًا حتى نعلم أنه هو المصير المعروف لكل شخص في هذه الحياة.[3]
هل تحاسب الملائكة يوم القيامة
لا، الملائكة لن تحاسب يوم القيامة.
الله سبحانه وتعالى خلق الملائكة بقدرته وعظمته وطهرهم من الرذائل والشرور، لذلك هم يعيشون فقط لعبادة الله والامتثال لأوامره، فقد خلقهم الله سبحانه وتعالى وجعلهم من عبيده، وخصهم بالكثير من الفضائل التي لا يمكن أن نراها في بشر فصاروا تحت رحمته وأصبحوا خاضعين ممتثلين لأوامره، لذلك الملائكة لا يحاسبون مثل البشر يوم القيامة لأنهم ليسوا من أهل التكليف حيث أنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
الملائكة يوم القيامة تختلف الوظائف التي يقومون بها بحسب الخضوع لله والانقياد لأوامره، لذلك سنجد يوم القيامة الملائكة في مهمات مختلفة، فمنهم من هم حول العرش يسبحون بحمد ربهم، ومنهم من يقومون بالتسليم على المؤمنين الذين دخلوا الجنة، ومنهم من سيقتادون الكفار إلى النار، فرغم أن الملائكة موحدون ومنازلهم الجنة، إلا أن أصحاب النار أيضًا ملائكة حيث قال الله تعالى: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة}.[4]
هل الملائكة ستسأل يوم القيامة
ليس هناك خبر واضح في هذا الأمر.
الملائكة من خلق الله، خلقهم الله سبحانه وتعالى ليطيعوه فقط ويحيبوا أوامره، فكانوا خير عباد له حيث أنهم لا يعصون الله أبدًا ويفعلون ما يأمرهم به، لذلك الملائكة لن يحاسبوا يوم القيامة لأنهم في الأصل غير مكلفين، ولكن اختلف العلماء في أمر السؤال، فنحن البشر مكلفون بأداء العبادات والفروض والتي إذا قصرنا فيها سنحاسب حسابًا عسيرًا، لذلك يوم القيامة سنقف أمام الله ويسألنا عن أعمارنا وكتابنا وأعمالنا والذي ارتكبناه في الدنيا من ذنوب، أما الملائكة فلا ندري هل سيسألهم الله عن أعمالهم أم لا.
من العلماء من قالوا أن الملائكة لن يسألوا لأنهم مطهرون من الذنوب، يقومون بالأعمال التي يأمرهم بها الله سبحانه وتعالى، حتى أنهم يوم القيامة سيقومون بوظائف مختلفة، ولكن هناك علماء أُخر قالوا بأنهم سيسألون.
الملائكة بالنسبة لبعض العلماء سيسألون ولكن ليس بنفس كيفية سؤال الله للبشر والتي تشمل السؤال عن الأعمال والذنوب، ولكن عن الرسالات التي أرسلها الله إلى أنبيائه وهل بلغوها أم لا، وذلك استنادًا للآية: {فلنسألن الذين أرسلوا إليهم ولنسألن المرسلين}، الذين أرسلوا إليهم هم الأنبياء، والمرسلين هم الملائكة.[5]
هل الملائكة يدخلون النار
الملائكة لا يدخلون النار.
الملائكة منزهون ومطهرون عن الأخطاء لأن الله خلقهم لعبادته وطاعته فقط، فطهرهم ونقاهم من الذنوب، لذلك لا يمكن للملائكة ارتكاب الذنوب من الأساس لذلك لا يحاسبون أصلًا، فمقاييس الأشياء بالنسبة للبشر تختلف عن الملائكة.
البشر يحاسبون حتى يقرر الله سبحانه وتعالى مصيرهم سواء في الجنة أو في النار، ولكن الملائكة لم يذنبوا لذلك هم في الجنة، ولا يدخلون النار أبدًا، ويجب ذكر هنا أن الملائكة هم الذين سيسوقون الكفار إلى النار لأن أصحاب النار أيضًا من الملائكة، فلا يمكن أن نقول أن أصحاب النار يدخلون النار.[4]