صار فعل ناسخ يفيد

صار فعل ناسخ يفيد :

صار فعل ناسخ يفيد : التحوّل.

إنّ “صار” يعدّ من الأفعال الناسخة الذي يفيد معنى التحوّل والصيرورة، وهو ينضم إلى مجموعة الأفعال الناسخة التي تضم أفعالاً أخرى أيضاً وتسمى: كان وأخواتها. [1]

ومن جهة أخرى، سنتحدّث عن الأفعال الناسخة عموماً، فهي على الشكل التالي:

أوّلاً: الأفعال الناسخة تامّة التصرّف:

  • كان
  • أصبح
  • أضحى
  • ظلَّ
  • أمسى
  • بات
  • صار. [1]

ويأتي من هذه الأفعال: الماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، والمصدر.

حيث يأتي كما يلي: أمثلة على الأزمنة المختلفة التي قد تأتي:

  1. كان الحقُّ واضحاً. (ماضي)
  2. يكون الحقُّ واضحاً. (مضارع)
  3. كن واضحاً في كلامك. (أمر)
  4. كوني واضحة في كلامك. (أمر) [1]

فهذه الأزمنة التي ذكرنا أنّ الأفعال الناسخة قد تأتي على هيئتها، إضافةً لما ذكرنا من اسم فاعل ومصدر أيضاً.

وهذه القاعدة تنطبق على جميع الأفعال الناسخة التي ذكرناها وسنكتفي بذكر مثال على واحد من هذه الأفعال، وبالتالي تنطبق هذه القاعدة على جميعها. [1]

الأفعال التي ذكرناها كانت أفعالاً تامّة التصرف، ولدينا الآن النوع الآخر وهي ناقصة التصرّف، وسوف نتحدّث عنها الآن؛

ثانياً: الأفعال الناسخة ناقصة التصرّف هي:

  • ما زال
  • ما بَرَح
  • ما فتئ
  • ما انفكَّ. [1]

وهذه الأفعال تأتي بصيغة الماضي والمضارع فقط، ولا يأتي منها الأمر إطلاقاً. [1]

مثال:

  1. ما زال العملُ مستمرّاً (أو العمل ما زال مستمراً)
  2. ما يزال العمل مستمرّاً. (أو العمل ما يزال مستمراً)

ولا يوجد منه صيغة الأمر. [1]

وأمثلة أخرى أيضاً:

ما زالت فاطمة عازمة على النجاح.

لا تزال فاطمة عازمة على النجاح.

الجنود ما زالوا عازمين على تحقيق النجاح.

الجنود لا يزالون عازمين على تحقيق النجاح.

وقال تعالى: “تالله تفتأ تذكرُ يوسُفَ”. [1]

أمّا ثالثاً: الأفعال الناسخة الجامدة: هما فعلين فقط:

  • ليس
  • ما دام.

حيث هذه الأفعال تأتي فقط بصيغة الماضي، ولا تأتي بصيغة المضارع والأمر أبداً.

مثال:

  1. الكسلُ ليس مفيداً (أو ليس الكسل مفيداً).
  2. ما دام الصدق موجوداً فالناسُ بخيرٍ.

ومن الأمثلة الأخرى أيضاً نذكر:

الرجلان ليسا مهملين

المعلّمات لسْنَ مهملاتٍ. [1]

ما هي الأفعال الناسخة

سنتعرف أولاً على الفعل بشكل عام وتعريفه، ثم نختص بتعريف الأفعال الناسخة.

حيث أن الفعل بشكل عام عادةً يكون بثلاثة أزمنة: الماضي، المضارع والأمر.

أما بالنسبة لمصطلح النواسخ: حيث أن الناسخ في اللغة: من النسخ، أي بمعنى الإزالة.

إذ يقال: نسختْ الشمس الظل، أي أزالته. [2]

وللنواسخ ثلاثة أنواع:

  1. ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر، وهي: كان وأخواتها، حيث يسمى هنا المبتدأ: اسماً أو فاعلاً، ويسمى الخبر خبراً أو مفعولاً.
  2. ما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وهي: إنّ وأخواتها، ويسمى هنا المبتدأ اسماً، والخبر خبراً.
  3. ما ينصبهما معاً، حيث ينصب المبتدأ وينصب الخبر، وهي: ظن وأخواتها، حيث يسمى الأول مفعولاً أولاً، والثاني مفعولاً ثانياً. [2]

ملاحظة مهمة: إنّ فعل صار، أصبَحَ، أضحى، أمسى، وباتَ، هي أفعال كما ذكرنا تفيد معنى التحوّل والصيرورة، ولكن لكل منها معنى أصلي، غير المعنى الذي جاء في الأفعال الناسخة؛ على نحو:

أصل كل من:

  • فعل أصبَح: يفيد معنى الصباح، مثل:

أصبح الندى يغطي الحشائش

أصبح المريض معافى.

  • فعل أضحى: يفيد معنى زمن الضحى، مثل:

أضحى ظلّ كل شيء مثله.

أضحى الجو مشمساً.

  • فعل أمسى: تفيد معنى زمن المساء، مثل:

أمسى ظلي أطول مني.

أمست الشمس مصفرة.

  • فعل باتَ: تفيد معنى زمن الليل، مثل:

بات الولد نائماً.

باتت النجوم متلألئة. [1]

أمّا بالنسبة لـ كان وأخواتها: وهي الأفعال الناسخة التي نتحدّث عنها؛ وسنعطي أمثلة حول كان وأخواتها ودخولها على المبتدأ والخبر.

تقسم كان وأخواتها لعدّة أقسام اعتماداً على عدّة محاور كما يلي:

  • من حيث الأوجه التي تأتي عليها:

حيث الوجه الأول: أنها تكون ناقصة.

الوجه الثاني: أنها تكون تامة

الوجه الثالث: أن يجعل فيها ضمير الشأن والحديث

الوجه الرابع: أن تكون زائدة غير عاملة

الوجه الخامس: أن تكون بمعنى صارَ [2]

  • من حيث التصريف:

لا يتصرّف

يتصرّف تصرّفاً ناقصاً

يتصرّف تصرّفاً تاماً

  • من حيث اللزوم والتعدّي.
  • من حيث شروط عملها:

أفعال تعمل عملاً مطلقاً

أفعال الاستمرار

أفعال يتقدّمها “ما المصدرية”.

  • من حيث الظروف. [2]

ماذا تفيد كان وأخواتها

تفيد كان وأخواتها في أنها تقوم برفع الاسم ونصب الخبر.

حيث لدينا عدّة أحوال لاسم وخبر كان، على النحو الآتي:

بالنسبة للاسم: هناك أنواع لاسم كان وخبرها:

أولاً: اسم كان من حيث علامات الإعراب:

  1. اسم يرفع بالضمة الظاهرة
  2. اسم يرفع بضمّة مقدّرة
  3. اسم يرفع بالألف بالمثنّى
  4. اسم يرفع بالواو في جمع المذكّر السالم. [2]

ثانياً: اسم كان من حيث موقعه بالنسبة للفعل: حالتين:

  1. بعد الفعل مباشرةً.
  2. لا يأتي بعد الفعل.

ثالثاً: اسم كان من حيث النكرة والمعرفة:

  1. اسم كان معرفة والخبر نكرة
  2. اسم كان معرفة والخبر معرفة
  3. اسم كان نكرة والخبر نكرة
  4. اسم كان نكرة والخبر معرفة.

رابعاً: اسم كان من حيث التقدير والتأويل:

  1. مقدّراً
  2. من مصدر مؤوّل مكون من أنّ وفعل
  3. مسبوقاً بحرف جر زائد
  4. فاعل (مجازاً). [2]

أمّا بالنسبة للخبر:

أوّلاً: خبر كان من حيث التقديم والتأخير عن الفعل:

  • التأخير عن الفعل واسمه.
  • التوسّط بين الفعل والاسم (تقديم الخبر على الاسم).
  • التقدم على الفعل واسمه.

ثانياً: من حيث نوع الخبر:

  • خبر مفرد
  • خبر جملة
  • خبر شبه جملة [2]

ثالثاً: من حيث علامات الإعراب:

  • منصوب بالفتحة الظاهرة
  • منصوب بالفتحة المقدّرة
  • منصوب بالياء
  • منصوب بالكسرة نيابةً عن الفتحة في جمع المؤنث السالم.

إنّ فعل “كان” هو أمّ الأفعال الناسخة. [2]

وهناك أنواع تأتي عليها أفعال كان، كما يلي:

من حيث العمل:

  1. الفعل “كان” الناقص.
  2. الفعل “كان” التام.
  3. الفعل “كان” الزائد.

من حيث المعنى الذي يأتي عليه:

  1. بمعنى جاء
  2. بمعنى صار
  3. بمعنى يكون
  4. بمعنى وقع
  5. بمعنى خلق [2]

هناك حالات يجوز فيها حذف خبر كان:

  • جواز حذف (كان) وجوباً دون اسمها وخبرها.
  • جواز حذف كان مع اسمها، وإبقاء خبرها:

أن يتقدّمها “أن” الشرطية.

وأن يتقدّمها “لو” الشرطية.

  • جواز حذف كان مع خبرها، وبقاء اسمها.
  • جواز حذف (نون) مضارع كان المجزوم. [2]

أمثلة حول كان وأخواتها

وهذه بعض الأمثلة التي تفيد في توضيح فائدة كان وأخواتها وما عملها، ودخولها على المبتدأ والخبر:

  • كان زيدُ قائماً
  • أصبح الأميرُ مسروراً
  • أمسى الحارسُ مستيقظاً
  • أضحت الممرضات نشيطات
  • ظلّ جعفرُ جالساً
  • بات أخوكَ لاهياً
  • صار محمدُ كاتباً
  • ليس الرجلُ حاضراً
  • ما دام سعيدُ كريماً
  • ما زال أبوك عاقلاً
  • ما انفكّ قاسمُ مقيماً
  • ما فتئ عمرو جاهلاً
  • ما برح الكاتب قاعداً. [2]

حيث تفيد هذه الأمثلة في شرح كيفية عمل كان وأخواتها، وطريقة دخولها على المبتدأ والخبر، فإنها كما ذكرنا تقوم برفع الاسم ونصب الخبر.