ماذا تعرف عن طوفان نجد الكبير

طوفان نجد الكبير

طوفان نجد الكبير أو سنة الهدام أو الغرقة الفيضان المدمر، الذي ضرب المملكة العربية السعودية، منذ 66 عاماً وأدى لدمار العديد من المنازل وغرق المدن، حيث استمر هطول الأيام طوال الليل والنهار لمدة 58 يوماً دون توقف على نجد، الرياض، الوشم، المجمعة، الغاط والكثير من المدن، لكن الضرر الأكبر كان في بريدة، القصيم، الزلفي وسدير.

نتيجة لسنة الهدام أو طوفان نجد المدمر الذي كان تركيزه الأكبر على منطقة بريدة والزلفي، تهدم أكثر من 3000 منزل في بريدة، كما غرقت المنازل في الزلفي في منطقة المنخفضات، بجانب ذلك تهدمت البيوت، المساجد والمتاجر، وهرب السكان من القرى إلى الأماكن المرتفعة هرباً من فيضان المياه، الذي أغرق المدن ودمرها، لذلك يطلق على هذا الفيضان اسم سنة الهدام.

أحد المعاصرين لهذه الكارثة التي لحقت بالمملكة منذ سنوات طويلة، كان الشيخ المؤرخ رحمه الله إبراهيم بن عبيد العبد المحسن، الذي قص الأحداث منذ بدايتها وحتى الدمار الشامل بالترتيب في كتابه كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان:

  • قال إنه في بداية فترة المربعانية وهي فترة بداية فصل الشتاء بدأت الأمطار في الهطول على القصيم لمدة 5 أيام حتى انهارت الحيطان والمنازل.
  • فر أهالي القصيم إلى الشجر وإلى الجبال للهرب من المياه والغرق.
  • لم تتوقف الأمطار واستمرت في الهطول لمدة 58 يوماً وغرقت المنازل في المنخفضات ودمرت المنازل الموجودة في المرتفعات.
  • نتيجة لهطول الأمطار في بداية الطوفان لمدة 120 ساعة، تضررت المدينة المجاورة وهي بريدة نتيجة لعدم توقف الأمطار وهطولها بكثرة.
  • أدي الطوفان بنجد إلى جريان الأودية والشعاب لمدة تزيد عن شهرين مثل وادي الرمة العملاق، بالإضافة إلى 13 وادياً أخر.
  • بدأ المطر من 12/5 وفي يوم 19/5 بدأت السحب المتراكمة والبرق المدوي وبدأت البيوت تتساقط وتنهار.
  • هرب السكان نحو البر ونصبوا الخيام للنجاة من أثر الطوفان الكبير.
  • انقطعت الطرق والبريد فقد الناس بيوتهم وأموالهم وأصبحوا في فاجعة ودمار كبير ومنهم منى لقى حتفه.
  • وفي يوم 21/6 تراكمت السحاب وازداد البرد واستمرت شدة هطول الأمطار.
  • حتى يوم 4/7 وفقاً للتقويم الهجري اشتدت مرحلة البرد للغاية لمدة 3 أيام واستمر الدمار.
  • وفي نهاية الكارثة بقي الكثير من الأشخاص دون بيت أو طعام أو مصدر رزق حتى أرسلت المساعدات إلى الأُسر المنكوبة.

الجدير ذكره أنه بعد حادثة سنة الهدام أو طوفان نجد، كان الخطباء على المنابر أثناء صلاة الاستسقاء يتضرعون إلى الله بقولهم، اللَّهُمِّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق.

ومن الروايات الواردة عن الكارثة التي أغرقت ودمرت البيوت في نجد وفق ما رواها كبار السن، الذين شهدوا هذه الكارثة بنفسهم، أن هناك منزلاً كانت تقطن فيه سيدة مع ابنتيها، كان مصنوعاً من الطين، ضربته السيول والأمطار، وسقط المنزل ولم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم، إلا بعد مرور عدة أيام.

ومن الحوادث المؤثرة أيضاً هو سقوط منزل على إحدى الأسر المكونة من 7 افراد، منهم عروس لم يمض على زواجها شهرين، ونجاه الزوج من تهدم المنزل الذي ضربته طوفان نجد الكبير، لأنه كان يبيت في منزل أهله في هذه الليلة.[1][2]

متى حدث طوفان نجد الكبير

13 ديسمبر 1956 ميلادياً أي في 11 جمادى الأولى عام 1376 هجرياً.

أي مرت على حادث طوفان نجد أو سنة الهدام في المملكة العربية السعودية 66 عاماً، لكن يظل هذا الحادث بارزاً في البلاد، بسبب الآثار التي خلفها من هدم المنازل وغرق المدن وتدميرها، وفقد الكثير منازلهم وعملهم وحياتهم بسبب الفيضان الذي ضرب المكان، جراء استمرار هطول الأمطار دون توقف لفترات طويلة قاربت على الشهرين.[3]

طوفان نجد الكبير سنة الهدام 1376 بالصور

إليك عزيزي القارئ صور توثق حادثة طوفان نجد أو سنة الهدام ببريدة التي جرت منذ 66 عاماً ماضية، لكن ذكراها ما تزال عالقة في الأذهان، بسبب ما خلفته من دمار ساحق لنجد والمناطق المحيطة بها، خاصةً لمناطق زلفي، القصيم وبريدة.[4]

صورة وثائقية من طوفان نجد الكبير

الطوفان الكبير بنجد واثاره

طوفان نجد السعودية

طوفان نجد سنة الهدام ببريدة لقطة وثائقية

سنة الهدام بالقصيم الزعاق

إذا اردت معرفة التفاصيل الكاملة عن سنة الهدام أو طوفان نجد، استمع وشاهد  الدكتور خالد صالح الزعاق، الذي يسرد تفاصيل هذا اليوم وتاريخ حدوثه في المملكة.[3]

سنة الهدام وطوفان نجد بالفيديو

يستعرض أحد كبار السن الذين عاصروا سنة الهدام المدمرة لبريدة، قصيم والزلفي، وما مر من أحداث بشكل تفصيلي، شاهد الفيديو التالي.

تاريخ الفيضانات في السعودية

من تاريخ الفيضانات التي أحدثت أيضاً خسائر كبيرة في المملكة، غير طوفان نجد كانت سيول جدة التي وقعت عام 2009، أي منذ 14 عاماً ماضية وأيضاً التي تكررت في عام 2011، كما شهدت مدينة الليث في مكة المكرمة حوادث سيول وأمطار غزيرة مشابهة، لكن آثار الدمار أقل بكثير ولا تقارن بالآثار التي خلفتها السيول في مدينة جدة في عامي 2009 و2011.

من الآثار التي خلفتها سيول جدة هو إصابة مئات من الأشخاص، بجانب فقد 113 شخص حياتهم جراء السيول والأمطار، تلف الكثير من الممتلكات العامة والمتاجر، بجانب ضرر ما يقرب من 10 آلاف منزل و17 ألف سيارة هناك.[5]