الكلمة التي تعد اسم الفاعل
الكلمة التي تعد اسم الفاعل هي
- صفة دالة على الفاعل وتتبع الفعل المضارع في التذكير والتأنيث.
- كلمة تشير إلى الحدث وفاعله.
- كلمة تتبع الفعل المضارع في سكناته وحركاته وتدل على الفاعل.
يحدث الفعل بفعل فاعل، ذلك الفاعل اشتق منه اسماً للفاعل، لهذا يُعرِف النحاة الكلمة التي تعد اسم الفاعل هي تلك الكلمة التي تدل على صفة الفاعل وتجاريه في التذكير والتأنيث على المضارع، كما أنهم عرفوها على أنها تلك الكلمة التي تعمل عمل الفعل الذي يجري على فعله، ويطرد القياس فيه، وهناك عدة أمثلة على اسم الفاعل ومواضع مختلفة؛ فنجده يُنْعَتَ به اسم قبله نكرة، وكذلك يُنْعَتُ بالفعل الذي اشتق منه.
وبما أن اسم الفاعل يتبع الفعل؛ إذن فإنه يُذكر ويؤنث، كما يمكن أن يُعرف بالألف واللام (ولكن حينها لا يعمل عمل اسم فاعل)، أو يُجمع لينتهي بالواو والنون، وفي كل أحواله نجده يتبع الفعل في السكون والحركة؛ وهذا ما نلاحظه إذا وجدنا أن عدد حروف “فاعل” هي نفس حروف “يفعل”، فالفاء مفتوحة في “فاعل” وهي أول حرف، وتقابلها الياء في “يفعل” وهي مفتوحة أيضاً، وكذلك الحرف الثاني من كلتيهما ساكن، أما الثالث فهو مكسور، والأخير حرف إعراب.
إن المجارة في الحركة هنا تقابل حركة بحركة لا حركة معينة، إذ يمكن نجد اختلاف الحركات في بعض الكلمات التي نأخذ منها مثالاً على ما نشرحه، فتأمل فعل “يَقُومُ” فند أن اسم فاعله “قائم”، والحرف الثاني من اسم الفاعل هنا ساكن في حين أنه متحرك في “يقوم”، وقد فسر النحاة هذا الأمر على أن الحركة في الحرف الثاني من “يقوم” قد نُقلت من ثالثه، وأن أصل الحركات في هذه الكلمة هي “يَقْوُمُ “. [1]
أمثلة على اسم الفاعل
- أمثلة على اسم فاعل مقترن بألف ولام.
- أمثلة على اسم فاعل متجرد من الألف واللام.
يأتي اسم الفاعل في صورتين عادةً، إما أن يكون مقترناً بالألف واللام أو أن يتجرد منهما، وفي الصورة التي يأتي فيها بالألف واللام يؤدي عمل الفعل دون شروط، كما يقول النحاة عنه في هذه الصورة أنه يعمل عمل فعله المطلق، وهذا ما نفهمه من الأمثلة، فهو اسم لفاعل لا يحتاج إلى فعل.
أما الصورة الثانية التي يأتي فيها اسم الفاعل؛ هي تلك الصورة التي يكون فيها غير مقترن بالألف واللام، ولكنه لا يعمل عمل فعله إلا إذا تحقق شرطين؛ أولهما: أن تعبر الجملة التي تتضمه على الوقت الحاضر أو المستقبل فقط، ويستثنى من هذا الفعل الماضي؛ وثانيهما: أن يتقدمه إما أداة للنفي، أو أداة استفهام، أو أداة نداء، أو أن يكون اسم الفاعل في الجملة خبراً أو صفة لاسم قبله؛ ويجب تحقق الشرطين معاً كما نرى بالأمثلة التالي ذكرها.
اسم فاعل مقترن بألف ولام:
- المستبدُّ بالرأي هالكٌ والمشاورُ أهل الرأي ناجٍ: نجد هنا أن اسم الفاعل تمثل في بعض الكلمات؛ مثل: “المستبد”، وكلمة “المشاور”، فالكلمة الأولى لم تحتاج إلى فعل لأنها عُرفت بالألف واللام ودلت على الفعل “يستبد”، وهكذا الوضع في الثانية التي دلت على الفعل “يتشاور”.
- القاتلين المَلِكَ الحُلَاحِلَا … خيرَ مَعَدٍّ حَسَبًا ونائلا: في أحد بيوت شعر امرؤ القيس نجد أنه استخدم اسم الفاعل المعرف بالألف واللام في كلمة “القاتلين”، لتدل على الفعل “يقتلوا”، لهذا نصب بعده المفعول به “الملك”، ليكون الفاعل ضميراً مستتراً.
اسم فاعل متجرد من الألف واللام:
- الحقُّ قوةٌ قاهرةٌ الباطل إذا توافرت لها الحرية: تحقق كلا الشرطين في هذه الجملة، فالجملة لا تدل على الفعل الماضي، كما أن اسم الفاعل بها “قاهرة” قد سبقه اسم وهو صفة له.
- ما مُطمئنٌّ قلبُ المنافق ولا هادئةٌ قسماتُ وجهه: لا تشير هذه الجملة إلى الماضي، وقد سبق أسماء الفاعلين فيها أدوات نفي. [2]
صياغة اسم الفاعل
- اسم الفاعل من الفعل الثلاثي.
- اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي.
اسم الفاعل من الفعل الثلاثي:
يُصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي على وزن “فَاعِل”، وذلك في حال كان الفعل على وزن “فَعَلَ” وهو فعل مطلق أو “فَعِلَ” وهو فعل متعدي؛ وللتمثيل على ما نقول يمكننا كتابة الفعل “نَصَرَ” ليكون اسم فاعله “نَاصِرٌ”، أو “قالَ” ليكون اسم فاعله “قَائِلٌ”، أو الفعل “باعَ” الذي يُصاغ اسم فاعله “بَائِعٌ “، وقد كُتب اسم الفاعل في كلمة “بائع أو قائل” بالهمزة لأن عين الفعل المضارع لهما ياء أو واواً “يبيع/ يقول”.
ولكن لهذه القاعدة شواذ؛ فيمكن أن يأتي اسم الفاعل على وزن “فَعِيْل، أو فَيْعِل، أو أَفْعَل، أو فَعْلان”، ومن الأمثلة هذه الصيغ بالترتيب: خَفِيْفٌ، وطَيبٌ، وأَشْيَبُ، وجوعان.
يمكن أن يعبر اسم الفاعل للفعل الثلاثي عن داء أو عرض ما في بعض الكلمات ليُكتب على وزن “فَعِلٌ”، على سبيل المثال كلمة: “وَجِعَ”، أو “فَرِحٌ”، كما يمكن أن يدل على لون ليأتي بصيغة “أَفْعَلُ” كقولنا “أخضر، وأحمر، وأصفر”، إلى جانب وزنه على صيغة “فَعْلانُ” التي تشير عادة إلى الشبع أو العطش فنقول “شبعان أو عطشان”.
أما فيما يخص الفعل الثلاثي الذي يأتي على وزن “فَعُلَ” فإن اسم فاعله يأتي على نحوين؛ فإما أن يكون على وزن “فَعْلٌ” فنستخدمه مع الفعل “سَهُلَ” ليكون “سَهْلٌ”، وإما أن يأتي على وزن “فَعِيْلٌ” فنستخدمه مع الفعل “نَظُفَ” ليكون “نَظِيفٌ”.
اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي: يأتي اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي على وزن مضارعه ولكن يُستبدل الحرف الأول فيه بميماً مضمومة مع كسر الحرف ما قبل الأخير؛ ومثال على ذلك: كرم يُكرم فهو مكرم، ودرَّس يُدرس فهو مدرس، وأخيراً احتل يحتل فهو محتل.
ولكن لكل قاعدة شواذ؛ إذ تشذ هنا بعض الكلمات فلا تُستخدم معها القاعدة بحذافيرها؛ مثلما نقول في كلمة “مُحْصَنٌ” المشتقة من الفعل “أَحْصَنَ”، أو كلمة “يافِع” من الفعل “أيفع”. [3]
إعراب اسم الفاعل
يعرب اسم الفاعل حسب موقعه في الجملة.
يُعرب اسم الفاعل حسب موقعه في الجملة، فيختلف الإعراب من جملة لأخرى كما نرى في الأمثلة الآتية:
- قال قائل: “تعلم الصبر!”: جاءت كلمة “قائل” اسم فاعل يعرب فاعلاً مرفوعاً وعلامة رفعه تنوين الضم.
- ما من ماشٍ في المكان غيري: أتت كلمة “ماشٍ” في صورة اسم فاعل يعرب اسماً مجروراً لفظاً مرفوعاً محلاً على أنه مبتدأ.
- أنت داعٍ إلى الخير: كلمة “داعٍ” اسم فاعل يعرب خبراً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الباء المحذوفة، قد منع من ظهورها الثقل، وجاء التنوين للعوض.
- رأيتك مصلياً في المسجد: “مصلياً” اسم فاعل يعرب نعتاً منصوباً وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- أنت مجتهد في دراستك: “مجتهد” اسم فاعل يعرب خبراً مرفوعاً للمبتدأ “أنت” وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخر حرف.
- نحتاج فناناً ماهراً في معرضنا هذا اليوم: “ماهراً” اسم فاعل يعرب نعتاً منصوباً وعلامة نصبة تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- المؤمن يحب الخير لغيره: “المؤمن” اسم فاعل يعرب مبتدأً مرفوعاً وعلامة رفعة الضمة الظاهرة على آخره. [4]