تعريف الترخيم وأنواعة .. وأمثلة عليه
الترخيم هو
تعريف الترخيم في اللغة: هو ترقيق الصوت وجعله عذبًا، وفي الاصطلاح: هو حذف آخر الكلمة بطريقة معينة لدواعٍ بلاغية.
الترخيم يُعد من الظواهر اللغوية في اللغة العربية وهو قائم على مبدأ الاختصار وحذف آخر الكلمة للتسهيل، وللترخيم تعريفين أحدهما لغوي والآخر اصطلاحي، وقبل أن نستفيض في التعريفات يجب علينا معرفة ما الفرق بين التعريف اللغوي والاصطلاحي.
التعريف اللغوي: ما أُطلق على الكلمة من معنى في لسان العرب، أي: ما تعارف عليه العرب من معنى هذه الكلمة فهذا تعريف لغوي أي: في اللغة.
تعريفه الاصطلاحي: هو المعنى الذي اتفق عليه أهل تخصص معين في شرح كلمة معينة، على سبيل المثال الصلاة في اللغة هي الدعاء لكن في الاصطلاح هي العبادة المعروفة في الإسلام.
تعريف الترخيم اللغوي هو: مصدر رخم، أي سهل وليّن، وقال الرازي في الترخيم لغةً أنه هو التليين.
الترخيم اصطلاحًا عند النحويين:
فعند “سيبويه” هو حذف آواخر الاسم المفرد لغرض التخفيف والتسهيل، وفي شرح “ابن عقيل” جاء في تعريف الترخيم اصطلاحًا أنه حذف أواخر الكلمة في النداء مثل: (يا سعا) عوضًا عن (يا سعاد)، وجاء تعريف الترخيم في “موسوعة النحو والصرف والإعراب” أنه حذف آخر اللفظ لداعٍ بلاغي كالتخفيف أو التلميح أو الاستهزاء، وفي “كتاب شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك” عُرف الترخيم على أنه حذف بعض الكلمة على وجه مخصوص.
في نفس السياق ولكن بشكل مبسط أكثر فالترخيم هو حذف آخر حرف من الاسم للتخفيف مثل: “يا حار” والأصل “يا حارث”، ويكون هذا الحذف غرضه إما التخفيف أو التلميح أو الاستهزاء ولكن أكثرهم شيوعًا هو التخفيف وهو الاستخدام الأصلي للترخيم. [1] [2] [3]
انواع الترخيم
- ترخيم المنادى.
- ترخيم للضرورة الشعرية.
- ترخيم للتصغير.
ترخيم المنادى: جاء في ألفية ابن مالك في ترخيم المنادى ” وترخيما احذف آخر المنادى ** كيا سعا فيمن دعـا سعادا”، وظهر هنا أنه المنادى يتم استخدام الترخيم به وحذف آخر حرف، لكن هناك شروط لترخيم المنادى سنتناولها في السطور القادمة.
شروط ترخيم المنادى:
أن يكون المنادى معرفة: أي اسم مُعّرف مثل (يا عام لا تعاشر السفهاء)، والأصل يا عامر.
لا يكون المنادى مجرورًا باللام: أي لا يكون المستغاث به في النداء مجرورًا باللام مثل (يا لفاطمة لأبنائها) فلا يجوز الترخيم هنا إلا إذا حُذف حرف اللام.
ألا يكون المنادى مندوبًا: مثل (وامعتصم، أين أنت؟)، لا يصح هنا الترخيم لأن معتصم منادى مندوب مبني على الضم، ومعني كلمة مندوب أي: المتفجع عليه أو متفجع عليه، وكلمة مندوب مشتقة من كلمة الندبة أي الندب والنواح على الميت، فهنا جاءت بمعنى الندب على أن زمن المعتصم ولى وذهب.
لا يجوز الترخيم في المناد المضاف أو الشبيه بالمضاف: لا يصح الترخيم في المضاف مثل (يا معلميّ، أنت فخر الأمة)، فلا يجوز ترخيم معلميّ لأنها مضافة إلى ياء المتكلم، (يا كريمًا خلقه، أقبل) فلا يصح الترخيم هنا أيضًا لأنه شبيه بالمضاف (كريما خلقه).
ألّا يكون المنادى مركب تركيب إسنادي: لا يُرخم المركب منادي التركيب الإسنادي مثل ( يا تأبط شرًا، أقبل)، ومعنى مركب تركيب إسنادي أي: رُكب الاسم من مسند ومسند إليه سواء مبتدأ وخبر أو فعل وفاعل ومفعول وسُمي بالمركب الجُملي لكونه يشبه تركيب الجملة، وقد استعمله العرب في تسمية بعض الأسماء.
ألا يقتصر المنادى على كونه للنداء فقط: أي المنادي لا يُستخدم وليس له أي استعمال آخر غير النداء فهنا لا يجوز ترخيمه وحذف آخر حرف منه مثل (يا فلان) هي لا تأتي إلا مع النداء فلا يجوز أن نقول (يا فل) لأنها تلازم النداء فقط.
إن كان المنادى مجردًا من التاء: إن كان المنادى لا ينتهي بالتاء فيشترط للترخيم أن يكون اسم علم مثل (يا سال، أقبل) والأصل يا سالم، والشرط الثاني أن يكون العلم مما هو فوق الثلاثي، فلا يجوز ترخيم (يا سعد)، أما إن كان ينتهي بالتاء مثل (يا هبة) فيجوز ترخيمه (يا هب).
ترخيم للضرورة الشعرية: هذا النوع يقتصر فقط على غير المنادى ويشترط به 3 شروط:
أولا: أن يكون شعر، كما جاء في بيت الشعر ذلك:
لنعم الفتى ـ تعشو إلى ضوء ناره ـ *** طريف ابن مال بين الجوع والخصر
والأصل (طريف ابن مالك) ولكن تم ترخيمه للضرورة الشعرية.
ثانيا: أن يكون غير منادى ولكن يصلح للنداء، فلا يصح ترخيم (الغلام) لأنه غير صالح للنداء لوجود (أل)، وفي نفس السياق يجوز ترخيم (مالك) لأنه يصلح للنداء.
ثالثا: أن يكون المرخّم زائدًا عن ثلاثة أو مختوم بتاء التأنيث.
ترخيم للتصغير: هو تغير في بنية الكلمة لهدف تقليل الحجم (كتيّب)، أو تقريب الزمن (قبيل الظهر)، أو تقليل الكمية (دريهمات)، وشروط ترخيمه هي:
أن يكون اسمًا: فلا تصغر الأفعال أو الحروف.
ألّا يكون شبه حرف أو ضمير: فلا يجوز تصغير (من) أو (كيف).
أن يكون قابلًا للتصغير: فلا تصغر الأسماء المعظمة مثل اسماء الله أو الأنبياء أو الملائكة، ولا يجوز تصغير الشهور أو الأيام.
خالي من صيغ التصغير: فلا يصح تصغير ما هو مُصغر في أصله. [1]
امثلة على الترخيم
- جاري لا تستنكري عذيري ** سيري واشفاقي على بعيري (يا جارية).
- لنعم الفتى ـ تعشو إلى ضوء ناره ـ *** طريف ابن مال بين الجوع والخصر (ابن مالك).
- ألا أضحت حبالكم رماما **وأضحت منك شاسعة أماما (أمامة).
- وهذا ردائي عنده يستعيره ** ليسلبني حقي، أمال بن حنظل (يا مالك بن حنظلة).
- ليس حيّ على المنون بخال (خالد).
- يا أعرابيّ، افعلي ما يليق (أعرابية).
- يا سال، لا تأسف على زمانٍ مضى (سالم).
- يا جاري، أنقذي مولاك (جارية).
- دنينير.
- بويب. [1] [4]
كيف يعرب الترخيم
- لغة من ينتظر الحرف الأخير.
- على لغة من يعتبر آخر المرخم هو آخر حرف.
هناك من يعتبر أن الحرف الأخير بعد الترخيم يظل موجود لكنه حٌذف، فيبقى الحركة التي كانت على المحذوف وتُقدر حركة البناء على المحذوف، وهناك من لا ينتظر الحرف المحذوف فيعتبر الترخيم هو أصل الكلمة ولا يوجد شيء محذوف.
على لغة من ينتظر الحرف الأخير: فيكون إعراب هذا المثال كالتالي
يا أحمَ لا تهملْ واجباتَكَ:
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أحمَ: أصلها (أحمد)، منادى مفرد علم، مبني على الضمة المقدرة على الدال التي حذفت للترخيم في محل نصب.
لا: حرف نهي وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
تهملْ: فعل مضارع مجزوم بالسكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتَ.
واجباتَكَ: مفعول به منصوب بالفتحة (مضاف)، الكاف: ضمير متصل مبني على الفتحة في محل جر مضاف إليه.
يا صاحِ أصلها (يا صاحِبُ) ويتم إعرابها كالتالي:
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
صاحِ: منادى مبني على الضمة المقدرة على الباء المحذوفة للترخيم، في محل نصب.
على لغة من يعتبر آخر المرخم هو آخر حرف: حيث يعتبر أن ذلك هو أصل الكلمة بدون أي حذف فتعرب حرف نداء ومنادى كالآتي:
يا فاطمُ:
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
فاطمُ: منادى مبني على الضم في محل نصب.
يا حارِ: أصلها (يا حراث)
يا: حرف نداء مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
حارِ: منادى مبني على الضم، في محل نصب. [5]