ما هو التسول العاطفي
التسول العاطفي
التسول العاطفي مجموعة محاولات ليُصبح الشخص مركز اهتمام من قِبل الآخرين، وعادةً ما يكون هذا السلوك مدفوعًا بالأنا.
إذ يكون الشّخص لديه حاجة عرضية إلى الاهتمام وجذب الانتباه، فيبذل قصارىَ جهده لتوظيف سلوكياته بحثًا عن الاهتمام والحب حتى وإن كان مزيفًا.
وغالبًا ما يكون سلوك التسول العاطفي سلوكًا متطرفًا، وأحد الأساليب غير الصحيحة والملتوية، فيُمكن للتسول العاطفي أن يقضي على علاقات الصداقات والحب، لأنَّ الآخرين يشعرون بالانزعاج، حتى لو لم يكن الشخص يسعى إلى الخداع أو التلاعب، لكنه يطلب الاهتمام ويتسوله بشكل مزعج للغاية يجعل الجميع ينفر من حوله.[1]
صفات المتسول عاطفيا
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليظهر لدى الجميع، وبذل جهود أكبر للحصول على التعليقات والإعجابات، والمشاركات وإعادة النشر من قبل المتابعين له.
- عرض المشكلات الخاصة المتعلقة به مع الآخرين.
- يكون شخصًا دراماتيكيًا عاطفيًا بشكل مفرط للغاية أمام الآخرين.
- يشعر بالتجاهل إذا لم تكن مركز الاهتمام من قِبل الجميع.
- البحث عن المجاملات والمشاعر الإيجابية من الآخرين.
- التظاهر بعدم القدرة على القيام بمهمة ما، كي يحصل على المساعدة والاهتمام من الآخرين.
- المبالغة في المرض والتعب لجلب الثناء أو التعاطف من الآخرين.[2]
أسباب التسول العاطفي
- عدم احترام الذات.
- الشعور بالوحدة.
- الغيرة.
عدم احترام الذات: عادةً ما يكون لدى الشخص المتسول عاطفيًا شعورًا بعدم احترام الذات، فيفقد الشعور بقيمته ويشعر بعدم الأمان التام تجاه من حوله من الآخرين، لذلك يتسول عاطفيًا الاهتمام والتقدير من قبل الآخرين ليشعر بنفسه، ويُرضي فقدانه لاحترام الذات.
الشعور بالوحدة: يشعر الكثير إن لم يكن الجميع ممن يتسولون بالوحدة، لذلك يسعون إلى جذب انتباه الآخرين إليهم، وحتى وإن كان اهتمام الآخرين به قائمًا على الشفقة فهو يُرضي شعوره بالوحدة.
الغيرة: قد تدفع الغيرة من الآخرين وأنهم محط اهتمام، إلى سلوك التسول العاطفي، حتى أنَّهم يلجأون إلى التهديد بالانتحار، أو غيرها من وسائل الإيذاء محاولةً لجذب الانبياه وشحذ العواطف.[3]
علاج التسول العاطفي
- استخدام منفذًا آخر للتعبير عن ما بداخلك مثل الكتابة أو الرسم أو تشغيل الموسيقى.
- التطوع ومساعدة الآخرين.
- قضاء وقتك في شيء مفيد.
- الثقة بالنفس.
يأتي علاج التسول العاطفي من الشخص نفسه، إذ يجب أن يلجأ بوسيلة أخرى تعبيرًا عما يشعر به، فيمكنه كتابة ما يشعر به، أو يمارس رياضة يفضلها، أو التطوع في بعض الجمعيات لمساعدة الآخرين، والأهم هو الثقة في نفسه.[4]
لا تتسول الاهتمام
بالطبع لا تتسول الاهتمام، فبالرغم من أننا بشر ونريد جميعًا أن محبوبين نأخذ قدر كافِ من الاهتمام، إلا أنَّ شحذ الاهتمام من الآخرين أمر مزعج ومنفر للغاية، ويعود الأمر لنفسك فعليك احترام ذاتك والثقة بأنك شخص مرغوب فيه، يحبه الجميع ويهتموا به من وقت لآخر لكنه ليس بالضرورة أن يكون محط أنظار الجميع طوال الوقت.
فقط عبر عن مشاعرك، مارس هوية مفضلة لديك، ساعد غيرك، وغيرها من الأشياء التي تجعلك تنظر لنفسك نظرة مختلفة، فلا تحاول تضييع وقتك في اكتشاف من سيهتم بك، ومن لا سيهتم، اهتم أنت بنفسك وبما تفضله وتحبه، وادعم نفسك قدر المستطاع.[5]
الاستعطاف في علم النفس
علمياً، يُعد الاستعطاف في علم النفس الطريقة التي يتصرف بها الشخص لجذب انتباه الآخرين أو عندما يحاول تلبية احتياجاته النفسية والشخصية، فغالبًا ما يتم تصنيف هذا السلوك على أنه تسول عاطفي بحت، بأساليب إما صادقة أو ملتوية، وقد يؤدي التسول العاطفي إلى عواقب وخيمة في حالة عدم تحقيق النتيجة المرغوبة من خلاله.[6]
التسول العاطفي عند الأطفال
يُعد سلوك التسول العاطفي لدى الأطفال شكل من أشكال لفت انتباه الآخرين، وخاصةً لفت انتباه المعلمين والآباء، ويشمل الاهتمام المطلوب من قبل الطفل النظرات البريئة، والاستحسان والثناء والمودة والتواصل الجسدي معه، ولكن قد يعكس التسول العاطفي بشكلٍ زائد سلوكًا سلبيًا يمثل أحد اضطرابات الشخصية لدى الطفل.[7]
التسول العاطفي الالكتروني
يتمثّل التسول العاطفي الالكتروني في محاولة جذب انتباه الآخرين من خلال بوستات الاستعطاف، أو التمرّض، والتقاط بعض الصور الشخصية حتى يجذب الآخرين للتعليق له بكلمات إيجابية يود سماعها، فلا يمكن لمتسول الاهتمام قضاء يوم واحد دون التقاط عدة صور سيلفي لنفسهم ليمدحه الآخرين.
بينما يكمن الفرق بينه وبين الشخص العادي، أن الشخص الطبيعي يلتقط صورًا شخصية فقط عندما يكون في مكان لا يُنسى أو بمناسبة سعيدة، ولكن على النقيض يأخذ الشخص الآخر المتسول عاطفيًا صورًا بشكل يومي.
وكأنه يقول أنا هنا اهتموا بي واكتبوا لي بعض الغزل والمجاملات وحتى وإن كانت مزيفة وغير حقيقية فأنا أرغب فقط في رؤية الاهتمام مهما كان ما يخفيه وراءه.[8]