متى يُعد المفعول المطلق

يُعد المفعول المطلق

يُعد المفعول المطلق اسما .

المفعول المطلق هو عبارة عن اسم، وهو اسم مشتق من لفظ الفعل، وهذا الاسم يدل على حدث غير مقترن بالزمن.

يعمل المفعول المطلق عمل الفعل، أو شبهه؛ على أن يتم ذكره معه. مثال على ذلك: أقدِّرُ الأصدقاء تقديراً عظيماً؛ تقديراً: مفعول مطلق منصوب.

سبب تسمية المفعول المطلق بهذا الاسم: لأنه هو الذي يصدق عليه اسم المفعول دون أن يقيد بحرف جر مثل باقي المفعولات، فكلمة “مطلق” نعني بها مفعولاً فقط دون تقييده بحرف جر، مثل المفعول به والمفعول فيه.

وبالتالي نستنتج أنّ: المفعول المطلق مصدر منصوب، يتم أخذه من جنس الفعل، وذلك لأهداف معينة:

  • إما لتوكيد الفعل
  • أو بيان نوعه
  • أو عدده. [1]

للمفعول المطلق عدّة حالات قد يأتي بها، فله عدة أحوال وهي:

  1. لتوكيد الفعل: حيث يأتي المصدر هنا لتوكيد الفعل، مثل: نصحتُ نصحَاً؛ وهنا جاء المفعول المطلق لتأكيد فعل النصح.
  2. لبيان نوع الفعل: حيث هنا يكون المصدر بهدف بيان نوع الفعل، مثل: قاتلَ المجاهدون قتالَ الأُسود؛ حيث هنا المفعول المطلق هو “قتال” حيث جاء هنا ليبيّن نوع القتل وذكرنا أنه مثل قتل الأسود.
  3. لبيان العدد: حيث يكون هنا المصدر لبيان عدد الفعل، مثل: سجدت سجدتين؛ حيث جاء هنا ليبيّن عدد السجدات، وهو اثنتان. [2]

سبب تسمية المفعول المطلق بهذا الاسم لأنه يقع عليه اسم المفعول بلا قيد، فمثلاً: ضربتُ ضرباً؛ فالضرب هنا مفعول مطلق، لأنه جاء لتوكيد الفعل؛ حيث لأنه نفس الشيء الذي فعلته. بخلاف قولك: ضربتُ زيداً؛ حيث “زيداً” هنا هو مفعول به. [2]

لنذكر الآن بعض الأمثلة على المفعول المطلق:

  • فهمت الدرس فهماً: فهماً؛ جاء لتوكيد الفعل.
  • فاز الفريق فوز الأبطال: فوز؛ جاء لبيان نوع الفعل.
  • انتصر انتصارين: انتصارين؛ جاء ليبين عدد الفعل. [1]

للمفعول المطلق عدّة شروط، وهذه الشروط هي:

  • أن يكون مصدراً، أو ما ينوب عنه.
  • أن يكون فضلَةً، حيث إذا كان غير فضلةً فلا يسمى عندها مفعولاً مطلقاً.
  • أن يتم تسليط عليه عامل من لفظه، مثل: ضربني ضرباً، أو جلست قعوداً، فهذه كلمات هي من لفظ الفعل نفسه.
  • أن يأتي توكيداً للعامل، أو بياناً للنوع أو العدد. [3]

مثال: “كلَّم الله موسى تكليماً”

تكليماً: هو مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. [3]

ما هي عوامل المفعول المطلق

عوامل المفعول المطلق: حيث يعمل في المفعول المطلق كل من الآتي:

  1. الفعل؛ وهو الأصل، مثال على ذلك: احترم أصدقائي احتراماً: العامل هنا هو الفعل (احترم)، والمفعول المطلق هو احتراماً.
  2. المصدر؛ مثال: “فإن جهنَّم جزاؤُكُم جزاءً موفوراً”، حيث إن (جزاء) هو مفعول مطلق والعامل هنا هو (جزاؤكم) وهو مصدر.
  3. اسم الفاعل؛ مثال: الصافّات صفّاً: جاء هنا (صفّاً) مفعول مطلق، والعامل هنا اسم الفاعل (الصافّات).
  4. الصفة المشبّهة؛ مثال: هذا قبيح قُبحاً شديداً، (قبحاً) هو المفعول المطلق، وهو مبيّناً لنوع عامله، وهو الصفة المشبّهة (قبيح).
  5. اسم التفضيل؛ مثال: محمّد أكرَمَهُم كرَمَاً، حيث جاء هنا (كرماً) مفعول مطلق للعامل (أكرمهم)، وهو اسم تفضيل. [2]

قد يحذف العامل في المفعول المطلق، ولكن يوجد حالتين لهذا الحذف، وهي:

  • حذف العامل وجوباً
  • حذف العامل جوازاً.

أولاً: حذف الفعل جوازاً:

يجوز حذف العامل في المفعول المطلق المبيّن للنوع، والعدد، وذلك في حال:

  • الجواب عن السؤال: على سبيل المثال:

كيف قرأت؟ فيكون الجواب: قراءة متأنية. (أي قرأت قراءة متأنّية) وهنا حذفنا العامل بسبب الجواب عن السؤال.

ومثال آخر: كم قفزت؟ قفزتين أو ثلاث.

  • في المواقف التي يوحي بها: ومثال على ذلك: جملة حجّاً مبروراً وسعياً مشكوراً. (كأنك قلت حججت حجاً مبروراً وسعيت سعياً مشكوراً).

ثانياً: حذف الفعل وجوباً:

  • إذا جاء المفعول المطلق مفصلاً لمجمل قبله، مثال: سأجاهد في سبيل الله، فإمّا فوزاً وإمّا شهادةً؛

حيث جاء كل من (فوزاً) و(شهادةً) مفعول مطلق لفعل محذوف، وتقديره هو: إمّا تفوز فوزاً أو تستشهد شهادةً.

  • إذا ذُكر المفعول المطلق وكان عامله خبراً لمبتدأ اسم عين (اسم شخص)، مثال: محمدٌ قياماً قياماً؛ حيث هنا فعل المفعول المطلق محذوف وتقديره يقوم.
  • يحذف المفعول المطلق في حال الحصر بـ (ما، وإلّا). مثال: ما يوسف إلّا اتكالاً، حيث هنا التقدير: إلّا يتكل اتكالا.
  • في حال كان المفعول المطلق مؤكداً لمضمون الجملة؛ مثال: هذا صديقي حقاً، تقديرها هو: أحقّ حقّا،

ومثال آخر: هذا عملي فعلاً؛ وتقديره هو: أفعل فعلاً.

  • إذا كان المفعول المطلق فعلاً علاجياً بعد جملة قائمة على التشبيه، وفيها فاعله من حيث المعنى. والفعل العلاجي هنا معناه أن يكون الحدث هو عملاً حسياً ظاهراً، وهو على عكس الفعل المعنوي.

مثال على ذلك: لعليٌّ عملٌ عملَ الأبطال.

  • في حال جاء مع بعض المفاعيل المطلقة التي كثر جريانها على الألسنة وصارت كالأمثال، ونرى مثال على ذلك: صبراً على المكاره؛ وتقديرها هو: أصبر صبراً.
  • في حال بعض المصادر التي تبقى دائماً على حالها، مثل: سبحان، معاذ، لبّيك، وغيرها من الأفعال. [2]

ما الفرق بين المفعول المطلق ونائب المفعول المطلق

نائب المفعول المطلق قد يلزم استعماله في بعض الأحيان، وهي حالات خاصة نستعمله فيها نقوم فيها باستعمال نائب عن المفعول المطلق وسنذكر هذه النوائب التي قد تستعمل؛ وهي عددها (11):

  • كلّ وبعض
  • اسم المصدر
  • العدد
  • آلته
  • مرادفه
  • صفته
  • الضمير العائد عليه
  • الإشارة إليه
  • نوعه
  • الهيئة
  • أدوات الاستفهام والشرط. [4]
  1. كلّ وبعض: يمكن أن ينوب عن المفعول المطلق لفظ (كلّ أو بعض)، تستعمل هذه الألفاظ بشرط أن تضاف إلى المصدر، حيث هذا المصدر كان بالأصل هو المفعول المطلق، مثال: ضربته بعض الضرب.
  2. اسم المصدر: وهو ما يساوي المصدر في المعنى، ويخالفه من ناحية الاشتقاق وذلك بنقص بعض حروفه.

مثال: اغتسلت غُسلاً، وتوضّأت وضوءًا.

  1. العدد: مثال: قفز اللاعب ثماني قفزات، وتقديره هو: قفزاً ثماني قفزات.
  2. آلته: مثال: ضربت اللص سوطاً؛ وتقديرها: ضرباً سوطاً.
  3. مرادفه: هو الذي يوافقه في المعنى لكن يخالفه في اللفظ، مثال على ذلك: فرحتُ جذلاً، وقعدت جلوساً.
  4. صفته: حيث قد ينوب عن المفعول المطلق صفته، مثل قوله تعالى: “وذَكَر الله كثيراً” وتقديره: ذكراً كثيراً.
  5. الضمير العائد عليه: مثال: اجتهدتُ اجتهاداً لم يجتهده غيري. حيث أن الضمير في فعل (يجتهده) عائد على المصدر (اجتهاداً)، وهو مفعول مطلق نائب عن المصدر.
  6. الإشارة عليه: مثال على ذلك: أحببته ذلك الحب.
  7. نوعه: مثال: مشينا هرولةً، وقعدت القرفصاء، حيث ناب هنا عن المفعول المطلق نوعه.
  8. الهيئة: مثال: مشيتُ مشيةَ الأسدِ، وهنا عبّرنا عن المشي بأنه بهيئة الأسد.
  9. أدوات الاستفهام والشرط: مثل: ما، أيّ، مهما.

مهما: مثال: مهما تطلب أطلب.

حيث كل من (ما، وأي، ومهما) نابت عن المصدر وجاءت مفعولاً مطلقاً. [4]