لم يستطع البتاني تحقيق حلمه برؤية النجوم قريبة
لم يستطع البتاني تحقيق حلمه برؤية النجوم قريبة
لم يستطع البتاني تحقيق حلمه برؤية النجوم قريبة هي جملة خاطئة .
كان البتاني يتأمل القبة الزرقاء التي تعلوه كل مساء بعد أن تغرب الشمس ليتحول لونها إلى اللون الأسود، وتكون مزركشة بنقاط لامعة تثير فضوله، قد عرف بعدها أنها تسمى بالنجوم، ولكن فضوله لم ينتهي بعد، فظل البتاني حينما كان صغيراً يحيا على أمل أن يقترب ويلامس تلك النجمات اللامعات في السماء، حتى أن أصدقائه كانوا يسخرون من حلمه هذا.
ولكن حلم البتاني ظل يطارده لأعوام طوال إلى أن قرر أخيراً أن يسأل أحد علماء مدينته “بتان”، وقد كان العالم جليلاً ملماً بكثير من المجالات والعلوم، فذهب إليه البتاني وقال: “لماذا النجوم بعيدة هكذا؟!”، فرد عليه: “إن السماء هي مكانها الطبيعي، وهي لا تقترب من الأرض، ولكن إن أردنا أن نراها علينا نحن أن نقترب منها”.
بالطبع أثارت هذه الإجابة فضوله أكثر وأكثر، فهذه إجابة غامضة جداً، ولكن حينما سأل “كيف يمكن الاقتراب منها؟” أتاه الرد بأنه يمكنه رؤيتها عن قرب عن طريق المرصد، ذلك الشيء المستخدم في علم الفلك ويرصد النجوم والكواكب في السماء.
وهنا حلم البتاني بوجود مثل هذا الجهاز فوق تل مدينته، وأخبر رئيس الفلكيين بحلمه، لهذا ساعده على تحقيقه عن طريق بناء وتشييد مرصد في مدينة “بتان”، ومن شدة حماس البتاني كان يسافر إلى البلدان المجاورة لإحضار أجهزة رصد النجوم الحديثة.
وفي يوم في إحدى رحلاته إلى تلك البلاد قابل العالم “الإسطرلابي” أشهر من صنع جهازاً لرصد النجوم بل ورصد أجزاء منها وتكبيرها، لهذا جلب البتاني هذا الجهاز وغيره من أدوات الرصد التي أحضرها من البلدان الأخرى من أجل إنشاء مرصد مطل على العاصمة، وقد حدث ذلك بالفعل وأصبح المرصد هو البيت الثاني للبتاني الذي فيه يمكنه أن يرى النجوم اللامعة عن قرب ويحقق حلمه ليقول لها كل ليلية “اقتربي أكثر أيتها النجوم، فأنا أحبك”.
عالم عربي لقب ببطليموس العرب
أبو عبد الله مُحَمَّد بن جَابر بن سِنَان الْحَرَّانِي الأَصْل والمعروف باسم “البتاني”.
ولد البتاني عام 858 ميلادياً في أحد الأقاليم، وقد كان يسمى حران “تركيا حالياً”، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة الرقة وهي مجاورة لإقليم حران وقد عاش وترعرع فيها، وهي إحدى مدن سوريا الآن.
وفي حران قد ولد عدد لا بأس به من علماء الفلك أمثال: ثابت بن قرة، لهذا كان يأمل البتاني منذ صغره أن يكون أحد هؤلاء المهتمين بعلم الفلك والنجوم، وبالفعل أصبح هكذا، ليصير إلى ما نعرفه به عالم فلكي إسلامي مشهور في مختلف بقاع الأرض.
وقد اجتهد البتاني طوال حياته في عمله، فكانت له عدة إسهامات هامة في علوم الفلك والرياضة، وقد صحح أخطاء بعض من سبقوه من علماء الفلك؛ نذكر على سبيل المثال لا حصر تصحيحه لنظريات بطليموس التي تناول فيها حركة الكواكب والأفلاك، والحسابات الشمسية، والحسابات القمرية، المرتبطة بالظواهر الطبيعية كالكسوف والخسوف وتعاقب الفصول والليل والنهار.
هذا غير إنجازاته المضافة إلى علم الرياضيات؛ خاصةً علم المثلثات، ومؤلفاته الفلكية التي شملت كتاباً يسمى “الزيج الصابئ” وهو يعد الآن عمود من أعمدة علم الفلك ومراجعها التاريخية، وربما هذا الكتاب هو ما جعلهم يطلقون عليه “بطليموس العرب”.
وبعد كفاح طويل وتاريخ مشرف في علم الفلك والرياضيات، سُطرت نهاية حياة العالم الجليل بطليموس العرب عام 929 ميلادياً، عن عمر يناهز 75 عاماً أثناء العودة من بغداد إلى الرقة السورية وتحديداً مدينة سامراء. [2] [3]
أبرز إنجازات البتاني العلمية
- إنجازاته في مجال علم الفلك.
- إنجازاته في مجال الرياضيات.
وجب أن نذكر تفاصيل إنجازات البتاني بشيء من التفصيل، خاصةً أنه كان مجتهداً وضليعاً في علم الفلك وعلم الرياضيات، بل أن نظرياته تُدَرَس إلى الآن في المدارس الأوربية.
إنجازاته في مجال علم الفلك:
- صحح البتاني طرق رصد الكواكب، واستطاع أن يلاحظ حركتها في خطوط مستقيمة أو في الرجوع، كما أنه وضع خارطة مختلفة وجدولاً جديداً عن ذا الذي كان يضعه علماء الفلك السابقين.
- استطاع البتاني تصنيف 489 نجماً في جدوله الفلكي الشهير أو كما يُطلق عليه زيج.
- أعاد تقسيم أيام السنة ليكون طولها 365 يوماً، بالإضافة إلى 5 ساعات، و46 دقيقة، و24 ثانية.
- حدد مواعيد وأوقات المواسم والفصول السنوية، والشهور، مع إيضاح طول وقصر النهار في كل منهم.
- درس حركة الشمس والقمر،واستطاع تحديد أوقات الكسوف والخسوف.
- أصلح مذهب بطليموس في كتاب “المجسطي” مع الاستدلال من الأرصاد، والأبحاث العلمية، والحسابات الفلكية والهندسية بالاعتماد على استخدام علم المثلثات.
- قدر ميل الشمس ب 23 ° 35، بنما قدر اعتدالها بما يقارب 54.5 في السنة.
- كشف عن موقع ذروة الشمس -أبعد نقطة عن الأرض-
- أول من كشف وحدد نقطتي السمت والنظير في السماء.
- اكتشف حركة الأوج الشمسي والإنحراف الشمسي.
- اعتمد الغرب على حساباته فتقدموا في علوم الفلك.
إنجازاته في مجال الرياضيات:
- حسن البتاني الحسابات الفلكية التي كان يعتمد عليها بطليموس بالاعتماد على الأسلوب الرياضي.
- استبدل البتاني الطرق الحسابية الهندسية التقليدية بعلم المثلثات.
- استطاع البتاني أن يعمل في مرصد الرقة وخرج منه بحسابات دقيقة.
- ابتكر البتاني صيغاً رياضية في حساب المثلثات الكروية.
- صمم البتاني جدولاً فلكياً بالاعتماد على ظل التمام، والجيب الهندسي والأوتار. [2] [3]
أبرز مؤلفات البتاني
كتاب الزيج الصابئ.
يعد كتاب الزيج الصابئ أحد أبرز الكتب التي وردت في علم الفلك، وقد كتبها العالم البتاني، ومعنى الزيج هنا هو الجداول الفلكية؛ إذ يضم الكتاب معلومات عن الأجرام السماوية وحركتها، بالإضافة إلى معلومات عن حركة الكواكب الثابتة وأحجامها وأشكالها، كما تضمن الكتاب وصفاً لحلات الكسوف وأوقاته، وأشكال القمر وبعده عن الأرض.
تُرجم الكتاب إلى عدة لغات أجنبية؛ مثل: اللغة اللاتينية، والإسبانية، وعدداً كبيراً من اللغات الأوربية لما له من أهمية، وقد بلغت عدد صفحات الكتاب 155 صفحة مقسمة على 57 باب تضمنوا بعض من العناوين الآتية:
- تقسيم دائرة الفلك.
- معرفة أقدار أوتار أجزاء الدائرة.
- معرفة مقدار ميل فلك البروج.
- معرفة مطالع البروج في الفلك المستقيم.
- خواص الخطوط المتوازية.
- معرفة مشارق الشتاء والصيف ومغاربها.
- من دوائر آفاق البلدان.
- معرفة ارتفاع القطب.
- معرفة زيادة النهار الطول وما دونه.
- معرفة الارتفاع والظل.
- معرفة سمت الارتفاع من دائرة الأفق.
- معرفة خط نصف النهار.
- سمت الجنوب.
- معرفة مطالع البروج في كل بلد.
- معرفة عروض البلدان بالرصد.
- معرفة ارتفاع الشمس.
- معرفة ما يمضي من النهار.
- معرفة أبعاد الكواكب.
- معرفة قوس نهار أحد الكواكب.
- معرفة الدرجة التي يطلع معها الكوكب.
- معرفة الدرجة التي يغيب معها الكوكب من فلك البروج.
- معرفة ما يمضي من الليل.
- معرفة ارتفاع الكواكب.
- معرفة أبعاد ما بين الكواكب.
- معرفة مقدار طول أزمان السنة.
- معرفة اختلاف حركة الشمس.
- معرفة اختلاف الأيام بلياليها.
- صفة أفلاك القمر واختلاف حركاته.
- معرفة موضع القمر الحقيقي من فلك البروج.
- معرفة عرض القمر.
- معرفة بعد القمر عن الأرض.
- رؤية الهلال في أوائل الشهور وأواخرها.
- معرفة كسوف الشمس وأقداره وأوقاته.
- معرفة الأشكال التسعة للكواكب الثابتة.
- معرفة حركة الكواكب الثابتة. [3] [4]