ما هي الطرق التجارية القديمة التي تمر في شبه الجزيرة العربية
الطرق التجارية القديمة التي تمر في شبه الجزيرة العربية
- طريق الحرير
- طريق البخور
طريق الحرير:
طريق الحرير هو من الطرق التجارية القديمة التي تمر في شبه الجزيرة العربية.
كان طريق الحرير يصل ما بين العالم الغربي، وما بين الشرق الأوسط وآسيا. كان هذا الطريق معبراً مهماً للتجارة ما بين الإمبراطورية الرومانية والصين؛ لما له من أهمية في تبادل السلع الكبيرة والهامة. وبعدها، ما لبث أن أصبح طريقاً مهماً ما بين الممالك الأوروبية والصين؛ وذلك في العصور الوسطى.
كان طريق الحرير قد أُنشأ في شمال الصين في المركز؛ ابتداءً من شيآن (وذلك في مقاطعة شنشي الحديثة).
كان امتداد مسار القوافل على طول جدار الصين غرباً، وذلك من خلال منطقة بامير؛ ثم أفغانستان، وبعدها خلال الشرق (بلاد الشام) وثم الأناضول. بلغ طوله حوالي الـ (4000) ميل، أي ما يتجاوز الـ (6400) كم. [1]
ثم بعد ذلك، تم شحن البضائع عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. [1]
قام التجار الصينيون بتصدير الحرير إلى المشتريين في الغرب. أمّا من روما والممالك المسيحية لاحقاً، فكانوا قد صدّروا الصوف، الذهب والفضة إلى الشرق. وإلى جانب تصدير واستيراد البضائع على طول هذا الطريق، فقد كان هناك استيراد للدّين أيضاً وليس فقط للسلع، حيث تم تبادل العديد من الثقافات والديانات على مدار هذا الطريق. [1]
طريق البخور:
طريق البخور يعد من أقدم الطرق التجارية في العالم، ويبلغ طوله حوالي الـ (2000) كم.
كان طريق البخور من أقدم الطرق التي تمر عبر شبه الجزيرة والتي تضمنت تجارات كبيرة وعديدة، حيث كان يتم عبره تداول اللبان والمر، والتي تعد ذات مصدر مهم، وهو “دموع” الأشجار الشمعية، وهي تنمو فقط في جنوب الجزيرة العربية وفي شمال شرق أفريقيا.
كانت هذه السلع تصدّر من جنوب شبه الجزيرة وشمال شرق إفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط. إن اللبان والمر؛ التي كانت تُتداول عبر هذا الطريق، سلع متداولة في العالم القديم وكانت تستعمل بشكل كبير. حيث كان يتم استعمالها في تحنيط المومياوات في مصر، ولإنتاج الأدوية ومستحضرات التجميل أيضاً. كانت هذه السلع مطلوبة بشكل كبير لدرجة أنها كان قد يصل سعرها أغلى من سعر الذهب. [2]
نشأ طريق البخور منذ أكثر من (4000) عاماً، وهو يقع على طول الساحل الغربي للملكة العربية السعودية، موازياً لامتداد البحر الأحمر. [2]
أبرز الطرق التجارية القديمة التي تمر في الجزيرة العربية
- طريق العنبر
- طريق الخيول والشاي
- الطريق التجاري عبر الصحراء الكبرى
طريق العنبر:
منذ حوالي (3000) سنة قبل الميلاد، تم نشوء طريق العنبر، الذي يعد من أقدم الطرق أيضاً وأهمها وأكثرها عراقةً. حيث نشأ هذا الطريق ووُجد من منطقة ساحل البلطيق، إلى أوروبا الكبرى وما حولها، حيث كان يُقاد من قبل المسافرون والتجار من خلال سلسلة من الطرق، وكان يتقاطع هذا الطريق مع طرق الملح والحرير.
في حين كان الطريق التجاري “العنبر” تحت سيطرة السلطة الرومانية القديمة، أخذ طريق العنبر الشكل الأكثر شهرةً اليوم: الجري بشكل عمودي، أحد طرفيه بالقرب من روما والبندقية، والآخر بالقرب من سانت بطرسبرغ في روسيا.
تفرّعت طرق أخرى من هذا الطريق، لتصدير العنبر على طول أوروبا وإلى آسيا. [3]
طريق الخيول والشاي:
لآلاف السنين؛ كان هناك طريقاً مهماً جداً وتجارياً يعبر من هذه المنطقة أيضاً.
كان هذا الطريق تطأه أقدام الخيول والبشر بشكل كبير، وهذا سبب تسميته بهذا الاسم. وكان هذا الطريق يربط ما بين المناطق النائية في الصين، والمناطق الأخرى من هضبة (تشينغهاي-تبت). [4]
على طول الطريق غير المعبّد والمليء بالحفر والوعر، كان يمر بهذا الطريق الأحصنة والخيول التي تعبر من خلاله إلى المناطق الأخرى، ومن جهة أخرى؛ كان أيضاً يمرّون به التجار الذين يحملون الشاي، والملح، والسكر إلى الهضبة (التبت). [4]
ظهر هذا الطريق للمرة الأولى خلال عهد أسرة تانغ من عام (618) إلى (907). واستمر بعدها حتى الستينات من القرن الماضي، ثم بعدها تم بناء الطرق السريعة. ومن جهة أخرى؛ كما ذكرنا في طريق الحرير أيضاً؛ فهذا الطريق لم يكن فقط لتبادل السلع المهمة وغيرها، وإنما أيضاً لتبادل الثقافات على طول هذا الطريق من منطقة لأخرى. [4]
الطريق التجاري عبر الصحراء الكبرى:
تطوّر الطريق التجاري عبر الصحراء الكبرى بسبب وجود البضائع والسلع على جانبي الصحراء الكبرى، هذا ما دفع التجار لإنشاء هذا الطريق الذي يعبر عبر هذه الصحراء من طرف لآخر، وذلك لاستيراد وتصدير البضائع عبره. حيث كانت البضائع تعبر من خلاله من جهة لأخرى. [5]
خلال ذروة التجارة من طريق التجارة عبر الصحراء الكبرى؛ التي امتدّت ما بين (900-1400) م، لم تكن الدول مقسّمة ومعرّفة كما هي عليه اليوم. وكان التبادل مسيطراً عليه من قبل السياسات الإسلامية في كل من المغرب الحديثة والجزائر وتونس، حيث كانت تتاجر هذه البلدان مع الأخرى مثل غرب إفريقيا، نيجيريا، غانا والسنغال. [5]
خريطة الطرق التجارية القديمة في الجزيرة العربية
تظهر خريطة الطرق التجارية القديمة في الجزيرة العربية مسار هذه الطرق على مسار السنين، والمناطق التي تعبر منها وإلى أين تصل.
وتظهر أهمية هذه الخريطة من خلال توضيح الطرق التي تمر عبرها والمصادر التي تستورد منها البضائع والأمكنة التي تصل لها، فيتعرّف الشخص من خلالها على تاريخ التجارة في الجزيرة العربية.
الجزيرة العربية أو شبه الجزيرة العربية هي شبه جزيرة تقع في جنوب غرب آسيا، وفي شمال شرق أفريقيا، وذلك ما بين البحر الأحمر في الغرب والخليج العربي في الشرق. ويقع في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة خليج عدن في الجنوب الغربي، وخليج عمان، وبحر العرب (المحيط الهندي) في الجنوب الشرقي، وتتجلّى أهمية هذه المنطقة من خلال الحضارات المتعددة المشتركة فيها، وخاصة البدو؛ الذي تعد الصحراء هي مسقط رأسهم وأصلهم. [6]
تتضمن خريطة الجزيرة العربية الطرق التجارية التي تمر من كل من:
- قطر
- السعودية
- الكويت
- الإمارات العربية المتحدة [6]
إضافةً لذلك، تظهر فيها الطرق التي تعبر هذه المنطقة، ومنها طريق الحرير؛ الذي يعد من أهم هذه الطرق على الإطلاق. وطريق العنبر أيضاً، الذي يشكل معبراً مهماً في المنطقة، وتظهر في الخريطة أيضاً الحدود الكلية للجزيرة العربية والمناطق التي يتم من خلالها تبادل السلع والبضائع، إضافةً لتبادل الثقافات والأديان أيضاً.