من صفات الملك عبدالعزيز الوفاء

من صفات الملك عبدالعزيز الوفاء

يعد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل رحمه الله شخصية حاكمة وقيادية، فنجد أن من صفات الملك عبدالعزيز الوفاء، ونبل المقاصد، والقوة.

وقد ظهرت هذه الصفات وغيرها من الأخلاق الحميدة منذ نشأة الملك عبدالعزيز وطفولته، وبهذه الشخصية ذات الصفات الفريدة استطاع الملك أن يلم شمل القبائل والمدن المتفرقة تحت علم دولة واحدة وأسس المملكة العربية السعودية عام 1319هـ، فقادها بحب ووفاء تجاه الرقي والنهضة، لهذا يمكنك أن تجد عدداً كبيراً من إنجازات الملك عبدالعزيز عند إطلاعك على سيرته في أي كتاب.

وبالحديث عن وفاء الملك تجد كم هو وفي لوالده، فكان معروفاً عنه أنه شاب متحامل للمسئولية منذ الصغر، يساند والده في خدمة دولته، بل حتى وأنه بعد أن تولى حكم السعودية كان يستشير والده الإمام عبدالرحمن لأنه كان على جانب كبير من العلم.

وهذا ما لم ينفه كلام الريحاني عنه، إذ قال: “قابلت أمراء العرب كلهم؛ فما وجدت فيهم أكبر من هذا الرجل، لست مجازفاً أو مبالغاً فيما أقول، فهو حقاً كبير، كبير في مصافحته، وفي ابتسامته، وفي كلامه، وفي نظراته ووفائه”.

كما قال عنه الطبيب الذي فحص جسده قبل وفاته: “إنك تقرأ تاريخ المملكة العربية السعودية على جسد الملك عبدالعزيز”، وذلك لتعجبه من كثرة علامات المعارك على جسده، فكان هذا الملك الوفي لبلاده يخرج في طليعة الجيش الذي يناضل من أجل توحيد القبائل وتأسيس الدولة السعودية.

ولا عجب أن نقول أن هذا الملك العظيم كان يضع وفاءه لبلاده في المرتبة الأولى، فكان يعفو عن الذين كانوا خصومه في الماضي، بل وجعل منهم مستشارين له لما لهم من فائدة للوطن.

بالإضافة إلى أنه كان يفعل كل ما هو في مصلحة السعودية ومصلحة الشعب السعودي فكان يستقدم خبراء أجانب من الخارج للبحث عن الماء والمعادن، والمبهر في الأمر هو كونه ملكاً مقرباً من شعبه فكان يستقبل الناس يومياً في قصره ويتابع شؤونهم. [2]

صفات شخصية الملك عبد العزيز

  • مؤمناً بالله ومعتمداً عليه.
  • حكيماً عاقلاً.
  • شجاعاً.
  • خبيراً بالمجتمعات البدوية والحضرية.

مؤمناً بالله ومعتمداً عليه: كان الملك عبدالعزيز معتمداً على المولى في كل شيء، وكان يتقرب منه بالعبادات والطاعات، فحفظ القرآن الكريم وعدداً كبيراً من الأحاديث النبوية الشريفة، غير أنه كان مطلعاً على الأمور والأحكام الشرعية، فيطبقها في جميع مناحي حياته لأنه كان يتمسك بأمور دينه فلا يسمح بأي نوع من التهاون فيه.

حكيماً عاقلاً: كان الملك عبدالعزيز شديد الذكاء والحكمة، فكل خطوة يخطوها من أجل الوطن كان يحسب لها جيداً، ورغم هذا كان يستشير من حوله، ومن ثم يختار ما هو أصلح وأفضل للمصلحة العامة.

شجاعاً: كان الملك دائم التقدم في المعارك دون خوف فيرد عدوه مهزوماً، فكان قائداً عسكرياً يخطط للمعارك العسكرية ببراعة.

خبيراً بالمجتمعات البدوية والحضرية: كان الملك عبدالعزيز رحمه الله خبيراً بالأمور البدوية والحضرية، فيعرف نسب القبائل، وطرق التعامل معهم ومخاطبتهم، فكان يهتم بجميع الشعب من مختلف الأطياف، والناس عنده سواسية مهما كانت أصولهم. [3]

حياة الملك عبدالعزيز

وُلد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل ابن تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود في مدينة الرياض عام 1293 هـ، والده هو الإمام عبدالرحمن أحد أئمة الدولة السعودية الثانية، وأمه هي الأميرة سارة بنت أحمد ابن محمد بن تركي السديري.

عاش الملك عبدالعزيز فترة من طفولته في الرياض إلى أن انتقل والده إلى الكويت عام 1309 هـ، نتيجة تدهور أحوال البلاد خاصةً نجد على إثر استيلاء محمد بن رشيد على الرياض، وهناك قد تلقى بعض مراحل تعليمه إلى أن عاد إلى السعودية مرة أخرى وتلقى تعليمه على يد عدد من العلماء.

وقيل أنه عند مغادرة الملك عبد العزيز إلى الكويت مع أسرته بعد انتهاء الدولة السعودية الثانية كان يفكر كثيراً في كيفية إعادة الدولة، لهذا أخذ على عاتقه هذا الأمر وشغل باله بكيفية إعادة الدولة للمرة الثالثة وقد خطط وأعد لهذا، فخاض معارك كثيرة لتوحيد البلاد إلى أن نجح في الأمر، فكان نعم الملك، وكان لا يتهاون مع من يضر بمصالح الوطن، رغم أنه كان حليماً مع خصمائه، وبهذا حكم البلاد بحزم وعدل ووفاء.

 وقد ذُكر الروتين اليومي للملك في كتاب ” الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز” لصاحبة خير الدين الزركلي فقيل أنه كان محافظاً عليه حتى إذا كان مسافراً، فذكر الكتاب أن الملك قد اعتاد أن يستيقظ قبل صلاة الفجر بساعة واحدة تستطيع قراءة ما يتيسر له من القرآن الكريم، ومن ثم يسبح ويصلي التهجد قبل أداء فريضة صلاة الفجر في المسجد جماعة، بعد ذلك يسبح إلى أن يغفو قليلاً ليستيقظ مجدداً عند شروق الشمس.

بعد ذلك يستيقظ ليغتسل ويفطر ومن ثم يذهب إلى مقر المجلس لتعرض عليه خطط الحكومة، وفي هذه الأثناء يمكنه أن يقابل بعض من كبار الزوار أو أي شخص آخر حتى يقترب الظهر فيأخذ الغذاء وبعدها يصلى الظهر ليدير شؤون البلاد حتى صلاة العصر.

وقد خصص الفترة ما بين العصر والمغرب لأولاده وأقاربه، لتأتي العشاء ويجلس في مجلس عام لقراءة الكتب والأخبار.  [2]

إنجازات الملك عبدالعزيز

  • توحيد كل أجزاء السعودية في 17 جمادي الأول عام 1352 هـ.
  • الاهتمام بقضية التعليم.
  • تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • توسيع الحرم النبوي الشريف.
  • خدمة حجاج بيت الله الحرام.
  • الاهتمام بالطرق والمرافق.
  • افتتاح الإذاعة السعودية.

استطاع الملك عبدالعزيز أن يحرز عدداً من الإنجازات في سنوات قليلة التي قد يحققها غيره في قروناً طويلة، فاعتم بالعملية التعليمية والصحة، وجدد الحرمين الشريفين، ووفر الماء، وجعل الكهرباء في كل مكان بالبلاد، كما أنه أرسل بعثات للتدريب والدراسة بالخارج، فكانت سياسته تتمثل في إدارة العلاقات الخارجية الدولية بحكمة ودبلوماسية، ليقود بلاده تجاه الاستقلال.

توحيد كل أجزاء السعودية في 17 جمادي الأول عام 1352 هـ: وحد الملك عبدالعزيز السعودية كاملةً في يوم 17 من شهر جمادي الأول في عام 1352 هـ، وقد أطلق عليها لقب “المملكة العربية السعودية”، ولقب نفسه ملكاً للبلاد، كما اختار يوم 21 جمادي الأول من نفس العام يوماً لإعلان توحيد المملكة.

الاهتمام بقضية التعليم: اهتم الملك عبد العزيز بالعملية التعليمية فأنشأ المدارس وأرسل عدداً من البعثات بالخارج، كما أنه حرص على طباعة الكتب العربية الإسلامية وترجمة المفيد منها. 

تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أسس الملك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد منح لها صلاحيات تساعدها في ضحد المنكر.

أمر بتوسيع الحرم النبوي الشريف: أمر الملك عبدالعزيز بتوسيع الحرم النبوي الشريف عام 1370 هـ.

خدمة حجاج بيت الله الحرام: وفر الملك عبدالعزيز الماء وجميع الخدمات الصحية والوقائية لزائري بيت الله الحرام.

الاهتمام بالطرق والمرافق: اهتم الملك عبدالعزيز بإنشاء طرق برية ممهدة، بالإضافة إلى إنشاء خط سكة حديد يربط بين الرياض والدمام، وذلك شبكة من المواصلات السلكية واللاسلكية، إلى جانب الاهتمام بالنقل الجوي فدشن خطوط طيران السعودية في عام 1945م.

افتتاح الإذاعة السعودية: افتتح الملك عبدالعزيز الإذاعة السعودية عام 1368هـ/1949م. [3] [4]