أثر الجليس السوء في الآخرة
من أثر الجليس السوء في الآخرة
- الندم والحسرة.
- فعل المعاصي التي تؤدي للنار.
أثر الجليس السوء في الآخرة كبير وذلك لأنه يؤثر على أعمال صاحبه بدرجة كبيرة، حيث أنه يسحبه إلى المعاصي ويؤخره عن فعل الطاعات أو الواجبات، وهذا يؤدي إلى نتائج سيئة في الآخرة:
الندم والحسرة: يأتي العاصي يوم القيامة الذي صاحب في الدنيا أصدقاء السوء فشدوه إلى الأشياء التي نهانا الله والرسول عن فعلها، وأخروه عن فعل الطاعات، فيجد نفسه يوم القيامة في درجات قليلة، بل إنه سوف يأخذ كتابه بشماله لكثرة المعاصي التي فيه.
يشعر العاصي بالندم والحسرة على الأوقات التي ضيعها من عمره دون أن يستغلها في فعل الطاعات وأداء الفروض التي فرضها الله عليه، فيأتي وهو يعض على أصابعه من الندم، وعندما يلجأ إلى أصدقائه سيجد أن كل شخص منهم مشغول في كتابة ولا يدري ماذا يفعل غير أنه يندم ويتحسر على أفعاله في الدنيا.
فعل المعاصي التي تؤدي للنار: أصدقاء السوء لا يقتصر تأثيرهم على أنفسهم فقط، بل يمتد إلى أي شخص يحتك بهم أو يريد أن يصاحبهم، فإذا فعل منكرًا لم يرد أن يكون وحده في هذا الأمر أو هو وحده من يقوم بالمعصية، بل يسأل أصدقاءه ويشركهم معه في فعل المعاصي والمنكرات، وعلى إثر ذلك يتركون الفرائض ولا يأتون بأيٍّ من السنن التي تحدث عنها الرسول، فيأتوا يوم القيامة وكتبهم كلها مليئة بالسيئات ومن ثم يكون مصيرهم إلى النار وبئس المصير.[1]
أثر الجليس السوء في الدنيا
هو الذي يشد صاحبه إلى ارتكاب المعاصي.
أثر جليس السوء في الدنيا على صاحبه كبير، فهو الذي يشده إلى فعل المعاصي التي حذرنا الله ورسوله من فعلها في الدنيا حتى لا تكون النهاية في الآخرة النار، وحذر العلماء من مجالسة أصدقاء السوء لأن المرء على دين خليله، فلا بد أن ينظر كل شخص في أصدقائه والأشخاص الذين يجالسهم لأنهم لهم الأثر الكبير على شخصيته وأفعاله.
الإنسان أحيانًا يكابر ويقول أنه سيصاحب فلان المعروف بالأخلاق السيئة ولكنه لن يتأثر به ولن يقوم بما يفعله، ثم بعد فترة نجده على شاكلة صديقه الذي كان ينتقده منذ فترة، لذلك لا يجب مجالستهم ولا الاحتكاك بهم، وهذا ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من مجالستهم وبين أثرهم السيء على كل من يجالسوهم.[2]
كيف ابتعد عن صاحب السوء
- البعد عن مجالسه.
- شغل الوقت فيما ينفع.
- مصاحبة الصالحين.
- البعد عن المنكرات.
- معرفة العواقب.
- الاستعانة بالله.
يبحث الكثير من الشباب عن طرق للابتعاد عن أصدقاء السوء وذلك بعدما شدوهم إلى طريق المعاصي والمنكرات، ويمكن الابتعاد عن صديق السوء من خلال الخطوات الآتية:
البعد عن مجالسه: أول خطوات الابتعاد عن صاحب السوء البعد عن مجالسه وأحاديثه وعدم الاحتكاك به، لأن الاحتكاك به في أي شيء هو أول خطوات التأثر، ثم بعد فترة تجد أنك ترى ما يفعله عاديًّا ويمكن أن تفعله أنت أيضًا، لذلك يجب الابتعاد تمامًا.
شغل الوقت فيما ينفع: عندما يريد شخص الابتعاد عن شيء من الأشياء التي يدمنها ولا يستطيع تركها، ننصحه بأن يشغل وقته كله بأي شيء ينفعه في حياته مثل العبادة أو العمل، وهكذا الابتعاد عن صاحب السوء، لا بد من الانشغال فيما ينفع وعدم التفكير فيه أبدًا.
مصاحبة الصالحين: مصاحبة المصلحين الصالحين تصلحك، هذه من القواعد التي يجب أن يضعها كل شخص أمام عينه، لذلك من خطوات الابتعاد عن صديق السوء مصاحبة الصالحين الذين يحرصون على أداء العبادات والطاعات، لأنه مثلما يساعد صديق السوء في جعل الأشخاص يقومون بعمل المعاصي، فالصالحون يساعدونهم في عمل الطاعات.
البعد عن المنكرات: البعد عن المنكرات وما يؤدي إليها أحد أهم الأشياء التي تساعد في التخلص من أصدقاء السوء، لأن المنكرات تشجع الأشخاص على الاحتكاك بمن يفعلها من باب عدم الشعور بالوحدة في الطريق الذي قرر الشخص سلكه.
معرفة العواقب: وضع عواقب مصاحبة أصدقاء السوء أمام العين دائمًا وهي فعل المعاصي ودخول النار في الآخرة وهذا يعني الخسران في الدنيا والآخرة، يسهل الطريق في الابتعاد عنهم والتخلص من أضرارهم وشرورهم، لذلك لا تتردد في تذكير نفسك بشكل دائم.
الاستعانة بالله: لا يمكن أن نقوم بفعل أي شيء دون الاستعانة بالله سبحانه وتعالى، ومن أهم الأشياء التي يجب الاستعانة بالله فيها مساعدتنا على التخلص من أصدقاء السوء والابتعاد عنهم، ومصاحبة الصالحين الذين سيكونون السبب في دخولنا الجنة.[3]
لماذا شبه النبي صديق السوء بنافخ الكير
لأن أثره سيء على صاحبه باستمرار.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً}، ففي هذا الحديث شبه الرسول صلى الله عليه وسلم أصدقاء السوء أو جليس السوء بنافخ الكير.
الكير هو عبارة عن قطعة سوداء يتم وضعها على النار فتشتعل فورًا، وتستخدم عند الحدادين حيث يضعون عليها الحديد ثم يبدأون في تشكيلها، ونافخ الكير هو الشخص الذي يقوم بهذه العملية ودائمًا ما تكون رائحته سيئة، لذلك شبه الرسول جليس السوء بهذا الشخص الذي من الممكن أن يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة سيئة باستمرار.
وعلى عكس جليس السوء، شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك للذي يبيع المسك، فهو دائمًا رائحته جميلة فلن تضطر أن تشم منه رائحة سيئة كل يوم، كما أن ستستفيد منه بأي طريقة سواء بشم الرائحة أو أن تبتاع منه هذا المسك فتصبح رائحتك أنت طيبة.[1]
من أثر الجليس الصالح في الدنيا والآخرة
- الحث على الطاعة في الدنيا.
- التذكر الدائم بالآخرة.
- الكف عن المعصية.
- حفظ الوقت.
- دخول الجنة بإذن الله.
شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك الذي ستستفيد منه بأي طريقة، وهذا يوضح أن الجليس الصالح أثره كبير، منها:
الحث على الطاعة في الدنيا: الجليس الصالح يحث الآخرين في مجالسه على الطاعة في الدنيا، والعبادات بمختلف أنواعها حتى يكونوا مع بعضهم صحبة في الجنة، وهذا من أعظم آثار الجليس الصالح على أصدقائه.
التذكر الدائم بالآخرة: لا ينفك الجليس الصالح أن يذكر الآخرين بالآخرة ولايذكر الدنيا إلا لمامًا، وذلك بعكس جليس السوء الذي عقله كله في الدنيا دون التفكير بعض الوقت في الآخرة، والجنة والنار.
الكف عن المعصية: من آثار الجليس الصالح العظيمة كف الآخرين عن المعصية، فأنت إذا جالست صالحًا ستشعر بالذنب إذا أقبلت على معصية وقمت بفعلها، لذلك هو يعتبر رادع لك عن فعل أي معصية.
حفظ الوقت: حفظ الوقت من أهم الآثار، حيث يحرص الجليس الصالح دائمًا على عدم تضييع الوقت في الأشياء التافهة والدنيوية، ويدعو أصدقاءه دائمًا لفعل الطاعات والخيرات، وبهذا بحفظ الوقت من الضياع، بل على إثر هذه الأعمال يدخل الجليس وأصدقاؤه الجنة.[4]