ماذا تعني الميزة الاختزالية للحرف العربي
الميزة الاختزالية للحرف العربي تعني:
الميزة الاختزالية للحرف العربي تعني: أنّ الحرف يتغير شكله في أول الكلمة ووسطها وآخرها.
الحروف العربية الأبجدية هي ما يأتي: وهي (28) حرفاً:
أ –ب – ت – ث – ج – ح – خ – د – ذ – ر – ز – س – ش – ص – ض – ط – ظ – ع – غ – ف – ق – ك – ل – م – ن – ه – و – ي.
ولهذه الحروف عدّة خصائص ومميزات خاصة بها تميزها عن الأبجديات الأخرى.
ونتحدّث الآن عمّا يسمى الحرف العربي والشخصية العربية؛ وذلك عن طريق التطرّق لما يسمّى الجذور، وقد اعتمد الشخص العربي في مراحله على ثلاث طرق متباينة للتعبير عن حاجاته ومعانيه، وذلك كما يلي:
- المرحلة الغابيّة
- المرحلة الزراعيّة
- المرحلة الرعويّة. [1]
بالنسبة للمرحلة الغابية: كان أبناء الجزيرة العربية يعتمدون في هذه المرحلة التي امتدّت حتى الألف (12) ق.م؛ الأصوات الهيجانية والحركات العفويّة للتعبير عن حاجاتهم المحدودة وهذه الطريقة هي ألصق الطرق ببدائيتهم. وقد ورثنا عنها يقيناً أحرف (الهمزة والواو والألف والياء).
أمّا المرحلة الزراعيّة: اعتمد أبناء الجزيرة العربية في هذه المرحلة التي امتدّت من الألف (9) ق.م كيفية النطق ببعض أصوات الحروف العربية للتعبير (إيماءً وتمثيلاً) عن حاجاتهم ومعانيهم. وقد ورثنا عن هذه المرحلة الأحرف الآتية (الفاء واللام والميم والثاء والذال) بترجيح شديد.
وبالنسبة للمرحلة الرعويّة: لقد اعتمد العربي في هذه المرحلة التي امتدّت منذ الألف (9) قبل الميلاد حتى العصور الجاهلية الأولى صدى أصوات الحروف العربية في النفس للتعبير عن شتى الحاجات والمعاني. وهذه الطريقة هي أرقى ما وصلت إليه الإنسانية في دنيا التواصل اللغوي، ولم يعد لها مثيل في أي من لغات العالم.
ولا عبرة لاحتمال انتماء أصول بعضها إلى الغابيّة أو الزراعية كما في الحروف (ب-د-ت-ش-خ) ما دامت تستوفِ خصائصها الإيحائية وشروطها الثقافية إلّا في المرحلة الرعويّة. وهذه الطريقة الإيحائية لم يتوصل إليها الإنسان العربي في المرحلة الرعوية إلا بعد أن بلغ مستوى ذهنياً متميزاً في رقيه الاجتماعي والثقافي والفنّي أيضاً.
وذلك فإن استنباط معاني اللفظة العربية من صدى أصوات أحرفها في النفس يتطلب منا نحن بالمقابل مستوى مماثلاً في الرقي ولا سيّما في الملكة الفنية (الذوقية)، وطول معاناة مع أصوات الحروف ومعانيها. [1]
ميّزات الحرف العربي
إنّ للحروف العربية عدة ميّزات مختلفة خاصة بكل حرف، فمثلاً:
- حرف (القاف) فيه صلابة و (الخاء) فيه الرخاوة.
ومن جهة أخرى:
- حرف (الحاء) فيه رقّة، و (الخاء) فيه غلظة.
- القوّة في حرف (الهمزة) والضعف في حرف (الهاء).
توضّح هذه الأمثلة معنى تقارب معاني الحروف لتقارب مخارجها الصوتية أحياناً، وإن تفاوتت بالشدة والقوة. [1]
وهذا ما كان بالنسبة لمنهج ابن جني في كتابه الخصائص.
أمّا بالنسبة لمنهج الأرسوزي؛ فقد اعتمد على صدى الأصوات في الوجدان لاستيحاء معاني الحروف.
ولكنه وقف جلّ اهتمامه على استيحاء معاني الألفاظ العربية من صدى جملها الصوتية في نفسه، فلم يولّ الحروف العربية إلا القليل من عنايته منصرفاً إلى المقاطع الثنائية، وذلك على العكس مما فعلها العلايلي؛ الذي بدأ بالحروف العربية، ومنها انتقل إلى المقاطع كما مر معنا، ولذلك اقتصر الأرسوزي على تحديد خصائص أحد عشر حرفاً فقط.
أمّا بالنسبة لتصانيف الحروف العربية وفقاً لخصائصها الصوتية؛ فقد صنّف العلماء أصوات الحروف في مجموعات كثيرة، تارةً بحسب مخارجها، وتارةً بحسب كيفية النطق بها، وتارةً ثالثة بحسب سهولة أو صعوبة النطق بها وإلى آخره. [1]
وهي على (4) تصنيفات:
- الأصوات الصامتة والصائتة:
الأصوات الصامتة هي جميع الحروف الهجائية، باستثناء الصائتة.
الأصوات الصائتة هي (الألف، الواو، والياء..) ويقال لها تارةً حروف اللين، وتارة أخرى الحروف الهوائية أو الجوفية، وهي حروف غابية النشأة كما أسلفنا.
- أصوات الحروف بحسب مخارجها:
لقد أدرك علماء اللغة العربية، ولا سيّما القدامى منهم، الأهمية العظمى لهذا التصنيف فعقدوا بشأنه البحوث الطويلة لاستنتاج هذه المعاني.
وفي الحقيقة إن تحديد المخرج الصوتي لكل حرف بدقة هو وحده الذي يحافظ على أصالة أصوات الحروف العربية، فلا يختلف عما نطقت بها الأجيال العربية الأولى، ليحافظ بذلك كل حرف على صدى صوته البكر في نفس العربي الذي استوحى منه معانيه الأصلية، فيظل هذا الحرف يوحي لنا نحن بذات المعاني، فتحافظ اللغة العربية بذلك على فطرتها. وهكذا فإننا بالمقابل نستطيع اليوم أن نحسم الخلاف الذي وقع بين علماء اللغة حول مخارج أصوات بعض الحروف، لا بل وأن نصحح النطق بكل حرف. [1]
تصنيفات الحروف
كما ذكرنا فهناك (4) تصنيفات لهذه الحروف، وسابقاً تحدثنا عن التصنيفين الأول والثاني، وأيضاً:
- الجهر والهمس: الحروف المجهورة هي الحروف التي تتشكل أصواتها في الحنجرة بالحنجرة باهتزاز وتريها الصوتيين اهتزازاً منتظماً. ولمعرفة ذلك يلفظ الحرف بشكل مستقل عن غيره، وتوضع الإصبع فوق الحنجرة، فنشعر بذلك الاهتزاز، فعندها يكون الحرف مجهوراً، أمّا إذا لم نشعر به فكان الحرف مهموساً.
فالحروف المجهورة هي ما يلي: ب – ج – د – ذ – ر – ز – ض – ظ – ع – غ – ل – م – ن.
أمّا الحروف المهموسة: ت – ث – ح – خ – س – ش – ص – ط – ف – ق – ك – ه.
- الشدّة والرخاوة: يقال لصوت حرف ما إنّه شديد إذا انفصلت فجأة، حدث الصوت كأنه انفجار، كما في انفجار الشفتين الفجائي في صوت الباء. والحروف الانفجارية هي:
أ – ب – ت – د – ط – ك – ق – ج.
أمّا الحروف الرخوة هي التي لا ينحبس فيها النفس، وهي كما يلي:
س – ز – ص – ش – ذ – ث – ظ – ف – ه – ح – خ، وتسمّى أيضاً الحروف الاحتكاكية. بالإضافة إلى حرفي (ع، غ).
أمّ الحروف المتوسطة الشدة ما بينهما هي:
ر – ع – ل – م – ن.
وهناك تصنيف آخر قد نشاهده وهو يعتمد التصنيف من حيث الحواس،
فالحروف اللمسية مثلاً: هي أبسط الحروف وأقلّها تعقيداً، وهي:
حرف التاء- الثاء- الذال- الدال- الكاف- والميم.
أمّا الحاسة الذوقية وحروفها فهي: حيث إنّ التنبيه الذوقي هو تنبيه كيميائي، والكيفيات الذوقية هي أربع: الحامض والحلو والمر والمالح.
فالحروف الذوقية هي حرفي: اللام، الراء.
أمّ بالنسبة للحاسة البصرية: فآلتها هي العين، وهي نسيج عصبي حساس.
فالحروف البصرية هي كالآتي: الألف، الواو، الياء، الباء، الجيم، السين، الشين، الطاء، الظاء، الغين، الفاء وغيرها. نلاحظ ما يلي: أن الحروف اللينة الألف والواو والياء هي جميعاً من زمرة الحروف البصرية.
أمّا بالنسبة للحروف السمعية، فهي حرفي: الزاي والقاف.
نرى أن الأذن أدق تحليلاً للأصوات من العين للألوان، فالأذن هي عضواً أكثر حساسيةً. [1]