يعنى بتقسيم موارد الدولة
يعنى بتقسيم موارد الدولة
ديوان العطاء يعنى بتقسيم موارد الدولة، وتم تأسيسه على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتم تحديد الكثير من التواريخ لتأسيسه، لكن لا يوجد تاريخ بدقه. الطبري حدد عام 15ه/ 636 م تاريخًا لوضع الديوان على يد عمر بن الخطاب، وتم تحديد تاريخ 20ه/ 641 م من أجل تأسيس الديوان.
بالرغم من عدم الاتفاق بدقة على تاريخ تأسيس الديوان، إلا أن جميع الروايات تتنفق على أن كثرة تدفق الأموال على المدينة المنورة بسبب فتح الأمصار كانت السبب وراء وضع الديوان.
بداية الخلافة العمرية اتسمت بكثرة الغزوات، وتوزيع الغنائم على القوى المقاتله ورفع الخمس للخليفة، ولم يكن في البداية حاجة لإنشاء ديوان. وإن سياسة عمر بن الخطاب هي سياسة سليمة ونظرة حكيمه للأمور، لأن كثرة الأموال المتدفقة واتساع رقعة الدولة والحاجة لتنظيم أمور الدولة لن يتم إلا بوجود دواوين منظمة.
وكان عمر بن الخطاب بحكمته يدرك أن مثل هذه السياسة سوف تشجع المسلمين على البطالة. لكن لم يغب هذا الأمر عن ذهنه، وكان دائمًا يحث المسلمين على العمل والسعي، وكان يعارض الأشخاص الذين يعرضون عن الدنيا زهدًا.
أهمية ديوان العطاء
هذا الديوان كان له أهمية كبيرة في تنظيم أمور المسلمين، وتبرز أهميته من كونه:
- لقي الرضى من المسلمين لأنه لم يتعارض مع أعراف القبائل الإسلامية
- رتّب هذا الديوان المسلمين على مبدأ حسن الأثر في الإسلام، والتقدم والشجاعه والبلاء والجهاد في سبيل الله
- ضبط علاقات المسلمين مع بعضهم البعض بالنسبة لقسمة الفيء وتوزيعه
- الحكمة من هذا الديوان أيضًا كانت من أجل تفريغ المسلمين للجهاد
لقي الرضى من المسلمين: لم يتعارض ديوان العطاء مع القيم السلوكية للقبائل الإسلامية. والسبب هو أن الخليفة عمر قام بتأسيس هذا الديوان وفق معيار ديني ولهذا المعيار أهمية وأسبقية في نصرة الإسلام
الترتيب حسب العطاء: بالرغم من أن هذا الديوان جعل لبني هاشم رأس الأفضليه لأنهم أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام. لكنه كان متكافئًا وأعطى كل شخص ما يستحقه بناءً على ما قدّمه للإسلام بغض النظر عن نسب الشخص
تفريغ المسلمين للجهاد: منع عمر بن الخطاب ان يتم تقسيم الأراضي المفتوحة بين المجاهدين كي لا يعملوا بالزراعة، ويلههم الأمر عن الجهاد. وأن تنسيهم أعمال الدنيا الرسالة التي يجب عليهم العمل من أجلها وهي الجهاد في سبيل الله ونصرة دين الحق. [1]
أسباب تأسيس الدواوين
- قدوم أبا هريرة بمال كثير من البحرين، ولم يكن من الممكن توزيعه إلا من خلال انشاء الدواوين
- إشارة احد زعماء الفرس إلى الخليفة بوضع الدواوين،
- كثرة الأموال المتدفقة على المسلمين من الفتوحات والانتصارات العسكرية. وكثرة المدخولات والمصروفات
- زيادة مستحقات الجنود والموظفين
- حاجة الخليفة لتنظيم الأمور الإدارية
- الحاجة لتنظيم الجيش ومعرفة أفراده وتدوين المعلومات الأساسية عنهم
قدوم أبا هريرة بمال كثير: وتروي المصادر التاريخية هذه القصة ” أبا هريرة رضي الله عنه قدم عليه بمالٍ من البحرين، فقال له عمر رضي الله عنه: ماذا جئت به؟ فقال: خمسمائة ألف درهم، فاستكثره عمر، فقال عمر: أطيِّبٌ هو؟ فقال: لا أدري، فصعد عمر رضي الله عنه المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيُّها الناس قد جاءنا مالٌ كثيرٌ، فإن شئتم كلنا لكم كيلًا، وإن شئتم عددنا لكم عدًّا، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين قد رأيت الأعاجم يُدوِّنون ديوانًا لهم فدوِّن أنت لنا ديوانًا”
بسبب أحد زعماء الفرس الذين أسلموا: أشار أحد زعماء الفرس الذين أسلموا على الخليفة عمر وضع الدواوين. لذلك أمر عمر بن الخطاب بإنشاء ديوان للجند
كثرة الأموال المتدفقة على المسلمين: انتشرت الفتوحات الإسلامية ووصلت إلى مشارق الأرض ومغاربها. وفي زمن عمر كثرت الفتوحات الإسلامية ضد الفرس والبيزنطيين واسترجع المسلمون العراق وسوريا. هذه الفتوحات أدت إلى تدفق الأموال، وزيادة غنائم الحرب. لذلك كان من الضروري تنظيم مصروفات الدولة.
زيادة مستحقات الجنود والموظفين: قسم عمر بن الخطاب الدولة الإسلامية إلى ولايات ووضع على كل ولاية والي يساعده في أعمال الولاية. وهذه الولايات تتطلب جند للحماية. لذلك كان على الدولة الاسلامية عبء تغطية نفقات الجنود والموظفين والارزاق والمعدات اللازمة لتغطية هذه الولايات.
حاجة الخليفة لتنظيم الأمور الإدارية: نتيجة اتساع رقعة الدولة قسّم عمر رضي الله عنه الدولة إلى ولايات، وجعل على كل ولاية وال يستمد سلطته من الخليفة. هذا الاتساع الكبير والفتوحات جعلت من الضروري وجود ضبط للأمور الإدارية، وهذا أدى لزيادة واردات الدولة. [2]
أنواع الدواوين في الخلافة الإسلامية
بالرغم من تأسيس الدواوين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. لكن هذا التأسيس كان النواة الأولى لتأسيس الدواوين. والعهد الأموي هو العهد الحاسم في إنشاء الدواوين. وبدأت الدواوين تأخذ طابع أكثر تنظيمًا في الخلافة العباسية.
أنواع الدواوين هي:
- ديوان بيت المال
- النفقات
- الخراج
- الجند
- البريد
ديوان بيت المال: يعتبر هذا الديوان هو أصل الدواوين، يتم تدوين جميع ما يرد إلى بيت المال من الغنائم. كثرة موارد الدولة بعد استقرار الفتوحات الإسلامية دفعت الخليفة عمر بن الخطاب بتأسيس بيت للمال من اجل الانفاق على احتياجات المسلمين، وحفظ الأموال الفائضة عن أعطيات الجند.
ديوان النفقات: يتم تدوين ما ينفق من الأموال العامة على الجيش
ديوان الخراج: هذا الديوان يتعلق بتنظيم امور الجباية، والحفاظ على حقوق بيت المال. كما يقوم بحساب الضرائب. هذا الديوان ليس له علاقة بديوان عمر رضي الله عنه الذي دخل في وقت لاحق بديوان الجند.
ديوان الجند: وهو كما يشير اسمه يتعلق بتدوين أسماء الجند وأرزاقهم، وأنسابهم
ديوان البريد: هذا الديوان يتولى مهمة نقل الرسائل بين الولايات. ويقوم صاحبه بعرض الأخبار التي تصل إلى الخليفة، ونقل رد الخليفة على هذه الأخبار
ديوان الرسائل: يتم فيه كتابة أوامر الخليفة إلى الولاة. كما يتضمن الرسائل السياسية.
ديوان الصدقات: مهمة هذا الديوان هو جمع موارد الزكاة وغيرها من الصدقات وتوزيعها على مستحقيها من الفقراء والمساكين.
ديوان المصادرة: يتم في هذا الديوان تسجيل أسماء الاشخاص الذين تمت مصادره أموالهم، وتسجيل أنواع الأموال المصادرة المختلفة
ديوان المورايث: هذا الديوان تم اعتمادة في عهد الخليفة المعتمد على الله، وهو آخر خليفة من الخلفاء العباسيين. [1] [3]