أيهما أفضل للميت الدعاء أم الصدقة
أيهما أفضل للميت الدعاء أم الصدقة
أعظم ما يصل للميت هو الدعاء، لكن الصدقة يصلها ثوابها إلى الميت أيضًا. والميت بحاجة إلى كل من الدعاء والصدقة والطلب من الله عز وجل أن يعفو عنه ويغفر له ما تقدّم من ذنوبه وما تأخر.
كما أن الميت بحاجة للصدقة، ويمكن أن تكون الصدقة بالطعام والمال والملابس وأي شيء ينفع الفقراء والمساكين. وثبت عن النبي ﷺ أيضًا أن رجلًا سأله قال: إن أمي ماتت فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال النبي ﷺ: نعم. أي أن الصدقة نافعة للميت بإجماع المسلمين.
لا يمكن أن نقارن بين الأفضل، إما الدعاء أو الصدقة، لأن كليهما له مقام عظيم، فالدعاء عظيم والصدقة عظيمه. لكن لا يقوم مقام الصدقة، ولا تقوم الصدقة مقام الدعاء. ولا يغني الدعاء عن الصدقة أو العكس.
تعتبر الصدقة نوع من البر للوالدين أو للإخوه والأقارب والدعاء كذلك. ولا ينبغي للمسلم الاكتفاء بأحدهما فقط خاصةً إذا كان المتوفى هو أحد والديه، فهذا باب من أبواب البر. ويمكن أن يقوم المسلم بالتصدق والدعاء عن أحبابه وأصدقائه الطيبين أيضًا
النبي عليه الصلاة والسلام قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. ولا تقتصر الأعمال الصالحة التي تنفع الميت على الدعاء والصدقة فقط، بل تتضمن أيضًا:
- قضاء الديون عنه من ماله إذا كان لديه مال أو من خلال رد الديون بمال أقربائه وذريته
- الحج عن الميت
- العمرة عن الميت
- سقاية الماء من الصدقات الجارية
- بناء المساجد من الصدقات الجارية
هذه الأعمال لا تنفع فقط الميت، بل تنفع أيضًا الشخص الذي يقوم بها، فالصدقة ينال ثوابها كل من المعطي والميت. يمكن أن يقوم المسلم بالدعاء أو الصدقة بحسب حاله، فقد يكون بحاجة وليس بمقدوره التصدق، عندها يمكنه الاكتفاء بالدعاء لأنه لا يكلّف شيئًا. [1] [2]
ما هو الأفضل للميت
أفضل الأشياء التي تصل للميت هي:
- الدعاء له
- الصدقة عنه (سواء كانت صدقة جارية ببناء الآبار، أو صدقة بالنقود والملابس للفقراء والمساكين)
- الحج عن الميت
- العمرة عن الميت
(قيل: يا رسول الله! هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما)
وقد ثبت في الكثير من الأحاديث النبوية أهمية الدعاء والصدقة للميت. لأن الميت ينقطع عمله بعد وفاته إلا بعلم ينتفع به، مثل إذا كان الميت قد ترك شيئًا من علمه بعد وفاته، أو صدقة جارية، أو الدعاء له.
قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ [الحشر:10]الآية. أي أن الدعاء للميت له أجر عظيم.
أما بعض الأعمال فلا يصل ثوابها إلى الميت، مثل الصلاة، لأن الصلاة هي فرض عين على الميت يجب أن يؤديها بنفسه، ولا يمكن أن يؤديها شخص آخر عنه. لكن الصوم، مثل التقصير في صوم أيام الفروض لعذر أو مرض، فيمكن قضاءؤه عن الميت. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو كان على فلان دين أكنت قاضيه؟ اقضوا الله، فالله أحق بالوفا. [3]
كيف أعرف أن الصدقة وصلت للميت
الصدقة تصل إلى المتوفى، مهما كان نوعها، سواء كانت صدقة جارية ببناء المساجد. أو صدقة بالنقود، والطعام والملابس. أي عمل صالح يقوم بها الشخص، ويقصد بذلك وصول الثواب لوالديه المتوفيين أو إخوته، أو أحد أقاربه، فإن هذا الخير يصله. وأجمع العلماء أن ثواب الصدقة يصل إلى الميت. كما يصل الأجر للشخص المتصدق أيضًا.
ينبغي للمؤمن أن يكثر من الصدقات والدعاء للميت، بالأخص إذا كان الميت هو أبيه أو أمه. لأن هذا الأمر يكون من باب بر الوالدين أيضًا والإحسان إليهم بعد وفاتهم كما أحسنوا إليك في حياتك. [2] [4]
أفضل الصدقات للميت
النبي عليه الصلاة والسلام علّمنا أن الميت ينقطع عمله إلا من ثلاث أعمال، إحداها الصدقة الجارية. ومن أفضل الصدقات التي يصل ثوابها للميت هي:
- سقاية الماء
- بناء المساجد
سقاية الماء: في عهد النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن هناك تطور مثل أيامنا الحالية، ومعظم المناطق لم تكن تحوي الخدمات الموجودة اليوم مثل الماء. لكن إلى الآن هناك مناطق في العالم بحاجة ماسّة إلى المياه، ويمكن أن يقوم الشخص ببناء آبار فيها واستخراج المياه مثل بعض المناطق الفقيرة التي يحتاج أهلها للماء
عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: نعم، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء.
بناء المساجد: يعتبر من الصدقات الجارية للميت التي يدوم ثوابها كلما دخل المسلمين للصلاة وتم ذكر اسم الله فيها، وقراءة القرآن. وهذا جميعه يعود ثوابه إلى الميت. روى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من بنى مسجدا لله ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة.
لكن يمكن أن يتصدق المسلم للميت بالمال أو الملابس أو يمكن أن يحج عن الميت. لكن هذا النوع لا يكون ثوابه من الصدقات الجارية مثل الأمور الأخرى. لذلك يجب أن يسعى الشخص لإقامة صدقة جارية عن الميت ينتفع بها إلى وقت طويل. [5]
دعاء للميت
يمكن أن يدعو المسلم للميت بالدعاء الذي يريده، وأن يدعو له بالرحمة والمغفرة والعتق من النار والعفو. ويمكن أيضًا أن يتحرّى المسلم الأدعية الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام فهي أفضل، مثل:
- اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله
- اللهم اغفر لحينا، وميتنا، وشاهدنا، وغائبنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذكرنا، وأنثانا. اللهم مَن أحييتَه منا فأحيه على الإسلام، ومَن توفيتَه منا فتوفه على الإيمان
- اللهم اغفر له وارحمه، وارفع درجته، وأعظم أجره، وأتمم نوره، وأفسح له في قبره، وألحقه بنبيه.
- اللهم أنت ربنا وربه، خلقته ورزقته، أحييته وكفيته، فاغفر لنا وله، ولا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.
وإذا كان المتوفي طفل صغير، فيمكن أن ندعو له بالرحمة والمغفرة والصبر لذويه، مثل:
- اللهم اجعله ذخرًا لوالديه، وفرطًا، وشفيعًا مجابًا. اللهم أعظم به أجورهما، وثقِّل به موازينهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام، وقهما برحمتك عذاب الجحيم [6] [7]