النص السردي هو ماكان فيه حوار على ألسنة الشخصيات
النص السردي هو ماكان فيه حوار على ألسنة الشخصيات
يتضمن النص السردي الكلمات التي تكون على هيئة حوار يحدث على لسان الشخصيات الموجودة في قصة أو رواية ما، سواء أكان هذا الحوار يحدث بصوت عالٍ على مسامع الجميع، أو داخلي يدور بين المرء ونفسه فقط.
ويعتبر الحوار السردي من أهم العناصر التي يوظفها المؤلفون في قصصهم من أجل الوصول لتنمية الشخصية بطريقة مدروسة وواضحة، مما يساعد القارئ على فهم تركيبة الشخصيات في القصة.
وإضافة إلى ذلك فإن الحوار الفعال يلعب دوراً هاماً في تطوير تركيبة الشخصيات من خلال تحديد جميع التفاصيل المتعلقة بها، واختيار الكلمات المعينة التي ترددها الشخصية باستمرار، إضافة لإنشاء نبرة صوت فريدة لكل شخصية.
كما أن للحوار دور واسع في تحريك الحبكة أو أحداث القصة، إذ تولّد المحادثات بين الشخصيات أفكاراً مميزة، وتخلق أحداثاً جديدة تؤثر على مجريات الأحداث الأخرى في القصة، والتي تدفع القصة للتقدم إلى الأمام بمزيد من التشويق، مما يساهم في إنتاج قصة جذابة وفريدة من نوعها. [1]
ما هو النص السردي
النص السردي هو نوع من النصوص التي تحكي قصة معينة، أو تصف سلسلة من الأحداث.
النص السردي هو نوع من النصوص الذي يتم فيه سرد أحداث قصة معينة ونقلها باستعمال اللغة أو التصوير أو غيرها من وسائل التعبير التي من الممكن أن توصل إلى القارئ أفكار أو مشاعر معينة، ومن المهم في هذا النوع من النصوص تواجد سلسلة من الأحداث المرتبة بشكل زمني تعاقبي، أو بشكل سببي منطقي، بحيث لا يكون الواقع معزولاً بعضه عن بعض.
وغالباً ما يتم استخدام الأزمنة الماضية في النصوص السردية، لأنها عادةً ما تروي أحداثاً أو قصصاً قد وقعت بالفعل، ويؤدي استخدام هذه الأزمنة إلى خلق إحساس بالزمن وتوضيح تسلسل المشاهد، مما يمكّن القارئ من متابعة الحبكة وفهم تطور الأحداث والشخصيات.
كما أنه يوجد للصفات أهمية بالغة في النص السردي، إذ يمنح وجود الصفات المزيد من المعلومات حول اسم الشخصية أو الشيء، مثل لونه وشكله وحجمه وخصائصه وما إلى ذلك.
وفي نهاية الأمر فإن الغرض من النص السردي يكمن في سرد قصة ما أو إعادة سرد سلسلة من الأحداث بطريقة جذابة ومسلية للقارئ.
ولا يشترط في هذا النص الترفيه فقط، بل قد يكون لبعض النصوص السردية أغراض تعليمية أو وظيفة اجتماعية، مثل نقل العبر الأخلاقية، أو مشاركة المعلومات حول الأحداث التاريخية أو التقاليد الثقافية المحددة لدولة ما، أو توفير المعلومات عن موضوع محدد، إضافة لسبب هام وهو تثقيف القراء. [2]
ما الفرق بين النص الحواري والنص السردي
النص الحواري هو حديث الشخصيات الناطقة في القصة، بينما النص السردي هو كل شيء في القصة ما عدا الحوار. [3]
يمكن القول باختصار أن النص السردي هو تعبير كتابي يروي سلسلة من الأحداث التي تصف موضوعات محددة، أو تتحدث عن شخصيات معينة، والتي من الممكن أن تكون مستوحاة من أحداث حقيقية، أو مجرد قصص من وحي الخيال.
ولكي يكون النص السردي فإنه يجب أن يحتوي على جانبين أساسيين هما الفعل والعناصر المشاركة فيه، ولتوضيح ذلك من الممكن أن نذكر مثال على كسر كوب في مقطع ما من القصة، حيث الفعل هنا يكون الكسر، بينما العنصر هو الكأس المكسور.
ومن الممكن تصنيف النصوص السردية إلى أدبية، وإعلامية، إذ أنه في النصوص الأدبية تتم الإشارة إلى الروايات التي لها غرض جمالي، مثل القصص والروايات والخرافات، أمّا عن النصوص الإعلامية فهي تشير إلى سرد أحداث حقيقية بطريقة موضوعية، مثل المقالات الصحفية والأخبار والتقارير وغيرها. [4]
أمّا فيما يخص النص الحواري، فمن معناه يمكن أن نستنتج بديهياً أنه الاتصال الذي يتم بين شخصيتين في القصة، وعادة ما يتم هذا الاتصال بصوت عالٍ على هيئة حديث، ومن الممكن أن يكون حوار بعض الشخصيات داخلي، كأن تتحدث الشخصية مع نفسها أثناء التفكير. [5]
لذلك يمكن أن نستنتج أن الفرق بين النص الحواري والنص السردي يكمن في أن النص السردي هو كل ما تتضمنه القصة من أفعال وصفات باستثناء المقاطع الحوارية.
ما هي شروط النص السردي
- الشخصيات.
- نقطة التحول.
- الحبكة.
- الوقت والزمان.
- الغاية.
تتوافر مجموعة من الشروط التي يجب على المؤلف الاهتمام بها عند كتابة النص السردي، كي يصل بمؤلفه إلى الغاية المنشودة.
الشخصيات: تُمثّل الشخصيات الأفراد، أو الحيوانات، أو حتى الجمادات الذين لديهم دور يلعبونه في القصة، وقد تقوم هذه الشخصيات من خلال الدور بتمثيل شخصيات رئيسية، أو قد تكون شخصيات صغيرة تظهر فقط للتفاعل مع الشخصيات الرئيسية، لذلك يجب على المؤلف الاهتمام بها بشكل كبير؛ من أجل إيصال فهم واضح لتركيبة هذه الشخصيات إلى القارئ.
نقطة التحول: تعتبر نقطة التحول المحرك الأساسي الذي يدفع أحداث القصة إلى الأمام، ومنه يمكن جذب انتباه القارئ، ورفع الفضول إليه من أجل معرفة القادم من الأحداث، وهذا شرط أساسي في النصوص السردية، وحقيقة فإنه شرط هام؛ لأن يلعب دور رائع في تحريك رغبة المؤلف في الإبداع باختيار أحداث مميزة للغاية.
الحبكة: هي مجموعة من الأحداث التي تمرّ بها القصة السردية والتي تتضمن سلسلة الأحداث التي تنكشف في أجزاء مختلفة من القصة، مثل المقدمة، والحدث الصاعد، والصراع، والذروة، والحدث الهابط، والرابط الذي يجمع كل أطراف السرد، وبشكل عام تتمحور الحبكة حول جدول زمني يبدأ بمشكلة معينة وينتهي بحلها في نهاية القصة، ومن شمولية هذا الشرط للقصة كاملة، فإنه يتبين لنا مدى أهمية الاهتمام فيه.
الوقت والزمان: يعتبر الاهتمام بتحديد تاريخ فعلي وتوقيت محدد شرط هام جداً في النصوص السردية، حيث من الممكن أن يتم ذكره ضمن القصة بشكل واضح وصريح، أو من الممكن الاكتفاء بذكر دلائل صغيرة تشير إلى الزمان والمكان.
الغاية: تعتبر الغاية العنصر الرئيسي في القصة، فهي الهدف الذي تم بناء النص السردي على أساسه منذ البداية، ومن الممكن أن يتجسد هذا الهدف في شكل عبرة أخلاقية، أو درس تعليمي، وقد يكون مجرد فكرة مركزية يُعتقد أنه من الضروري أن يكونوا الناس على دراية بها. [6]
ما هي أنواع النصوص السردية
- النصوص الخيالية.
- النصوص غير الخيالية.
- الشعر.
هنالك العديد من الكتابات التي تندرج تحت عنوان النصوص السردية، ومن أجل التمييز فيما بينها بشكل دقيق، فإنه يمكن تقسيمها إلى 3 نصوص رئيسية.
النصوص الخيالية: هي نوع من النصوص التي تُبنى على أفكار الكاتب ومشاعره والتي تخلق مجموعة من الأحداث الفريدة التي لا وجود لها في الحقيقة، ويشمل هذا النوع الروايات سواء أكانت قصيرة أم طويلة، إضافة إلى القصص والحكايات الشعبية.
النصوص غير الخيالية: هي نصوص مبنية على معلومات أو حقائق أو أحداث حقيقية، وتتضمن عدة أنواع مثل السيرة الذاتية، أو النصوص الفلسفية، أو روايات الأحداث التاريخية، كما تشمل المذكرات اليومية والنظريات والحقائق العلمية.
الشعر: من الممكن للنصوص الشعرية أن تكون خيالية أو غير خيالية، والشعر هو قصة يتم فيها التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة معينة من خلال استخدام أسلوب وإيقاع مميز من الكلام، ويتضمن السوناتة التي تتكون من 14 سطر شعري على القافية، والملحمة أيضاً، وهي القصائد السردية الطويلة التي تشيد بشخصية ما، كملحمة جلجامش على سبيل المثال. [7]