ما المقصود بالهبوط الناعم في عالم الاقتصاد
الهبوط الناعم في عالم الاقتصاد
المقصود بالهبوط الناعم في عالم الاقتصاد يعني التباطؤ الدوري في النمو الاقتصادي الذي يتجنب الركود. ويعتبر الهبوط الناعم هدف البنك المركزي الذي يسعى الى زيادة ورفع قيمة الفائدة بما يكفي من اجل تجنب التضخم الزائد دون أن يسبب تراجع حاد. يمكن ان يشير الهبوط الناعم الى التباطؤ التدريجي أو التباطؤ في صناعة أو قطاع اقتصادي أيضًا.
الهدف من الهبوط والمقصود به هو السيطرة على التضخم والقيام بما يلي:
- السيطرة على التضخم الذي بلغ 9% في يونيو 2020 الى المستوى المستهدف على المدى الطويل وهو 2%
- في الوقت الحالي يقف التضخم الأمريكي عند 6.4% بحسب البيانات
- يجهز الاحتياطي الفيدرالي نحو هبوط ناعم، لأنه لن يقبل بمعدل التضخم بمعدل مرتفع كهذا.
اكتسب هذا المصطلح أهمية كبيرة في فترة ولاية رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق ألان جرينسبان، ويعود الفضل بشكل كبير له في تحقيق أول هبوط ناعم ما بين عامي 1994-1995، وادى ذلك الى الكثير من النتائج السلبية على مستثمري اسواق السندات.
وصرح الرئيس الفيدرالي جيروم باول أن الفيدرالي كان يريد تحقيق هبوط ناعم عام 2020 قبل جائحة كورونا لأنه استطاع تحقيق هبوط ناعم بين عامي 1965 وبين عام 1984. مع ذلك، دخل الاقتصاد الأمريكي في ركود عندما وصل التضخم ذروته اكثر من 5%، في الأعوام 1970، و1974، و1980، و1990، و2008.
بلغ التضخم عام 2022 اكثر من 5%، لكنه عاد الى مستوى 3.2% في يوليو عام 2023، وذلك لأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قام بزيادة اسعار الفائدة على مدار العام، وهذا أدى بدوره الى انخفاض التضخم بالاضافة النمو الاقتصادي في الربع الثالث من العام.
توقع مسؤولو البنك نمو أفضل ومعدل بطالة اقل، بالاضافة الى الثقة في أن الاقتصاد سوف يصمد الآن أمام رفع اسعار الفائدة بدون أن يحدث فيه ركود. [1] [2] [3]
بالإضافة الى ذلك يتم يتم تداول مؤشر إس آند بي 500 عند مستويات مرتفعة إلى حد ما تصل ما 18.4 مرة ضعف الأرباح المستقبلية. وهذه الأرقام والاحصائيات تؤدي الى تعزيز ثقة المستثمرين، لكن بالرغم من ذلك، يجب ان يكون المستثمر أكثر وعيًا عند اتخاذ تغييرات جذرية على المحفظة. [5]
الفرق بين الهبوط الناعم والهبوط الحاد
يقوم البنك المركزي بشكل مستمر بتعديل اسعار الفائدة من اجل ادارة الاقتصاد والحفاظ على مستوى تضخم ثابت. لكن اذا قام الاحتياطي برفع سعر الفائدة بشكل كبير، فإنه يسبب ركود، وهذا هو الهبوط الحاد.
لكن اذا قام الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة بمعدل قليل من اجل ابطاء الهبوط الاقتصادي وتقليل التضخم بدون أن يسبب هذا الأمر ركود اقتصادي، فإن هذا يعرف باسم الهبوط الناعم. أي أن:
- الهبوط الناعم هو زيادة الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بمقدار قليل فقط من اجل محاربة التضخم، بدون أن يسبب ركود أو يسبب ركود طفيف
- الهبوط الحاد هو زيادة الاحتياطي الفيدرالي للفائدة بشكل كبير، وهذا يؤدي إلى التباطؤ الاقتصادي وحدوث ركود اقتصادي.
وللهبوط الحاد فوائد كثيرة نذكر منها:
- يساعد على منع الركود الذي يؤدي للبطالة وفقدان الكثير من الوظائف
- يمنع ويقي من التضخم، وهذا يحمي المستهلك من ارتفاع الأسعار
- يساعد في الحفاظ على الاستقرار المالي، وهو أمر هام للغاية بالنسبة للاقتصاد.
هناك خط رفيع للغاية بين الهبوط الناعم والهبوط الحاد، ومن الصعب تحقيق الهبوط الناعم وهو ليس بالأمر السهل بسبب:
- مستوى التضخم المرتفع
- الحالة الاقتصادية
- العوامل الخارجية وحالة الاقتصاد العالمي
مستوى التضخم المرتفع: عند ارتفاع او زيادة مستويات التضخم، يقوم البنك المركزي برفع أسعار الفائدة بتواتر أكبر أو بقيم أكبر من اجل السيطرة على التضخم. وهذا يزيد من إمكانية وفرصة الهبوط الحاد.
الحالة الاقتصادية: اذا كان الاقتصاد يتباطأ، فهذا يقلل من قدرة البنك المركزي على رفع أسعار الفائدة ويزيد من خطر الهبوط الحاد
العوامل الخارجية وحالة الاقتصاد العالمي: تؤثر حالة الاقتصاد العالمي على ما اذا كان البنك المركزي قادر على تحقيق هبوط ناعم أم لا. وفي حال وجود ركود عالمي، فإن هذا الأمر يزيد من صعوبة قدرة البنك المركزي على منع الركود في بلده. [1] [4]
الهبوط الناعم 2023
يحرص الاحتياطي الفيدرالي ويحشد قواه باتجاه الهبوط الناعم، وهو خطوة عملاقة من أجل التخلص من الركود. وتؤكد الأرقام في سوق العمل الأمريكي الابتعاد عن الركود الاقتصادي
ما يؤثر على الهبوط الناعم هو:
- سوق العمل
- التضخم العالمي
- ادخار المستهلك
سوق العمل:
- في يوليو 2023، عُرض أكثر من 1.7 وظيفة لكل شخص عاطل عن العمل، وهذا يعزز وجود فرص عمل لكل شخص ويؤكد وجود وظائف فاعلة
- تم إضافة اكثر من 4 مليون وظيفة منذ عام 2020، وهذا أدى الى استعادة غالبية الوظائف التي تم فقدانها بسبب جائحة كورونا عام 2020.
أهمية هذه المعلومات بالنسبة الى الهبوط الناعم لعام 2023 والاقتصاد العالمي:
- ارتفاع الأجور بشكل ثابت، بالرغم من أن الارتفاع ليس بالمستوى السريع المطلوب من أجل أن يؤثر بشكل كبير على التضخم
- عند عدم وجود نقص في فرص العمل، فإن هذا الأمر يشير إلى القوة الاقتصادية ويشير الى قدرة أكبر في تحقيق الهبوط الناعم.
التضخم لعام 2023: تم تسجيل نقص في التضخم الى مستوى 3.2% في يوليو عام 2023، بعد أن وصل الى القمة وهي 8.9% في يونيو عام 2022. والعوامل التي تؤثر على التضخم بشكل كبير هي:
- اسعار المنازل هي المسؤولة عن 90% من زيادة التضخم في شهر يوليو.
- يراقب الاحتياطي التضخم الأساسي عن قرب لأنه يعتبر مؤشر اساسي من اجل معرفة التضخم في المستقبل.
تمكن أهمية قياس التضخم بكونه:
- في حال استمر التضخم بالنقص والانخفاض، فإن الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يقوم بتقليل أسعار الفائدة
- يمكن أن يمهد نقص التضخم الطريق أمام الهبوط الناعم.
ادخار المستهلك: يشكل إنفاق الأسر ما يقارب ثلثي الناتج المحلي للولايات المتحدة. وفي جائحة كوروما، بلغت المدخرات الفائضة التي فاقت بشكل كبير المدخرات المتوقعة مستويات تاريخية.
أظهر الاحتياطي الفيدرالي أيضًا أن المدخرات بلغت ذروتها وهي 2.1 تريليون دولار في أغسطس 2021، لكنها انخفضت منذ ذلك الحين إلى 190 مليار دولار اعتبارًا من يونيو من هذا العام.
للمدخرات اهمية بالغة وهي:
- الادخار الكبير يعني أنه سيعزز إنفاق المستهلك في الربع الثالث من عام 2023
- هذا بدوره يمكن ان يعزز الاستثمار في العمل ويقلل من فرص زيادة البطالة. [5] [6]