اخر سورة البقرة .. فضلها .. فوائدها
اخر سورة البقرة مكتوبة بخط كبير
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ – لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
فضل اخر سورة البقرة
ورد في فضل سورة البقرة الكثير من الأحاديث أنها تطرد الشياطين ويجعلها الله سبب في الشفاء، خاصة آخر آيتين في سورة البقرة فقد ورد فيهما أحاديث كثيرة في فضلهما، ولكن قبل ذكر الأحاديث سوف نذكر لماذا نزلت خواتيم سورة البقرة أو المناسبة التي نزلت بها خواتيم سورة البقرة.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لما نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاء) فاشتد ذلك على الصحابة وذهبوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والصدقة والجهاد، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، قال رسول الله: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: “سمعنا وعصينا؟” بل قولوا: “سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”.
فقالوا: “سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” فلما اقتراها القوم وذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في إثرها: “ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه …… وإليك المصير”، فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل: “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت…..”
وقد ورد في سورة البقرة عدة أحاديث تدل على فضلها وفضل آخر ايتين بها فعن عُقْبة بن عمرٍو رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: “مَن قرَأ بالآيتَينِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ كفَتاه”
ومعنى كفتاه: قال فيها النووي أي كفتاه من قيام الليل أو كفتاه من الشيطان أي: كفت عنه الشيطان، أو كفتاه من الجميع.
وفي فضل خواتيم سورة البقرة أنها لم تعط لنبي قط قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لقوله: “أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي” حديث صحيح.
أن خواتيم سورة البقرة لما نزلت فتح باب من السماء، فنزل منه ملك إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: “أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته”.
ففضل خواتيم سورة البقرة عظيم من أنهما يكفيك في ليلتك من الشيطان وتحفظك منه وقد تكفيك من قيام الليل أي تكون كمن أداها، ولن تقرأ بحرف منها إلا أعطاهم لك الله -سبحانه وتعالى-. [1]
فوائد اخر سورة البقرة
تحتوي آخر آيات سورة البقرة على فوائد جمة وكثيرة يمكننا الوقوف عليها وتدبرها للعمل بها كما في قوله تعالى: (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) وهنا نتعلم أن نسأل الله العافية وأن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به وما لا نقدر عليه.
كما نتعلم من سورة خواتيم سورة البقرة أن نسأل الله العفو لأن كل إنسان مقصر ومذنب فنسأل الله أن يعفوا عنا وعن تقصيرنا لقوله تعالى: (واعف عنا)، كما أننا نتعلم أن نسأل الله المغفرة لذنوبا لقوله تعالى: (واغفر لنا) لإن الإنسان غير معصوم فهو يذنب وإن لم يغفر الله له فقد هلك بسبب ذنوبه.
دعاء الله سبحانه وتعالى وطلب المعونة منه كما في قوله تعالى: (أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين). [2]
هل يستجاب الدعاء بعد قراءة سورة البقرة
لم يرد نص صريح بهذا ولكن الحديث في صحيح مسلم: “اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة”.
ومعنى فإن أخذها بركة، أخذها أي تلاوتها والمواظبة على تلاوتها وتدبر معانيها والعمل بما فيها فهو بركة عليك أي منفعة عظيمة لك في تلاوتك لسورة البقرة وتدبرها.
كما أن من فضل سورة البقرة هو فرار الشيطان من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، وتأتي سورة البقرة وآل عمران يوم القيامة كغمامة تحاجان عن صاحبهما.
ولكن إن كان العبد يقرأ سورة البقرة لأجل استجابة دعائه الي يحتوي على غرض دنيوي فقط دون النظر للآخرة أو التقرب إلى الله بقرائتها فهي نية فاسدة وعمل يراد به الدنيا وزينتها ومتاعها وشهواتها، ودل على ذلك قول النبي: “فمن عمل عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب”. [3]