القوة التي تعيد الأجسام الى الارض

القوة التي تعيد الأجسام الى الارض هي

الجاذبية.

ترى ما الذي يجعلك تهبط إلى الأرض عندما تقفز إلى الأعلى، ما الذي يعيدك إلى الأسفل؟! لما تسقط الأشياء على الأرض بدلاً من أن تطفو في الفضاء؟ إنها الجاذبية يا أصدقاء، هي ما تجعل الأشياء ثابتة، وتجعل كل شئ يسقط على الأرض بدلاً من أن يطفو، ويطير، فالجاذبية هي القوة التي تبقي الكواكب في مادرها، وتبقي الأجسام على الأرض.

تمتلك جميع الأجسام التي لها كتلة جاذبية، وهناك علاقة طردية بين الكتلة والجاذبية، أي أن الأجسام التي تمتلك كتلة أكبر لها جاذبية أكبر، كما أن الأجسام المتقاربة تتجاذب بشكل أكبر من الأجسام التي تفصلها مسافات أبعد، وما تستنجه من ذلك أنك لك جابية كما للأرض جاذبية.

لأن كلاكما له كتلة، ولكنها تجذبك نحوها وليس العكس، لأن كتلتها أكبر بكثير من كتلك، كذلك جاذبيتها، غير أن الجاذبية لا تؤثر على الأجسام ذات الكتلة فقط، بل أنها تؤثر على الضوء، فقد أثبت ذلك ألبرت أينشتاين عندما سلط مصباحاً إلى الأعلى فتغير لون المصباح، يستطيع العلماء فقط اكتشاف الأمر.

تبقي الجاذبية كل شئٍ في مكانه، القمر بدونها لن يستمر في مداره حول الأرض، والشمس كذلك، كما أن الجاذبية التي بين القمر والبحار هي ما تسبب ظاهرة المد والجزر، لا يمكن إنكار أهمية الجابية، لا يمكن العيش على هذه الأرض بدونها، كما أنها لا تبقي الأشياء متصلة ببعضها البعض وحسب، بل تبقيها على المسافة المناسبة، فنحن على مسافة من الشمس تسمح لنا بالاستمتاع بضوئها، ودفئها، فليست بالبعد الي يحرمنها فائتدها، ولسنا بالقرب الذي يحرق كل شئ.[1]

قانون الجاذبية الأرضية

Fgravity=Gm1m2/r2، حيث أن ثابت الجاذبية الأرضية (G)= (6.673 x 10-11) نيوتن. م2 / كغم2.

ينص قانون الجاذبية الأرضية على ما يلي: (إن قوة الجذب الحاصلة بين أي جسمين تتناسب طردياً مع حاصل ضرب الكتلتين، بينما تتناسب عكسيًا مع مربع المسافة الفاصلة بينهما)، وقد استنتج نيوتن من خلال دراسته لجاذبية الأرض أنها معتمدة على كتلة الأرض، وأن القوة المؤثرة في تسارع الأرض، والقوة المؤثرة في سقوط الأشياء (والتي أسقطت التفاحة على رأسه) يمثلان القوة ذاتها.[2]

متى تنعدم الجاذبية الأرضية

لا تنعدم، ولا حتى في الفضاء.

يتكلم الناس عن انعدام الوزن، ويقولون أن رواد الفضاء يكونون منعدمي الوزن في جاذبية مساوية للصفر، والحقيقة أن الأمر ليس كذلك، حينما يدور رواد الفضاء حول الأرض يكونون عديمي الوزن ظاهرياً، ولكن في الحقيقة لا تنعدم الجاذبية.

حينما يبلغ الارتفاع الذي يصلون إليه 125 ميلاً يختبرون 94% من الجاذبية التي يلاقونها على الأرض، فإذا كان وزن رائد الفضاء في الحقيقة 150 رطلاً، فإن وزنه في المكوك الفضائي يساوي 0.94X150=140 رطلاً، وإذا قل وزنه بنسبة ضئيلة هكذا فلا يمكن أن نقول بأن جاذبيته قد انعدمت.

يمكننا القول بأن الجاذبية الأرضية تمتد إلى الفضاء، ربما تضعف بشكل متزايد كلما ابتعدنا عن مركز الأرض، ولكن ذلك لا يعني أنها سوف تنعدم، ربما يبدو أن رواد الفضاء طافون في الفضاء، بينما هم يسقطون، ولكن بشكل مستمر.[3]

أول مكتشف للجاذبية

إسحاق نيوتن.

في عام 1665، أو 1666 سقطت التفاحة فوق رأس نيوتن، وجعلته يتسائل عن سبب سقوطها بشكل رأسي، فاكتشف أن ما أسقط التفاحة هو الذي يبقينا على سطح الأرض، كما أنها القوة ذاتها التي تبقي القمر، والشمس، والكواكب في مداراتها، إنها الجاذبية.

القوة التي

وُلد إسحاق في الرابع من شهر يناير عام 1643 في (لينكولنشاير) قرية صغيرة بإنجلترا، وقد كان طفلاً خديجاً وُلد قبل موعد ولادته بشهرين إلى ثلاثة أشهر، لذا كان ضئيل الحجم.

ولكنه كان عملياً مبدعاً في صغره، يشغله صناعة النماذج، سبق وصنع مطحنة صغيرة تستخدم لطحن الدقيق، يتم تدويرها بواسطة فأر يجري داخل عجلة، فيما بعد قُبل نيوتن كطالب في جامعة كمبردج، ولكنه فشل في البداية، وفي عام 1665 تم إغلاق الجامعة بسبب الطاعون، وعاد إسحاق إلى موطنه.

عند عودته إلى موطنه في لينكولنشاير، بدأ فصلاً جديداً من حياته، قضى سنتين في الدراسة والاستنتاج، وقد كانت التفاحة هي ملهمته، وبالرغم من سعادته في العمل بمفرده إلا أنه قبل أن يعود إلى كامبردج في عام 1667 ليكون أستاذاً للرياضيات، وتقلد عدة مناصب أخرى حتى عام 1696.

لم تكن الجاذبية هي اكتشاف، وإنجاز نيوتن الوحيد، ساهم نيوتن في تطوير علم التفاضل والتكامل، كما أنه هو الذي قال أن الضوء الأبيض يتألف من جميع ألوان قوس قزج، ومهَّد لمعرفة سبب الانحراف اللوني، وصمم تلسكوباً يعكس صورة أكثر وضوحاً من حيث الألوان، عن طريق استخدام المرايا في صناعته بدلاً من العدسات الزجاجية، وقد كان لتليسكوبات نيوتن العاكسة مساهمة كبيرة في علم الفلك، علاوةً على تطويره لقوانين الحركة.

كان نيوتن على الصعيد الشخصي شخصاً لا يتمتع بالجاذبية، حتى انه كان انعزالياً بعض الشئ، يقول عنه مدير معهد إسحاق نيوتن للعلوم الرياضية في كامبريدج بالمملكة المتحدة: (لقد كان شخصية معقدة، وكان يتابع أيضاً الكيمياء)، وبعد مشوارً حافلاً بالعلم توفي إسحاق نيوتن عام 1727 عن عمرٍ ناهز الـ 84 عاماً.[4]