علامات القبول عند الناس

علامات القبول عند الناس

  • قبول القلوب له بالمحبة.
  • الميل له والرضا عنه.
  • اعتقادهم فيه الخير.
  • تظهر عليه آثار الإقبال.
  • دعاء الناس له.

من علامات القبول عند الناس ورضا الله عنك هو تسخير الخلق لحبك والرضا عنك والميل لك ويجب أن تعلم أن من أعظم التوفيق الذي يكتبه الله للعبد في الدنيا هو وضع القبول لك في أرضه وبين عباده فتجد القريب والبعيد يحبك ومن يعرفك عن قرب ومن لا يعرفك وهناك دلالات على قبول العبد عند الناس سنتحدث عنها فيما يأتي.

قبول القلوب له بالمحبة: استشعر معي هذا الحديث وستفهم معنى أن تحبك القلوب وتقبلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله تعالى يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.

الميل له والرضا عنه: جاء في كلام ابن كثير: يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات وهي الأعمال التي ترضي الله عز وجل لمتابعتها الشريعة المحمدية يغرس لهم في قلوب عباده الصالحين محبة ومودة وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه.

ويقول مجاهد: «سيجعل لهم الرحمن وداً» قال محبة في الناس في الدنيا وقال سعيد بن جبير: يحبهم ويحببهم يعني إلى خلقه المؤمنين. وقال العوني عن ابن عباس: الود من المسلمين في الدنيا والرزق الحسن واللسان الصادق.

وقال قتادة: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً» أي في قلوب أهل الإيمان. وقال قتادة: وكان عثمان بن عفان يقول: ما من عبد يعمل خيراً أو شراً إلا كساه الله عز وجل رداء عمله.

اعتقادهم فيه الخير: إن العبد الذي يضع له الرحمن قبول في الأرض وبين عباده يظهر القبول على وجهه وترى الجميع يطمئنون له ويعتقدون فيه الخير فإذا تحدث عنه أحد بسوء ينكرون عليه قوله ويحسنون الظن فيه إن ذل.

تظهر عليه آثار الإقبال: يقول الله عز وجل في كتابه العزيز “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا” وقد جاء في كلام المفسرين أن ودًا تعني قبول في الأرض وإقبال من الناس عليه فإذا أقبل العبد على ربه جعل الله قلوب العباد تقبل عليه وقد قال مجاهد رحمه الله في تفسير هذه الآية “يحبهم ويحببهم إلى خلقه”

دعاء الناس له: أهم علامات حب الناس لك والقبول عند الناس هو الدعاء وهو أقوى دلالة على المحبة الصادقة حيث يصحبك من يحبك في دعواته سرًا وأنت لا تعلم فقد تجد الغريب في بلد بعيد يرفع يديه ليدعو إلى أحد في بلد آخر وهو لا يدري فمعنى القبول في الأرض بين الناس يمكن تلخيصه في دعاء المحبين والمخلصين بالتوفيق في حياتك والسداد والرشاد. [١]

نعمة القبول بين الناس

جميع خلق الله على الأرض هم مجموعة متنوعة بل مذهلة التنوع وعندما ننظر إلى العالم بعين الازدواجية بدل من عين الوحدة فيمكننا تفويت فسيفساء عبقرية الله في خلقه بالرغم من جمال وروعة الخليقة إلا أن العالم ما هو سوى مكان أكثر فأكثر للتعصب.

بالرغم من التشدق بالحديث عن العولمة وتحطيمها الحواجز يظهر لنا أن البشرية أقل قبول بينها وبين بعضها كما أن هناك فرق واضح بين الأقوال والأفعال في حال تعلق الأمر بالقبول وتحديدًا عندما يكون الأشخاص مختلفين عن بعضهم البعض حتى بداخل العائلات فنواجه صعوبات في قبول الاختلاف والتنوع بين البشر.

قبول البشر وتحديدًا عائلاتنا وأسرتنا من الآباء والأمهات والأبناء يعتمد اعتماد كبير على ثقة محبة بالله المستمدة من العيش في استسلام كامل لإرادة الله وأمره.

ومن أراد الله أن يعرف خلق الخلق وكرم الإنسان كأعلى المخلوقات ومن خلال إعطائنا موهبة العقل جعلنا الله عارفين بالقدرة والرغبة الكامنة في معرفة خالقنا الذي منه أتينا بالعبادة. ولذلك فإن محبة الثقة بالله تكمن في هذه الحقيقة البسيطة أن الله خلقنا لهدف مهم للغاية، وفي كل زمان وفي كل مكان من خلال أفعاله المختلفة يعلمنا الله ويرشدنا إلى معرفته وعظمته.

إن ما نسميه غالبًا “اختبارات” هو تذكير بعظمته التي تتجلى في حياتنا لحثنا على التوبة أي العودة إلى عظمته ورحمته الأبدية والبقاء هناك من خلال تقوانا ومع ذلك غالبًا ما تميل الحياة اليومية إلى تعمينا عن البركات المتأصلة الموجودة في صورة الأشخاص الأقرب إلينا. [2]

القبول في الأرض

إن من أبرز علامات حب الله تعالى لعباده أن يضع لهم القبول في الأرض بين خلقه جميعًا من الإنس والجن وأيضًا الملائكة وقد دل على ذلك الكثير من الأحاديث الصحيحة ومنها ما رواه أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا أحب الله العبد نادى جبريل إنَّ الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» (رواه البخاري ومسلم).

والمراد من القبول في هذا الحديث كما فسره ابن حجر هو قبول القلب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه ومن الدلائل الواضحة هو ميل القلوب إلى العلماء الربانيين والدعاة المخلصين وكان لحديثهم وقولهم بين الناس قبول وذيوع.

معنى القبول من الله

أن يستر الله عبده ويحفظه، ويحبب فيه الناس.

ويجب أن يعلم المرء أن تلك المحبة التي وضعها الله لعبده في الأرض ليست لشخصه وإنما هي محبة لقوة إيمانه بالله تعالى واتباعه هدي محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا” وقد قال ابن كثير في تفسيره أن الله تعالى يغرس للصالحين من عباده وهم الذين يمتثلون لأوامره ويتجنبون نواهيه في قلوب العباد محبة ومودة.

أما أهل الكفر والفسوق والعصيان فإنهم يبغضون أهل التقوى والإيمان وذلك لأن الله عز وجل جعل العدوان بين أنصار الخير وأنصار الشر تستمر كما قال في كتابه العزيز “وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا من المجرمين” ولذلك حذرنا النبي صلى الله عليه ونهانا عن معاداة أهل التقوى والإيمان في قوله عن أبي هريرة رضي الله عنه ” من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب” رواه البخاري.[3]