تمكن المسلمون من استخدام المعادن ولاسيما النحاس والبرونز والفضة
تمكن المسلمون من استخدام المعادن ولاسيما النحاس والبرونز والفضة
نعم تمكن المسلمون من استخدام المعادن ولاسيما النحاس والبرونز والفضة
النحاس: استخدم المسلمين النحاس في الصناعات اليدوية والمشغولات الحرفية، فقد صنع من النحاس الكثير من الأواني الزخرفية والصولجانات والأباريق والمباخر، كما استخدموه في اللوحات الفنية وتحلية المنتجات الفنية والصناعية، إضافة إلى استخدامها بصنع الأسلحة.
البرونز: كانوا يصكوها كنقود لتسهل عليهم عمليات التجارة وتبادل البضائع، كما صنعوا أنصال السيوف والخناجر من هذه المعادن، كما أدخلوها في صناعة الأسلحة، والأواني الزخرفية وأغراض الملوك وغيرها، كما استخدموه في تعشيق الأواني والزخرفة عليها.
الفضة: استخدامات الفضة شبيهة جداً لاستخدامات النحاس على حدٍ سواء، وكانت أبرز استخداماته في تكفيت النحاس وتعشيقه والرسم عليه، وأكثر الكتابات التي كانت منتشرة بالفضة بالخط الكوفي، فتمت زخرفة الأواني النحاسية بهذا الخط. [1]
ما المقصود ب التعدين
التعدين هي عملية استخراج المعادن أو المواد البيولوجية القيمة من باطن الأرض، أو من التربة، أو من الصخور، وغيرها.
تم اكتشاف حرفة التعدين من زمن بعيد، يتم استخراجها من باطن الأرض أجسام خامة، وقد تشمل عملية التعدين استخراج مجموعة من المواد، وهذه المواد هي: اليورانيوم والموليدنم، والنحاس والملح الصخري والفلزات الثمينة والصفيح والفوسفات والمكنسيت والبوكسيت، والمعادن والأحجار الثمينة مثل: الفضة والنحاس والألماس، والكثير من المواد غيرها.
التعدين بمعنى أعم عبارة عن استخراج كل ما له قيمة مادية أو خدمية موجود من باطن الأرض، أو في تركيب التربة أو من الصخور، من خلال عملية يطلق عليها اسم عملية التنقيب، أو انتقاء العناصر الهامة الموجودة داخلها، أي مادة يمكن أن يتم تنميتها وجعلها كثروة بعمليات الزراعة نحو: الأسمدة، وفي الصناعة نحو: النفط والفحم وغيرها من المواد.
التعدين في الحضارة الإسلامية
برزت مهنة التعدين في الحضارة الإسلامية، حيث حث الإسلام على الضرب بالأرض لاستخراج الإنسان لكافة الوسائل، وهذا كان بهدف إعمار الأرض، وبناء ثروة اقتصادية وسياسية وعسكرية للدولة الإسلامية، فكانوا يصنعون من المعادن سابقاً الأدوات التي تساعدهم على الحصول على قوت الحياة، والدفاع عن النفس، فصنعوا أدوات الحرب.
علاوةً على ذلك صكوا العمل النقدية للتجارة، وصنعوا أدوات الصيد لمساعدتهم في الحصول على الغذاء، واستخدموا في التعدين الوسائل الحرفية المتبعة قديماً، وأضافوا إليها استكشافاتهم ونتاجهم الفكري في هذا المجال ليحققوا أعلى فائدة ممكنة، وكان هذا التقدم أساس الحضارة عند المسلمين. [2]
علماء التعدين في الحضارة الإسلامية
- أبو الريحان البيروني.
- ابن سينا.
- زكريا بن محمد بن محمود القزويني.
- إبراهيم النظام
- الإدريسي أو القرطبي أو الصقلي.
- الحسن الهمداني.
عني العلماء المُسلمين في اكتشاف خبايا الأرض، واستخراجها، ودراستها، وبيان خصائصها، وقد برع لكثير من العلماء المسلمين في مجال التعدين، وأبرز العلماء الذين ذكر اسمهم في هذا المجال هم:
أبو الريحان البيروني: كان باحث ومترجم وفيلسوف وفلكي ورياضي ومؤرخ وصيدلاني وجغرافي مشهور، يعتبر الجيولوجي الأول، ليس فقط في الحضارة الإسلامية، بل في العالم بأكمله، وهذا لما أضافه من قوانين رسخت هذا العلم للعالم بأسره واستفاد منه كل من خلفه.
ابن سينا: أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا من أشهر العلماء المسلمين، له دراسات عدة في التعدين.
زكريا بن محمد بن محمود القزويني: مؤرخ، ورياضياتي، وعالم حيوانات، وجغرافي، وعالم طبيعة، وقاضي، له مؤلفات كثيرة بهذا المجال.
إبراهيم النظام: من أعظم أعلام المعتزلة، عرف بأدبه وحبة وولعه بالعلوم المتعددة، وقد برع في التعدين أيضًا.
الإدريسي أو القرطبي أو الصقلي: رسّام الخرائط، وعام جغرافيا، ومصريات، ومؤرخ، ورحالة، وكاتب، وعالم نبات، له مؤلفات صغيرة مقارنة بمؤلفات نظائره من علماء المسلمين في علم التعدين.
الحسن الهمداني: له العديد من الكتب والمؤلفات بشتى مجالات الحياة، بما في ذلك التعدين.
لقد تحدث العلماء المذكور اسمهم آنفاً عن العناصر والفلزَّات، وأماكن وجودها على الأرض، وآلية استخراجها، كما ذكروا فوائد كل منها، وطرق تعدينها وتحويلها لأغراض مهمة، والشوائب التي قد تلتصق بها ليشملوا كافة جوانب هذا الموضوع.
أهم كتب التعدين في الحضارة الإسلامية
- كتاب الجماهر في معرفة الجواهر.
- كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء (الذهب والفضة).
ألف العلماء المسلمين كُتباً جمة عن المعادن وعملية التعدين أثناء الحضارة الإسلامية، ومن أبرز كتب التعدين في الحضارة الإسلامية ما يلي:
كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء (الذهب والفضة): للعالم الحسن بن أحمد الهمداني.
كتاب الجماهر في معرفة الجواهر: للعالم أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني.
هناك لعديد من الكتب والمؤلفات الأخرى للعلماء المسلمين والتي ذكر فيها المعادن وحرفة التعدين، ولكن هذه الكتب ليست كتب مختصة بهذه الحرفة، إلا أنها كانت تشمل العديد من الجوانب العلمية نحو الجغرافيا والفيزياء والفلسفة وغيرها من العلوم.
من أمثلة منجزات الحضارة الاسلامية في التعدين
أبرز الأمثلة الحية على الإنجازات الحضارية للمسلمين في حرفة التعدين ما ذكره العالم الهمداني في كتابه كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء (الذهب والفضة)، حيث قال عند الذهب:
“من طباع التِّبْرِ إذا سُبِكَ من غير تعريق أن تيبس سبائكه تحت المطرقة؛ فتُفلق وتُفصد لبقايا يُبس المعدن وغِلَظِه؛ فيُعرَّق ليلين ويتلطَّف، والتعريق هو طبخ يسير”.
وذكر الفضة في كتابه نفسه بقوله:
“دليلها الكحل الإثمد، فحيثما وجد علم أنه بخار الفضة وأن الجوهر تحته، فحُفِرَ عليه واستُخرج، ثم كُسِرَ على هيئة الزبيب الكبار، وما كان من دِقِّهِ ومن شَذْرِه لُتَّ بالماء مع شيء من الطين الأصفر”.
كما أن في دمشق اشتهرت مهنة التعدين، ومن أبرز المعادن التي اشتهرت آنذاك الفولاذ الدمشقي: وقد تم تصنيفه على أنه أقوى أنواع الفولاذ المنشر في العالم، وقد عني الأوربيين في دراسة هذا الفولاذ، والحديث عن أهميته في الصناعات الحديثة.
ما هي استخدامات المعادن في الحضارة الإسلامية
- صناعة أدوات الصيد.
- صناعة الأدوات الحربية.
- صك النقود.
- الحصول على مواد للتدفئة.
- تنشيط الزراعة.
تعددت استخدامات المسلمين للمعادن في كافة مجالات الحياة، ولعل أبرز المجالات التي برز فيها استخدام المعادن ما يلي:
- صناعة أدوات الصيد: حيث استخرج المسلمين المعادن الثمينة والمواد الأخرى لصناعة الأدوات التي تساعدهم أن يقتاتوا غذائهم.
- الحصول على مواد للتدفئة: استخرج المسلمين من الأرض الفحم والغاز وبقية المواد النفطية الأخرى التي كانوا يستخدموها في التدفئة.
- صك النقود: استخدم المسلمين المعادن الثمينة نحو الذهب والفضة والبلاتين والبرونز وغيرها من المعادن الثمينة لصك النقود، وليتبادلوها أثناء التجارة وشراء السلع.
- تنشيط الزراعة: ساهم استخراج المواد التي تستخدم كأسمدة صناعية نحو الفوسفات في زيادة الإنتاج الزراعي في الحضارة الإسلامية.
- صنع أدوات الحرب: حيث صنع المسلمين من المعادن الآلات الحربية منها المنجنيق والسيوف والدروع القتالية والخناجر غيرها، والتي ساهمت في نصرهم بالكثير من الجروب. [3]
في ماذا استخدمت المشغولات المعدنية في الحضارة الاسلامية
- صناعة الأثاث، وأواني الطهي.
- صناعة أواني الزينة.
- صناعة لوحات فنية.
لم يقتصر استخدام المعادن في الحضارة الإسلامية في تحسين سبل الحياة فقط، بل صنعوا من المشغولات المعدنية العديد من المشغولات الفنية، ومن أبرز الاستخدامات ما يلي:
صناعة الأثاث، وأواني الطهي: صنع المسلمين الأثاث كالخزائن، والطاولات والكنبات وغيرها، وأواني الطهي من المشغولات المعدنية التي استخرجوها من الأرض آنذاك.
صناعة أواني الزينة: لم يقتصر استخدام المشغولات المعدنية في صناعة سبل للحياة، بل استخدموها في صناعة المزهريات والتحف التي أصبحت آثار في يومنا هذا.
صناعة لوحات فنية: إن بعض فناني العصر الإسلامي ابتدعوا طريقة جديدة للاستفادة من المشغولات المعدنية، فقد صنعوا لوحات ثمينة من المعادن. [4]