ما هي حروف الميزان الصرفي

حروف الميزان الصرفي

حروف الميزان الصرفي هي: ف، ع، ل.

عندما كانت الكلمات مختلفة عن بعضها البعض في اللغة العربية كافةً؛ وُجد ما يحدد هذا الاختلاف ويضع قاعدة متّبعة لهذه الكلمات، ولذلك وُجد ما يسمى بالميزان الصرفي. فالميزان الصرفي هو عبارة عن كلمة من كلمات اللغة جعلها العلماء هي المرجع الأساسي أو الميزان؛ نسبةً لاسمه. وهذه الكلمة هي كلمة (ف ع ل: فعل). [1]

اختار العلماء هذه الكلمة لعدة أسباب مختلفة، وهذه الأسباب هي:

  • لأنها كلمة ثلاثية؛ أي مكونة من ثلاثة حروف، واللغة العربية بغالبيّتها تتألف من كلمات ثلاثية، لذلك كان هذا الميزان مكون من ثلاثة أحرف. وكانت الكلمات الرباعية أقل شيوعاً، أما الكلمات الخماسية فهي نادرة جداً.
  • لأنها كلمة دلالتها عامّة؛ أي أن دلالتها تشمل العديد من الكلمات في اللغة العربية، حيث كل الأفعال (مثل الأكل أو الشرب أو المشي أو غيره..) كلّها تدل على فعل، وهذا ما الميزان الصرفي كذلك.
  • كون أحرفها صامتة ساكنة؛ أي لا يوجد فيها أي أحرف فيها مدود أو غيره، ولا يوجد فيها همزة. [1]

وبذلك نكون قد تحدّثنا عن أهم ما في الميزان الصرفي، وهي حروفه، وسبب اختيار العلماء لهذه الأحرف. فكانت هذه الكلمة الأسهل والأكثر ليونةً في الاستعمال اليومي والعام.

فوائد الميزان الصرفي عديدة، فهو ليس لوزن الكلمات كما يتبيّن من اسمه، وإنما له فوائد عديدة أخرى، ومنها:

  1. تحديد صفات الكلمة: حيث يحدد الميزان الصرفي فيما إذا كانت الكلمة مجرّدة (أي لا يوجد فيها أحرف زائدة)، أو مزيدة. وإنه بالإضافة لذلك يحدد الأحرف والأصوات الزائدة فيها.
  2. تحديد أصل الكلمة: حيث يقوم الميزان الصرفي بتحديد فيما إذا كانت الكلمة أصلية أم حُذف أحد أصولها.
  3. تحديد حصول تقديم أو تأخير في أصول الكلمة أو تغيير في أحد الحروف الأصلية.
  4. تحديد الأصوات: حيث يقوم بتحديد فيما إذا حصل تغيير في أصواتها؛ سواء الأصوات الساكنة أو المتحركة. [1]

هناك نوعين للزيادة في الميزان الصرفي؛ وهي:

  • الزيادة عبر حرف صامت من أحرف كلمة (سألتمونيها)؛ حيث يعبّر عن هذه الزيادة بإضافة هذا الحرف إلى الوزن الصرفي، مثل:

كاتب: فاعل

كتاب: فعال

مكتبة: مفعَلة

استكتاب: استفعال.

وهذه كانت نوع الزيادة الأولى، وهناك نوع آخر أيضاً. [1]

  • الزيادة عبر تكرار أصل من أصول الكلمة: حيث يكرر ما يقابله في الميزان، مثل:

قدَّم: فعَّلَ

احمرَّ: افعَلَّ

اخشوشَنَ: افعَوعَلَ. [1]

كيف اعرف الميزان الصرفي

نزن الكلمة بالميزان الصرفي عبر استبدال أصوات الفعل بصوت الميزان.

فالهدف من هذا الوزن هو إظهار الكلمة بوزنها الأصلي، وذلك عن طريق وضع الكلمة بالميزان وتعويض هذه الحروف. إن الحروف في الميزان الصرفي تحل محل الأصوات الأصلية في الكلمة؛ وفي حال وجود أحرف زائدة فإنها توضع أيضاً في هذا الميزان.

نستطيع معرفة أصول الكلمة عن طريق معرفة الصوامت في الكلمة؛ وهو يكون الشكل المجرد من الكلمة. [1]

مثلاً: نجد كلمة كَتَبَ: وهو الشكل المجرد من الكلمة، وأي إضافات أو أحرف أخرى هي الشكل المزيد منه، حيث مثلاً هناك عدة أشكال قد نجدها من الكلمة وهي: كتب، يُكتَبُ، اكتَتَب، كاتبٌ، كِتاب، كُتُب، مكتَب، مكتَبة.

حيث كما ذكرنا، أصل الكلمة هو: كَتَبَ؛ وهو يسمى الجذر. [1]

لمعرفة وزن الكلمة، نقابل أحرف الفعل مقابل هذه الأحرف والتي هي أحرف الميزان: فَـ عَـ لَـ.

وهناك بعض الأمثلة على هذا الميزان نجد:

شَرِبَ: فَعِلَ.

فَرِحَ: فَعِلَ.

رَحِمَ: فَعِلَ.

أما بالنسبة لهذه الكلمات: بعثر، طمأن، فهي من أصلها رباعية الأحرف، وسوف يكون جذرها بالشكل الآتي: فَعلَلَ، فهي كذلك شكلها المجرد وليس المزيد.

إن الصوامت التي لا تظهر في الشكل المجرد هي صوامت الزيادة، وهي الأحرف التي تكون زائدة على الجذر؛ مثال كلمة استَكتَبَ: استفعلَ: الجذر هو كَتَبَ؛ والحروف الزائدة هي: ا، س، ت. [1]

وهناك أمثلة أخرى على كيفية الوزن يمكن أن نعرضها لكم، وهي:

  • أكرمَ: وزنها أفعَلَ؛

الجذر هو: كرمَ، والحرف الزائد هو الألف فوضعناه مقابله في الميزان الصرفي.

  • اجتَمَعَ: وزنها افتَعَلَ؛

جذر الكلمة هنا هو: جَمَعَ، وقابلنا مثله من كلمة فعَلَ، والأحرف الزائدة وضعناها كما هي في الميزان الصرفي، مع نفس الحركات والسكون.

  • استغفَرَ: وزنها استفعَلَ؛

إن جذر الكلمة هو غَفَرَ، والأحرف الزائدة وضعناها بالمقابل في الميزان الصرفي لتصبح بهذا الوزن.

  • قائمٌ: وزنها فاعلٌ؛

جذر الفعل هو قام، وزدنا الألف بعد الفاء ليصبح الفعل بهذا الوزن بعدها، وقابلناها بالميزان الصرفي أيضاً. [2]

لماذا وضع الميزان الصرفي على ثلاثة أحرف

وضع الميزان الصرفي على ثلاثة أحرف لأن غالبية كلمات اللغة العربية هي مكوّنة من ثلاثة أحرف فقط؛ أما الكلمات الرباعية والخماسية نسبتها تكون أقل بكثير منها. [3]

إن الميزان الصرفي هو مقياس وضعه علماء العرب قديماً لمعرفة حال الكلمة ووزنها مما يسهّل القواعد عليهم كثيراً، لذلك وُضع بهذا الشكل. وهو يقابل أصول الكلمة كما ذكرنا، والزيادة في الكلمة يُعبّر عنها بلام ثانية، ولام ثالثة.

وُضع الميزان الصرفي لتحقيق ثمانية أهداف وهي:

  1. الحركات
  2. السّكنات
  3. الأصول
  4. الزوائد
  5. التقديم
  6. التأخير
  7. الحذف
  8. عدم الحذف. [3]

وأهم فائدة له هي الزيادة، حيث سنتطرّق الآن إلى أحرف الزيادة في الميزان الصرفي وما الهدف من كل منها، وذلك كما يلي:

إن للزيادة معنى موجود دائماً وهدف أيضاً، حيث التصريف على الميزان الصرفي يبيّن لنا أحرف الزيادة التي ظهرت، ولها عدة أسباب:

  1. لتحقيق المعنى: مثال: فعل دَرَسَ:

عند الزيادة نجد منه عدة كلمات، مثل مدرِّس، مدرسة، دراسة، دارِس.

فهذه الكلمات لها معانٍ مختلفة، فكل حرف يزاد يحقق معنى مختلف عن الآخر.

  1. التمكّن من النطق بالساكن:

مثل أفعال الأمر؛ فعل انقر مثلاً، حيث يساعد حرف الزيادة هنا؛ وهو همزة الوصل، على نطق الحرف الساكن أول الكلمة، ويكون وزن هذا الفعل: افعل.

  1. لبيان حركة لا بدّ من بيانها في بعض الأحيان، ولا نستطيع إظهارها إلا بالزيادة.
  2. التعويض عن الحذف، مثال على ذلك:

كلمة سنة؛ من سنوات، وهي على وزن فعة.

ومن أنواع الزيادة، نجد:

  • تكرار حرف أصلي مماثل لنفس لكلمة، مثل:

قطع: قطَّع.

جلَبَ: جلبب.

  • زيادة حرف من أحد حروف كلمة (سألتمونيها)، نحو:

أكرَمَ، خاطَبَ، سمراء، غزال، وغيره من الكلمات أيضاً.

نفرق بين الحرف الأصلي والزائد عبر:

إن الحرف الأصلي هو الذي يلزم لتصاريف الكلمة المختلفة كلّها، ولا يمكن الاستغناء عنه.

بينما الحرف الزائد هو الذي يمكن الاستغناء عنه في مختلف تصاريف الكلمة. [1]